رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب الرد على الشكوك الموجهة للقيامة - الأنبا بيشوي مقدمة لقد جاءت قيامة السيد المسيح في عالم دهسه الموت وصرعه وحبسه في قبضته القاسية؛ فكانت هي القوة الهائلة التي غيّرت كل تاريخ البشرية وأنارت الخلود والحياة، وبعثت البهجة والسرور في قلوب الذين آمنوا بها، وبددت مخاوف الجحيم والهاوية حيث سراديب الموت القاسية والمظلمة. إنها انطلاقة نحو النور الذي لا تغيب شمسه.. نحو الضياء الذي يخطف العقول والأفهام ليتجول بها في سماوات المجد الذي لا يحول قدسه.. نحو الحب الذي يتدفق من عند الآب ليجعل من الماضي الحزين فرحاً للغالبين ومن الحاضر الثقيل أملاً في مستقبل جليل؛ حتى أن الزمن تضاءل وتلاشى بحضور الأبدية في شخص الفادي يتمشى في ربوع أورشليم وحولها وعند بحر الجليل. إن قيامة السيد المسيح هي أعظم معجزة تثبت ألوهيته لهذا قال لليهود "مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ" (يو8: 28). وقال "انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ" (يو2: 19) "وكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِه" (يو2: 21). وقيامة السيد المسيح من الأموات هي عماد الديانة المسيحية وموضوع شهادة الآباء الرسل للعالم بحسب وصية الرب لهم "تكونون لي شهوداً" (أع 1: 8). وبالتالي، فإن حدث قيامة السيد المسيح من الأموات هو من أكثر الأحداث التي يقاومها المقاومون ويشكك فيها المشككون على مر العصور تارة بأن يشككوا في موت المسيح، وتارة بأن يدّعوا أن تلاميذه سرقوه ليلاً والحراس نيام، وتارة بأن يدّعوا أن هناك تناقض بين أحداث القيامة كما وردت في البشائر الأربعة،وحيث أنه من واجبنا أن نكون شهوداً للقيامة رأينا أن نرد على بعض هذه الافتراءات، فأثبتنا -بنعمة الله وإرشاد الروح القدس- أنه ليس هناك أي تناقض مطلقاً بين البشائر بل أن كل منهم ذكر حادثة معينة فاتضح أن هناك خمس زيارات قامت بها مريم المجدلية إلى القبر في فجر أحد القيامة لم تُذكر كلها في إنجيل واحد بل ذكر معلمنا مرقس الزيارة الأولى (مر 16: 1-8) ثم ذكر الثانية (مر 16: 9) وهي نفس الزيارة التي ذكرها معلمنا متى (مت 28: 1-8)، وذكر معلمنا لوقا الزيارة الثالثة (لو 24: 1-12)، ثم ذكر معلمنا يوحنا الزيارة الرابعة والخامسة على التوالى (يو 20: 1-16). وكانت قد وصلتنا بالبريد الإلكتروني اعتراضات عديدة على أحداث القيامة كما وردت في الأناجيل الأربعة، ووجدنا من واجبنا أن نرد على هذه الاعتراضات، وتم ذلك في محاضرة عن الإيمان في دير مارمينا العامر بمريوط في أواخر العام الماضي في لقاء عام تحت إشراف نيافة الأنبا باخوميوس مطران كرسي البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، ومقرر لجنة الرعاية والخدمة بالمجمع المقدس. ورأينا تعميماً للفائدة أن ننشر هذا الكتاب في مناسبة عيد القيامة المجيد لهذا العام. فليمتعنا الله ببركات القيامة ولنكن من الساجدين المستحقين لآلام ابنه المحيية ومفاعيل قيامته المجيدة الأبدية بصلوات حضرة صاحب القداسة والغبطة البابا شنودة الثالث أطال الله حياته ومتعه بموفور الصحة. بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى رئيس دير القديسة دميانة للراهبات وسكرتير عام المجمع المقدس الصوم الكبير 2010 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأنبا أغاثون يصدر كتاب الرد على بدعه زواج المثليين |
كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي |
كتاب خواطر ميلادية - الأنبا بيشوي |
كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي |
كتاب هابيل و قايين - الأنبا بيشوي |