بيت لحم والخبز الحي
من وقت ولادة السيد المسيح وهو يعلن أنه خبز الله النازل من السماء الواهب حياة للعالم، فقد وُلد المسيح في بيت لحم ومعنى بيت لحم باللغة العبرية "بيت الخبز" (بيت لِحِم) أي أنه كما قال " خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم" (يو6: 33) وقال أيضًا "أنا هو خبز الحياة" (يو6: 48) وأيضًا "أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء، إن أكل أحد من هذا الخبز، يحيا إلى الأبد" (يو6: 51). ولكي يوضّح لنا السيد المسيح كيف نحصل على الخبز الذي إن أكله أحد يحيا إلى الأبد، أكمل الآية وقال "والخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو6: 51).
ففي هذا الوقت لم تُدرك الجموع كلام السيد المسيح وقالوا كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟ وبدأوا يتذمرون. بل حتى التلاميذ بدأ البعض منهم يتذمر حيث كان بينهم يهوذا الخائن، فعلِمَ يسوع في نفسه أن تلاميذه يتذمرون على هذا فقال لهم "أهذا يعثركم؟" (يو6: 61).
فالقضية كانت خطيرة جدًا لأنها فرّقت عدد كبير من التلاميذ الذين كانوا يتبعون السيد المسيح "من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه" (يو6: 66).
ثم نظر للاثني عشر وقال لهم "ألعلكم أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا" (يو6: 67) حتى الاثني عشر قال لهم من يريد أن يمضى فليمضِ، فالمسألة لا تقبل المساومة. لذلك قال لتلاميذه "أليس أنى أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان. قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي لأن هذا كان مزمعًا أن يسلِّمه؛ وهو واحد من الاثني عشر" (يو6: 70، 71).. ولكنه عندما سأل التلاميذ لعلهم يريدون هم أيضًا أن يمضوا "أجابه سمعان بطرس يا رب إلى من نذهب، كلام الحياة الأبدية عندك" (يو6: 68).