منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 05 - 2012, 11:01 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

مجالات للشكر بقلم قداسة البابا شنودة 02/01/2011

مجالات للشكر بقلم قداسة البابا شنودة 02/01/2011

مجالات للشكر

02/01/2011
بقلم قداسة البابا شنودة
ما أجمل ذلك التعليم الروحي الذي يقول‏:‏ اشاكرين في كل حين‏,‏ علي كل شئ‏.‏ أي أن الشكر لله تبارك اسمه‏,‏ لا يكون فقط في مناسبات معينة‏.‏ بل تكون حياتنا كلها في شكر دائم‏,‏ معترفين بفضل الله علينا في كل حين‏.‏

إننا نشكر الله في بداية هذا العام الجديد‏,‏ لأنه منحنا صفحة جديدة من الحياة‏,‏ ينبغي أننا لانكتب فيها إلا كل خير‏.‏ علي أننا لانقتصر علي ذلك‏.‏ بل نشعر بإحسانات الله إلينا باستمرار علي الرغم مما يمر علينا من ظروف الحياة المتنوعة‏.‏ إننا ندرك عن يقين وثقة أن الله صانع الخيرات‏,‏ لا يعمل معنا إلا كل خير‏,‏ سواء كنا نري هذا الخير أو لانراه إننا نشكره علي الخفيات والظاهرات‏.‏ نشكره علي النعم الجزيلة التي يفيض بها علينا‏,,‏ كما نشكره علي القليل أيضا أو ما نراه قليلا‏.‏ لذلك فإن الإنسان الروحي يحيا دائما في سلام وفي شكر ليس فقط بالكلام وانما من عمق القلب أيضا‏.‏ ويشكر أيضا علي كل الخير الذي يتلقاه من الله‏,‏ موقنا أنه لا توجد عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر‏.‏ بل يصل الشكر أيضا حتي في وقت الضيقة لان الله لا يسمح للإنسان بالضيقة إلا لو كان وراءها خير لابد يظهر بعد حين‏.‏ ومن الطبيعي أن يشكر كل شخص علي إنقاذ الرب له من الضيقات التي يراها‏.‏ ولكن ينبغي أن يشكر أيضا علي الضيقات التي كانت تسعي إليه‏.‏ ووقفها الله ومنعها قبل أن تحدث‏.‏ وهنا يكون الشكر ليس علي الضيقات التي أنقذه الله منها‏,‏ بل أيضا علي الضيقات التي حفظه الله من وصولها إليه‏.‏
لو عاش الإنسان حياة الشكر الحقيقية‏,‏ لكان يشكر الله علي كل نفس يتنفسه‏,‏ وعلي كل خطوة يخطوها‏,‏ وعلي كل عمل يعمله‏,‏ وعلي كل ما يأتي عليه‏,‏ ولا يري أن هناك شيئا من تدابير الله معه‏,‏ إلا ويستحق الشكر‏.‏ وهكذا يقول في كل ما يحدث معه‏:‏اكله للخير‏.‏
هناك أسباب كثيرة يجب أن نشكر الله عليها‏,‏ ولكننا نادرا ما نشكر‏!‏ وبعضها يبدو لنا كأنها مجرد أمور عادية‏.‏ وعلي الرغم من أنها نعم‏,‏ إلا أنها لم تستوف حقها من الشكر‏.‏
مثال ذلك أنه ينبغي أن نشكر الله لأنه خلقنا وأنعم علينا بالوجود‏.‏ ولكن من منا يشكر الله علي ذلك؟‏!‏ كان ممكنا يا أخي أنك لا تكون موجودا‏.‏ لم يكن الله مطالبا أن يزيد العالم واحد‏!‏ اشكر الله أن والدتك لم تكن عاقرا‏,‏ بل منحها الله نعمة ان تلد بنين‏.‏ أو كان ممكنا أن والديك يكتفيان بولادة إخوتك‏,‏ دون أن يأتي دورك‏...‏
ينبغي أن نشكر الله أيضا علي الطبيعة التي حولك‏,‏ وعلي كل ما خلفه الله لأجل راحتك‏.‏ اشكره علي أنه رتب كل قوانين هذا الكون من حيث الضياء والهواء والحرارة والامطار وكل الكائنات التي حولنا‏.‏ اشكره لأنه أقام لك السماء سقفا‏,‏ وثبت الأرض كي تمشي عليها‏.‏ ولم يدعك معوزا شيئا من أعمال كرامتك‏.‏
عليك أن تشكر الله أيضا علي ما وهبك الله من العقل أو الذكاء أو أي موهبة منحك الله إياها‏:‏ مثل موهبة الرسم أو الموسيقي أو رخامة الصوت‏,‏ أو جمال الوجه‏,‏ أو القدرة علي الاحتمال والصبر‏...‏ وكلها مواهب من الله تحتاج إلي شكرك عليها‏.‏
اشكر الله أيضا علي الإيمان الذي أنت فيه‏,‏ نعم هل تشكره علي أنك ولدت مؤمنا ولم تبذل أي مجهود لكي تصل إلي هذا الايمان‏...‏ ذلك لأن كثيرين يشتهون هذا الإيمان ولا يجدونه‏,‏ أما أنت فقد نلته مجانا وسهلا‏.‏ إذ ولدت فيه‏.‏
سمعت مرة عن قصة فيلسوف ملحد‏,‏ رأي فلاحا أمميا يصلي‏.‏ وتعجب كيف أن هذا الرجل البسيط يركع في حقله‏,‏ ليخاطب من لا يراه وذلك من قلبه وبكل مشاعره وبكل ثقة وإيمان‏!‏ فقال‏:‏ إنني مستعد أن أتنازل عن كل فلسفتي وكل ما درسته من كتب‏,‏ مقابل أن أحظي بشئ من إيمان هذا الغلام البسيط‏.‏
نعم إن إيمانك نعمة لم تحظ بها البلاد الملحدة ولا أولئك الأشخاص الذين شوه الشيطان عقولهم بشكوك لا يعرفون ردودا عنها‏.‏
اشكر الله ايضا علي أنك ما زلت حيا‏.‏ ذلك لأن حياتك هي منحة من الله‏,‏ بيده أن يبقيها أو أن ينهيها في أي وقت‏.‏ وهي يجددها لك يوما بيوم وساعة بساعة‏.‏ فلتشكره إذن علي هذا اليوم الذي تحياه‏.‏ اشكره أيضا علي أنه وقد مد في حياتك‏,‏ إنما قد أعطاك أيضا فرصة للتوبة‏.‏ واذكر هنا ما قاله أحد الكتاب‏:‏ اإن ملايين الناس من الذين في الجحيم‏,‏ يشتهون ساعة واحدة من الحياه التي علي الارض‏,‏ أو حتي دقيقة واحدة‏,‏ ليقدموا فيها توبة لله‏,‏ ولا يجدون‏!‏
لو أن الله قرر أن يأخذ روحك الآن‏,‏ ألا تشتهي بعض الدقائق من هذا العمر الذي لك ؟‏!‏ تقول له بعض دقائق أستطيع فيها أن أصالح من أخاصمهم‏,‏ مهما كان المخطئين‏...‏وكل ذلك قبل أن يغلق الباب وأقف خارجا‏.‏
اشكر الله أيضا لأنه هيأ لك بيئة دينية تعيش فيها‏,‏ وأنه وهب لك هذا القدر من المعرفة الروحية والسلوك الروحي‏,‏ وأنه أرسل لك قدوات صالحة في طريقك‏,‏ تتعلم منها الحياة الحقيقية وكيف تكون‏.‏ اشكر الله أيضا لأنه لا توجد عوائق تمنعك عن الحياه مع الله‏.‏
نحن أيضا نشكر الله لأنه‏,‏ لم يعاملنا بحسب خطايانا‏,‏ ولم يصنع معنا بحسب آثامنا‏.‏ بل علي الأكثر فعلي الرغم من أخطائنا يحسن هو إلينا بكل أنواع الإحسان‏...‏ لذلك علينا ان نشكر الله علي احتماله العجيب وطول آناته علينا‏...‏ نعم جميل هو التأمل في معاملات الله سواء لك أو لغيرك‏.‏ إننا نشكره عليها‏,‏ لأنه حنون وطيب ومحب ولأنه غفور‏.‏
نشكره علي الصحة وعلي المرض‏,‏ ونشكره لأنه سترنا وأعاننا وأشفق علينا وأتي بنا إلي هذه الساعة‏,‏ ونشكره علي كل عمل صالح استطعنا أن نعمله‏,‏ لانه لو لم تكن يد الله معنا ما كنا نستطيع أن نعمل شيئا صالحا علي الإطلاق‏.‏ وأكثر من هذا كله نشكر الله لأنه أعطانا أن نعرفه‏.‏ كما نشكره لأجل وعوده العظيمة التي منحنا إياها‏.‏


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ماهو الإيمان؟ وما صفاته بقلم: البابا شنودة الثالث 10\7\2011
جاء السيد المسيح ينشر الحب بقلم: البابا شنودة الثالث7\1 \2011
العنف بقلم: البابا شنودة الثالث 10\4\2011
وصول قداسة البابا شنودة الي الاجتماع يوم الاربعاء 9 11 2011
عظة قداسة البابا شنودة الثالث بأسئلة الشعب 28 \12 \2011


الساعة الآن 04:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024