رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
حكمة العواجيز
كان رجلاً شيخاً طاعناً فى السن يشتكى من الألم والإجهاد فى نهاية كل يوم سأله صديقهُ: ومم هذا الألم الذى تشكو منه؟ قال الشيخ: لدى صقران يجب على كل يوم أن أروضهما وأرنبان يلزم على أن أحرسهما من الجرى خارجاً ونسران على أن أدربهما وأقوهما وحية على أن أحرصها وأسد على أن أحفظه دائماً مقيداً فى قفصه ومريض على أن أعتنى به قال الصديق مستغرباً: ما هذا كله ؟ لا بد أنك تمزح ! لأنه حقا لا يمكن لإنسان أن يراعى كل ذلك وحده قال الرجل الشيخ: إننى لا أمزح ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة الهامة إن الصقران هما عيناى وعلى أن أروضهما باجتهاد ونشاط على النظر للحلال وأمنعهما عن الحرام والأرنبان هما قدماى وعلى أن أحرسهما وأحفظهما من السير فى طريق الخطيئة والنسران هما يداى وعلى أن أدربهما على العمل حتى تمدان بما أحتاج إليه وأستخدمهما فى الحلال ومساعدة الآخرين والحية هى لسانى على أن أحاصره وألجمه باستمرار حتى لا ينطق بكلام مشين معيب حرام والأسد هو قلبى الذى توجد لى معه حرب مستمرة وعلى أن أحفظه دائماً مقيداً كى لا يفلت منى فتخرج منه أمور مشينة شريرة، لأن بصلاحه صلاح الجسد كله وبفساده يفسد الجسد كله أما الرجل المريض فهو جسدى كله الذى يحتاج دائماً إلى يقظتى وعنايتى وانتباهى إن هذا العمل اليومى المتقن يستنفذ عافيتى وإن من أعظم الأمور أن تضبط نفسك فلا تدع أى شخص آخر محيط بك أن يدفعك لغير ما ترغب أو تقتنع به لا تدع أى من نزواتك وضعفك وشهواتك تقهرك وتتسلط عليك لا يوجد أعظم مما خلق الله لأجله وهو أن تكون عبدا له وملكاً على نفسك |
|