إلهي إلهي لماذا تركتني؟
من المحال أن ينفصل الآب عن الابن كما تدّعى إيلين هوايت لأننا نؤمن أن الآب والابن والروح القدسإله واحد فكيف ينفصل الآب عن الابن؟! إن انفصال الآب عن يسوع لا يمكن يحدث إلا بانقسام الجوهر الإلهي الواحد فينفصل الآب عن الابن أو بانفصال اللاهوت عن الناسوت؛ وهذه هي البدعة النسطورية التي حرمتها الكنيسة الجامعة في مجمع أفسس. ومما يثبت أن الآب لم ينفصل عن الابن هو قول السيد المسيح قبل الصلب لتلاميذه "تأتى ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونني وحدي وأنا لست وحدي لأن الآب معى" (يو16: 32). وقوله أيضًا "الذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه" (يو8: 29). يضاف إلى ذلك قوله "أنا والآب واحد" (يو10: 30).
الآية التي يستخدمها دُعاة هذه الفكرة -ومن ضمنهم إيلين هوايت والأدفنتست وغيرهم- وردت على لسان السيد المسيح وهو مصلوب عندما صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا "ألوى ألوى لما شبقتني الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني" (مر15: 34) وردت هذه العبارة أيضًا في مزمور 22 لداود النبي "إلهي إلهي لماذا تركتني.. لا تتباعد عنى لأن الضيق قريب لأنه لا معين.. أما أنت يا رب فلا تبعد" (مز22: 1، 11، 19).. "ثقبوا يديَّ ورجليَّ. أُحصى كل عظامي وهم ينظرون ويتفرَّسون فيَّ. يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون" (مز22: 16-18) يقولون عندما يقول المسيح للآب عبارة "لماذا تركتني" تدل على أن الآب انفصل عن الابن.. فهذا تفسير خاطئ جدًا لأن الآب لم ينفصل عن الابن وسنرى هذا في بقية المزمور نفسه..
"يا خائ في الرب سبّحوه، مجّدوه يا معشر ذرية يعقوب، واخشوه يا زرع إسرائيل جميعًا. لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع" (مز22: 23، 24).. لم يحجب وجهه عنه بل عند صراخه إليه استمع، فكيف يقولون إن الآب قد حجب وجهه عن الابن وهو على الصليب لأنه حامل خطايا العالم؟!!
بل إن ادعاءهم هذا أيضًا عكس ما جاء في سفر أشعياء النبي "أما الرب فسُر بأن يسحقه بالحزن" (أش53: 10)..
وقيل عن السيد المسيح "من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله" (عب2:12).
إذًا عبارة "لم يحجب وجهه عنه" (مز22: 24) تن في فكرة أن الآب حجب وجهه عن الابن..