كلمة الوقت الواردة هنا لا تعنى مجرد مرور الدقائق والأيام (كورنوس Kronos) وإنما المقصود هنا هو الوقت المعين (kairos) أو الفرصة المتاحة لنا من الله "حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع"(غل10:6) والمقصود هنا شراء الفرصة، وافتداء الوقت يعنى استبداله، والفعل "يفتدي ex-agorazw" يعنى "يشترى من " كما ورد في (غل3: 13) (انظر نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا) من أن المسيح افتدانا من لعنة الناموس، أما إدخال المقطعex على الكلمة فيعطيها قوة ويخرجها من دائرة (التسويق) إلى معنى "يستخدم إلى أقصى درجة" وقد استخدم الفعلagorazw في التعبير عن تحرير المسيح للمؤمنين- الذين من أصل يهودي – من لعنة الناموس، وذلك بأن صار هو تحت لعنة الناموس " ليفتدى الذين تحت الناموس"(غل4: 5). والفداء في معناه الجوهري هو تحويل الفاسد إلى عدم فساد، والشرير إلى صالح، والمحكوم عليه بالموت إلى العتق، والظلمة إلى نور. وأما الثمن فكان الآلام والصلب والموت. وأمّا جهاد الإنسان في المقابل فهو أن يحول الزمن الفاني الأرضي هنا إلى أبدي خالد، من خلال جهاده وتعبه وسهره وعمل المحبة الذي يسعى فيه بلا ملل... وهو عندما يبذل العرق والدموع والدم فإنه يستبدل الفاني بالباقي والزمني بالأبدي والأرضي بالسمائي... وكما يشترى (يفتدى) البعض أبديتهم بزمانهم بالحاضر الذي "يجرى كعداء" (أي 9: 45) فإن البعض الآخر- وعن عدم حكمة - يبيع أبديته من خلال تمسّكه بتوافه هذه الحياة الحاضرة، فهذا تجارته خاسرة وذاك ربح بحكمة.