رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح رأس كل خليقة بذلك أصبح الجنس البشرى المتحد بالرأس أي المسيح لازال محتفظًا أنه جسم واحد عام وكيان واحد -كما قلنا- والمسيح له المجد اشترك معنا في هذا الكيان ليس فقط بصورة مشابهة لنا، لكن بنفس طبيعتنا بلا خطية، لكنه ينفرد ويسمو جدًا لأنه هو رئيس الرؤساء وملك الملوك ورب الأرباب (انظر رؤ19: 16) وأصل كل خليقة. هو بدخوله إلينا وإلى طبيعتنا محتفظًا بوضعه أنه هو أصل ورئيس الخليقة كلها ورئيس الحياة قال عنه بطرس الرسول: "وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ" (أع3: 15). فإذن وإن كان آدم رأسًا؛ لكن في وجود السيد المسيح يختفي هذا الرأس تمامًا، لأنه إذا سطعت الشمس تختفي كل النجوم.. مثال لذلك إن كان واحد ضابط في الجيش برتبة مُقَدِم، فهو يعتبر قائد الكتيبة إلى أن يأتي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وفي وجوده يصير الكل مرؤوسين،إذا جاء قائد اللواء ودخل وسط الكتيبة، وعمل لنفسه خيمة وسكن في وسطها، من هو الذي سوف يقود الكتيبة في وجود الرئيس الأعلى؟ لذلك يقول معلمنا بولس الرسول عن الآب والابن: "وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (أف1: 22، 23). شيء واضح ومنطقي جدًا أنه إذا دخل المسيح إلى جنس البشر يصبح تلقائيًا هو رأس الجنس البشرى المرتبط به بالميلاد الجديد. من أجل هذا قالها وذكرها ولم يتركها لاستنتاجنا؛ وقال: "أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ" (رؤ22: 16). بمعنى أن الرب يسوع يقول إني أنا الأصل وإن كنت أنا من نسل آدم ومن نسل داود إنما أنا الأصل. بذلك يكون الكيان لازال أيضًا متكاملاً، لا وجود لكيان غريب، لم يدخل علينا عضو من جنس آخر، إنما من نفس جسم البشرية أصبح هناك رأس جديد؛ هذا الرأس الجديد قادر أن يلد بالروح القدس- بقوة روح الله- أبناء لله في المعمودية من خلال الإيمان بذبيحة الصليب كقوله: "مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ" (مر16: 16). |
|