المعمودية هي الاستنارة
المعمودية هي الاستنارة لمعاينة ملكوت الله. ويؤكد قداسة البابا شنودة الثالثإيمان الكنيسة بأن الإنسان يرث الخطية الأصلية عند ولادته كطفل. لذلك لابد أن يُعمد الأطفال، فلا يستطيع الطفل أن يعاين ملكوت السماوات إن لم يولد من فوق؛ ولا حتى مجرد الرؤية، وهذا هو ما قاله السيد المسيحلنيقوديموس "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو3: 3)، وعندما سأله نيقوديموس كيف يمكن للإنسان أن يولد وهو شيخ؟ شرح له السيد المسيح المقصود بالولادة هي: الولادة بالماء والروح "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5).
لأنه في المعمودية ينال الإنسان الطبيعة الجديدة، فالأعين العمياء التي كانت للمولود أعمى قد تم فتحهما بالطبيعة الجديدة التي نالها.. لذلك تقرأ الكنيسة قصة المولود أعمى في أحد التناصير.. فكل إنسان يولد أعمى ولا يقدر أن يرى ملكوت الله، أما بعد عماده تنفتح عيناه لأن المعمودية فيها استنارة.. فعندما قال السيد المسيح للمولود أعمى "اذهب اغتسل في بركة سلوام (التي ترمز للمعمودية).. مضى واغتسل وأتى بصيرًا" (يو9: 7) وكان هذا البصر رمزًا للاستنارة الروحية التي بها بدأ هذا الإنسان يشهد للسيد المسيح، وبهذه الاستنارة الروحية التي في المعمودية يستطيع الإنسان أن يرى الملكوت فإن كان الإنسان صغيرًا أو كبيرًا، ولو فرضًا دخل الملكوت، لن يعاين شيئًا، لا يستطيع أن يرى الأمور الروحية والمجد الإلهي المحيط بعرش الله بدون معمودية.. لذلك تتشدد الكنيسة جدًا في أهمية عماد الطفل وهو صغير لئلاّ يموت قبل أن يعمَّد.