المسيح بالموت داس الموت
كان إتمام الفداء وإتمام الخلاص تحت الزمن حيث قُدِّم فيه السيد المسيح على الصليب يوم الجمعة، وقَبِل الموت، وذاق الموت بنعمة الله لأجل كل واحد من أجل خلاصنا "كي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد" (عب2: 9) وبالموت داس الموت. كما هو مذكور في لحن من ألحان قداس القديس يوحنا ذهبي الفم {عندما انحدرت إلى الموت أيها الحياة الذي لا يموت، حينئذ أمتّ الجحيم ببرق لاهوتك} بمعنى أيها الحياة الذي لا تموت بحسب لاهوتك، لكنك انحدرت إلى الموت.. فقد أخ في السيد المسيح لاهوته (الحياة الفائقة) داخل حياته الإنسانية.. عندما ابتلع الموت حياته الإنسانية المتحدة باللاهوت، فالذي أبتُلع ليس حياة المسيح لكن الموت. لذلك يقول {حينئذ أمت الجحيم ببرق لاهوتك} وكما يقول الآباء القديسون {ذبح الموت الحياة العادية، ولكن الحياة فوق العادية ذبحته}.
من المعتاد أن السمكة الكبيرة هي التي تبتلع السمكة الصغيرة، ولكن إذا وضعنا السمكة الصغيرة كطُعم في صنارة ثم أخفينا الصنارة في داخلها، فعندما تأتى سمكة كبيرة لتبتلعها، يتعلق (يشتبك) هلب الصنارة في خياشيم السمكة الكبيرة ويجذبها خارج الماء، وبذلك تكون السمكة الكبيرة هي التي أُصطيدت من السمكة الصغيرة.
في هذا المثال نجد أن معدن الصنارة القوى المختفي داخل الطُعم يرمز إلى اللاهوت القوى المختفي داخل الناسوت الذي له مظهر الضعف.
فعندما ابتَلع الموت الحياة العادية المتحدة باللاهوت، ابتُلِع الموت من الحياة الفائقة.