إن كنا أولادًا فإننا ورثة
صعد إيليا إلى السماء وحل الروح على أليشع، وصعد السيد المسيح إلى السماء وحل الروح القدس على التلاميذ في يوم الخمسين، وأخذت الكنيسة الموعد؛ وأخذت نصيب البكر لأنه يقول: "فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ" (رو8: 17)، فالسيد المسيح هو الخير كله كبكر من حيث إنه رأس الكنيسة اعتبر هو البكر..
لقد أضاع آدم بكوريته فجاء السيد المسيح يصلح ويردّه مرة أخرى، فالسيد المسيح هو البكر الذي قد أرضى قلب الآب كنائبٍ عن البشرية، هكذا قدّم للكنيسة كل الخير الذي أخذه لها، إذ قد أخذ من الآب كل النعمة والبركة التي يستحقها البكر، وقال للكنيسة أنا سوف أعطيكِ هذا الخير لأن هذا هو موعد أبى.
كل ما يقال عن إيليا في هذه القصة هو رمز للسيد المسيح، بل إن سبب صعود إيليا إلى السماء هو ليكون رمزًا لصعود السيد المسيح، . حيث إن العهد القديم يمتلئ بالرموز الكثيرة، وبالإضافة إلى ذلك هو إن كان الناس يحيون في تلك الأيام على الأرض، فهم محتاجون أن يشعروا أنه يوجد عالم آخر أفضل، فلا يكون اهتمامهم أرضيًا، لذلك كان من الضروري أن يعطيهم الرب أمثلة.
أخنوخ صعد إلى السماء كما صعد إيليا إلى السماء لكن سوف يأتي كلاهما، ويستشهدان في أورشليم في أيام الوحش الذي هو ضد المسيح، يأتيان ليبشران بالمسيح ويصيران شهيدين في أورشليم، لأن الكتاب يقول "وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ" (عب9: 27) لذلك لا يمكن أن ينتهي العالم إلا عندما يموت الاثنان.