إذا فرضنا أن ملكاً وجد إنساناً فقيراً مملوء بالبرص في كل جسده، ولم يخجل منه بل وضع أدوية على جروحه وشفى قروحه، ثم أخذه إلى المائدة الملوكية وألبسه الأرجوان وجعله ملكاً، فهذا هو ما فعله الله مع جنس البشر. إنه غسل جروحهم وشفاهم، وأتى بهم إلى حجاله السماوية .فما أعظم كرامة المسيحيين حتى أنها لا يُمكن مقارنتها بشيء آخر.
ولكن إذا تكبر المسيحي وسمح للخطية أن تسرقه، فإنه يكون مثل مدينة لا سور لها، فيدخل اللصوص إليها من أي ناحية يريدون، دون أن يعوقهم شيء، فيخربونها ويحرقونها. لذلك، إذا كنت تأخذ الأمور باستهانة ولا تحترس لنفسك، فإن أرواح الشر تأتي عليك وتظلم عقلك وتخربّه وتُشتت أفكارك في أمور هذا العالم الحاضر.