منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 05 - 2012, 10:59 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

تأمل في الصلاة الربانية (00 لكن نجنا من الشرير) بقلم قداسة البابا شنودة


تأمل في الصلاة الربانية
00 لكن نجنا من الشرير
بقلم قداسة البابا شنودة

هكذا علمنا الرب أن نقول فى صلاتنا كل يوم: لا تدخلنا فى تجربة، لكن نجنا من الشرير (متى 6 ‏: 17 ‏). فما هى أعماق هذه الطلبة التى
‏نطلبها من الرب يوميا؟
‏تواضع فى الصلاة
‏حيث نقف أمام الله كخطاة نقول له اغفر لنا . وكضعفاء نقول له: نجنا
‏من الشرير.
‏عن الماضى، نقول اغفر لنا، وعن المستقبل: نقول نحنا من
‏المشرير..
‏إنها طلبة إنسان متضع، يعرف أنه معرض للتجربة، ومعرض للسقوط
‏وهو لا يعتد بقوته، ولا يغتر واثقا بنفسة وانما يصرخ إلى الله، طالبا منه
‏أن يحميه وينجيه..
‏إنه.. فى تواضعه.. يعترف بقوة الخطية، التى قال عنها الكتاب إنها:
طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء (أم 7 ‏: 26 ‏).
‏يعترف فى صلاته أنه ليس فوق مستوى السقوط، فهوذا تحذير الرسول: من هو قائم، فلينظر لئلا يسقط (اكو 12:1 ‏).. لأنه ليس أحد معصومأ، والكتاب ينصحنا قائلا: لا تستكبر بل خف (روا ا: . 2 ‏).
‏مادام الأمر هكذا ، فنحن محتاجون يارب إلى معونتك الإلهية، ألست أنت القائل: بدونى لا تتدرون أن تعملوا شيئأ (يو 15 ‏: ه).ولمذا قال المرتل فى المزمور: ،أ ن لم يحرس الرب المدينة فباطلا سهر الحارس (مز 127 ‏: 1 ‏).. لذلك أنت الذى تنجينا، لأننا لا نقدر أن ننجى أنفسنا..
‏إننا لسنا أعظم من القديسين الذين سقطوا00‏لسنا أعظم من أبينا أدم الذى سقط، وهو فى حالة روحية فائقة للطبيعة الحالية، ولسنا أكثر روحانية من داود مسيح الرب، رجل الصلاة والمزامير. ولا نحن أحكم من سليمان، الذى أخذ الحكمة من الله، وصار أحكم أهل الأرض، ولا نحن أقوى من شمشون الذى كان روح الرب يحركه (قض 17 ‏: 25 ‏). وكل هؤلاء سقطوا . لذلك نصرخ: نجنا من الشرير..
‏ونحن نعرف أيضا قوة إبليس الذي يحاربنا..
‏هذا الذى قال عنه القديس بطرس الرسول: إن إبليس عدوكم، كأسد زائر يجول ملتمسأ من يبتلعه هو ، ( 10 ‏بط 5 ‏: 8 ‏). ونحن نعترف إننا بقدرتنا الشخصية لا نستطيع أن نقوى عليه، ولكننا: نستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينا ، (فى 4 ‏: 13 ‏).
‏لذلك كلما تذكر قوة إبليس وحيله ومكره والحاحه وخداعه، `نصرخ
‏قائلين: لا تدخلنا فى تجربة، لكن نجنا من الشرير، وهنا نسأل: ما هى هذه التجارب؟ وما معنى الدخول فيها؟
التجارب وأنواعها
‏هناك تجارب مادية، فى مشاكل الحياة العادية، وتجارب أخرى روحية
‏قد تمس مصير الإنسان وأبديته.
‏وهناك تجارب من الله، وتجارب أخرى من الشيطان. التجارب التى من الله هى للخير، ومن أمثلتها:
‏تجربة الرب لأبينا إبراهيم فى تقديم ابنه الوحيد محرقة. وقد خرج من هذه التجربة مزكى وأفضل حالأ، ونال بركة من الله، ولم يصبه ضرر (تك22 : 1 - 18 ) ‏وعن هذا النوع من التجارب، قال القديس يعقوب الرسول: ، احسبوه كل
‏فرح يا إخوتى، حينها تقعون فى تجارب متنوعة، عالمين أن. امتحان إيمانكم ينشئ صبرأ .. لكى تكونوا تامين وكاملين، غير ناقصين فى شئ (يع ا : 2 - 4
‏والتجارب التي من الله، تتميز بالآتي :
‏أولا هى للخير، وثانيأ معها المنفذ، وثالثأ هى فى حدود طاقتنا واحتما لنا، وعنها قال الرسول: ولكن الله أمين، الذى لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون. بل سيجعل مع ألتجربة أيضأ المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا
‏(1كو . ا . 3ا)
‏هذه التجارب التى من الله، لا نقول عنها لا تدخلنا فى تجربة، ولا نقول عنها نجنا من الشرير.
‏هده التجارب التى من الله، ليست هى التى نقول عنها :‏ نجنا من التجارب.
‏ولا هى التى نقول عنها: نجنا من الشرير ، لأن الله غير مجرب
‏بالشرور. .هو لا يجرب أحدا بنوع التجارب الشريرة.. (يع ا: 3ا).
‏التجارب الشريرة
ان التجارب بالخطية وبالعثرات ليست هي من الله.


مثلما جرب يوسف الصديق من امرأة فوطيفار (تك 39 ‏).
‏ومثلها النصائح الشريرة التى كان أخاب الملك يتلقاها من زوجته إيزابل (امل 21 ‏) ومثل المشورة التى قدمها أخيتوفل لأبشا لوم ( 2 ‏صم 15 ‏: 31 ‏- 72 ‏). ومثل العثرة التى وضعها بلعام لهلاك الشعب (رؤ 2 ‏: 14 ‏).
‏إذن عبارة: لا تدخلنا فى تجربة، إنما تعنى التجارب الشريرة.
‏أى نجنا من التجارب التى تتسبب فى سقوطنا، أو التى تهدد أبديتنا ولا نعنى إطلاقأ التجارب التى هى مجرد اختبارات لتزكيتنا ولمنحنا البركات. لذلك فنحن بعد عبارة لا تدخلنا فى تجربة نقول مباشرة: لكن نجنا
‏من الشرير .
‏معنى كلمة: الشرير
‏قد تعنى الشيطان، أو الناس الأشرار
‏ فالناس الأشرار يلقون عثرات في طريق القلب، كما حدث لشمشون من دليلة (قض 16 ‏). ولسليمان من النساء الغريبات اللائى: أملن قلبه وراء ألهة أخرى (امل 11 ‏: 4 ‏). وكما يقول الكتاب: المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة (اكو 15 ‏: 33 ‏). وكما يحذرنا المزمور الأول من طريق الخطاة ومن مجالس المستهزئين (مزا).
وقد يكون الشرير من الأخوة الكذبة، أو أناس نشاوا أولا داخل الكنيسة..
‏كما تحدث القديس بولس الرسول عن متاعبه، فقال: ... بأخطارهن أخوة كذبة: 0 ‏د ( 2 ‏كو 11 ‏: 26 ‏). وكما قال القديس يوحنا الحبيب: منا خرجوا، ولكنهم لم يكونوا منا، لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا (ايو 2 ‏: 19 ‏).
‏ومن الذين نشأوا داخل الكنيسة، ولكنهم انضموا إلى الشرير، الهراطقة والمبتدعون وكل من يعلم تعليما خاطئأ ومنحرفأ داخل الكنيسة.. عن هؤلاء نقول أيضأ: نجنا من الشرير . وما الناس الأشرار سوى جنود للشيطان الشرير ينفذون خططه وينشرون أفكاره..
‏ ولا شك أئر الشيطان هو الشرير الأول، الذي من الله أن ينجينا منه
‏وقد لقبه الكتاب (بكلمة الشرير)، حينما كتب معلمنا القديس يوحنا الرسول إلى الشباب قائلا: كتبت إليكم أيها الأحداث، لأنكم أقوياء، وكلمة الله ثابتة فيكم، وقد غلبتم الشرير (ايو 2 ‏: 14 ‏). وكما قال أيضأ: ، كل من ولد من الله لا يخطئ. بل المولود من الله يحفظ نفسه، والشرير لا يمسه (ايو 5 ‏: 18 ‏). ولا ننسى أن الشيطان وجنوده يلقبهم الإنجيل المقدس.. فى كثير من المواضع - بالأرواح الشريرة.
‏هذا الثسيطان الشرير هو الذى نطلب من الرب أن ينجينا منه ‏وهو الذى نمجده فى المعمودية، هووكل حيله الرديئة والمضلة وكل جيشه وكل سلطانه. وهو الذى نطلب من الرب أن ينتهره عند اقترابه منا، متذكرين قول الملاك ميخائيل له لينتهرك الرب (يه 9 ‏).
‏ومتذكرين أيضا قول ملاك الرب الذى دافع عن يهوشع الكاهن العظيم، قائلا للشيطان الذى كان يقاومه: لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب. أفليس هذا شعلة منتشلة من النار، (زك 3 ‏: 2 ‏).
وقد يكون الشرير الذي نطلب النجاة منه هو القلب إذا انخدع من الشهوات .
‏لأنه: من كنز القلب للشرير، تخرج الشوور (مت 12 ‏: 34 ‏- 75 ‏).
‏وعن هذا القلب وشهواته، يقول معلمنا يعقوب الرسول: لا يقل أحد إذا جرب، إنى أجرب من قبل الله.. ولكن كل واحد يجرب، إذا انخدع من شهوته، ثم الشهوة إذا حبلت، تلد خطية (يع 1 ‏: 12 ‏، 14 ‏).

والإنسان فى التخلص من شهوات قلبه، يحتاج إلى معونة من عمل النعمة:
وقد يكون الشرير هو الجسد غير الخاضع لقيادة الروح، الجسد الذى يقاوم الروح ويشتهى ما هو ضد الروح (غل 5 ‏: 7 ‏) فيسلك الإنسان حسب الجسد وليس حسب الروح (رو 8 ‏: 1 ‏).
‏هذا الجسد الذي قال عنه القديس بولس الرسول: من ينقذنى من جسد هذا الموت ا؟!! . وقال أيضأ: ليس ساكن فى، أى فى جسدى، شئ صالح (روا: 24 ‏، 18 ‏).. هذا الجسد الذى خلقا الله صالحأ ثم تمرد، نقول له عنه: د،نجنا من الشرير . لأن الإرادة حاضرة عندى، أما أن أفعل الحسنى فلست أجد لم (رو 7 ‏: 18 ‏). لذلك ، لا تدخلنا فى تجربة .
‏لا تدخلنا فى تجربة
‏ما معنى هذه العبارة؟ معناها:
‏لتكن التجارب تحاربنا من الخارج، لا تدخل إلى قلوبنا، ولا ندخل نحن إلى أعماقها.
‏كالمياه التى تصطدم بالسفينة من الخارج فلا تضرها، ولكن إن تسربت إلى داخلها تفرق.. فلتحاربنا الأفكار من الخارج، ولكن لا تدخل إلى مشاعرنا وانفعالاتنا فى القلب وتؤثر.
‏كن يارب رتقيبأ على التجارب ولا تسمح لها أن تدخل فى أعماقنا.
‏بطرس الرسول لم يضع أمامه عبارة: لا تدخلنا فى تجربة، إنما افتخر باطلأ بقوله: لو أنكرك الجميع، أنا لا أنكرك . ولأنه لم يطلب هذه الطلبة طلبها من أجله السيد الرب بقوله: طلبت من أجلك لكى لا يفنى إيمانك (لو 22 :31 )
‏كان معرضا للضياع، إذ لم يتضع أمام الرب ويقول: لا تدخلنا فى التجربة . ولكن هل نحن نكتفى بهذه الطلبة. أم علينا واجب ؟
‏واجبنا
‏نحن نطلب من الله أن لا يدخلنا فى تجربة، ولكن ليس معنى.هذا أن نكسل ونهمل روحياتنا!! فالرب مستعد أن يستجيب وينجى ولكنه يقول لنا: اسهروا وصلوا، لئلا تدخلوا فى تجربة (مت 26 ‏: 41 ‏).
‏إذن السهر شرط. لئلا تأتى التجربة بغتة فتجدنا نيامأ!! (مز 13 ‏: 36 ‏). هناك عبارة مهمة فى مثل الحنطة والزوان تقول: وفيما هم نيام، زرع العدو زوانأ (مت 13 ‏: 35 ‏).
‏لذلك ليتنا نسهر. وفى كلام القديس بطرس عن قوة العدو، بدأ بقوله: د،اصحوا واسهروا، لأن عدوكم مثل أسد زائر.. (ابط 5 ‏: 8 ‏). ولست أريد أن أستفيض فى أهمية السهر، فقد وضعت لكم كتابأ عن (السهر الروحى). انتقل إلى نقطة أخرى:
‏يجب علينا أيضأ مقاومة العدو
‏هل نكتفى بعبارة: نجنا من الشرير ، ونسكت ؟!! كلا، فالكتاب يقول: قاوموا إبليس فيهرب منكم (يع 4 ‏: 7 ‏). ويقول أيضا: قاوموه راسخين فى الإيمان ( 1 ‏بط 5 ‏: 9 ‏). والى أى حد تكون المقاومة ا؟ يقول القديس بولس موبخأ العبرانيين: لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية (عب 12 : 4 ) ‏هناك أيضأ الجهاد الروحى والصراع ضد العدو:
‏إن الرسول يقول: البسوا سلاح الله الكامل، لكى تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس ويشرح لنا تلك الأسلحة الروحية، ويقول: لأن مصارعتنا ليست مع دم ولحم.. بل مع أجناد الشر الروحية.. ( 1 ‏ف 6 ‏: 11 ‏~ 19 ‏). إذن لا نكتفى بمجرد الصلاة، بل نجاهد أيضا.
‏الله مستعد أن يستجيب صلواتنا ويعمل لأجلنا.. ولكن علينا أن نشترك معه فى العمل لأجل خلاصنا.
‏نبذل كل جهدنا لكى نبرهن أن إرادتنا متجهة إلى الله، وقلوبنا معه.. ونترك إلى الله أن يكمل نقص قدراتنا، دون تكاسل أو تراخ منا .
‏نهرب من أسباب الخطية ونسلك بتدقيق.
‏نهرب من كل أسباب الخطية، ومن المعاشرات الردية، ولا نستسلم إلى الأفكار الخاطئة بل نطردها ونطيع الكتاب فى قوله: اسلكوا بتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء.. فاهمين ما هى مشيئة الرب.. امتلئوا بالروح (أف 5 1‏: 18 )
‏وهكذا يكون سلوكنا متمشيأ مع صلواتنا
‏وينجينا الله من الشرير، لأننا نرغب ذلك. ما أصعب أن ينجينا الرب، ولكننا نحن نسعى إلى الشرير!!


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات في الصلاة الربانية - البابا شنودة الثالث
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
وماذا بعد هذا؟بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
كلمة منفعة بقلم قداسة البابا شنودة
اسئلة حول القيامة بقلم قداسة البابا شنودة


الساعة الآن 07:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024