رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لطم يسوعَ واحدٌ من الخدام "لطم يسوعَ واحدٌ من الخدام" (يو18: 22) بعد القبض على السيد المسيح، مضوا به إلى حنان أولًا لأنه كان حما قيافا الذي كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة، ثم أرسله حنان موثقًا إلى قيافا رئيس الكهنة (انظر يو18: 14، 24). "فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه. أجابه يسوع أنا كلمت العالم علانية. أنا علمت كل حين في المجمع، وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائماً. وفي الخفاء لم أتكلم بشيء. لماذا تسألني أنا. اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا. ولما قال هذا لطم يسوعَ واحد من الخدام كان واقفاً قائلًا: أهكذا تجاوب رئيس الكهنة. أجابه يسوع إن كنت قد تكلّمت رديًا فاشهد على الردى وإن حسنا فلماذا تضربني؟" (يو18: 19-23). كانت تعاليم السيد المسيح قد حوَّلت الكثيرين من حياة الخطية إلى حياة التوبة. والذين آمنوا به قد شعروا بتأثير ذلك في حياتهم كما هو مكتوب "كما أهان الزمان الأول أرض زبولون وأرض نفتالي، يكرم الأخير طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم. الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيمًا. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور" (إش9: 1، 2). لذلك قال السيد المسيح لقيافا: "اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم" لأن حياتهم بعد التغيير هي خير شاهد على سمو تعاليم السيد المسيح، وعلى قوة تأثيرها. وقد بهتت الجموع من تعليمه "لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت7: 29). ليتم ما هو مكتوب "انسكبت النعمة على شفتيك" (مز44: 2). جاء السيد المسيح لخلاص البشرية، وأراد أن يصنع الخير للجميع، وكان يشتهى خلاص الجميع بما في ذلك الذين وقفوا ضده وناصبوه العداء. ومن ضمن هؤلاء أيضًا قيافا رئيس الكهنة الذي أصدر ضده الحكم بالموت ظلمًا. لم يقصد السيد المسيح أن يهين قيافا حينما أجابه على سؤاله. بل أراد أن يلفت نظره إلى الحق الذي أعمى الشيطان قلبه لكي لا يراه. وهنا تدخل واحد من خدام الهيكل ولطم السيد المسيح قائلًا: أهكذا تجاوب رئيس الكهنة. وكأنه يغار للرب ولكرامة رئيس كهنته، معتبرًا أن السيد المسيح قد أهان قيافا بإجابته هذه. لم يعلم ذلك المسكين أنه قد لطم رئيس الكهنة الحقيقي يسوع المسيح الذي قيل عنه "أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (عب7: 21، مز 110: 4). بل أكثر من ذلك أنه قد لطم السيد المسيح ابن الله الحي الذي تجسد من أجل خلاص جنس البشر. وهو الخالق والديان والمولود من الآب قبل كل الدهور. إن كان ذلك الخادم قد غار لكرامة رئيس الكهنة الذي على رتبة هارون، والذي كان كهنوته رمزًا لكهنوت السيد المسيح. فكيف يتجاسر أن يلطم من له كهنوت لا يزول إلى الأبد، ومن هو مساوي للآب السماوي في المجد الإلهي. ولكن هذه هي جهالة البشر الذين أبصروا السيد المسيح حينما أخلى ذاته آخذًا صورة عبد. وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع الآب السماوي حتى الموت؛ موت الصليب. أشفق السيد المسيح على ذلك الخادم. إذ رآه يتصرف بجهالة ويغار غيرة ليست حسب المعرفة. وأشفق عليه من عواقب فعلته الشنعاء حينما لطم السيد المسيح على وجهه. وأراد أن يصحح له موقفه فقال له: "إن كنت قد تكلّمت رديًا فاشهد على الردى. وإن حسناً فلماذا تضربني؟" (يو18: 23). أراد السيد المسيح أن يقتاد ذلك الخادم المسكين إلى التوبة وإلى التبصر فيما يفعله. فقال له هذه الكلمات المفعمة بالحب والنصائح الثمينة. لم ينفعل السيد المسيح -بالطبع- لسبب الإهانة التي وجهت إليه من أحد خدامه وعبيده،بل تكلّم معه بموضوعية ليقنعه بالصواب. وهكذا قدّم نفسه كخادم للخلاص، محتملًا أخطاء الآخرين في صبر عجيب. وفي نفس الوقت أكّد بإجابته أنه لم يقصد إهانة رئيس كهنة اليهود، بل أراد أن يلفت نظره إلى ما فيه خيره هو وغيره ممن تآمروا لقتل السيد المسيح. لقد لطم الكثيرون السيد المسيح على وجهه في تلك الليلة وكان هو قد ترك لهم خديه ليلطمونهما، لأن هذا ما استحقته البشرية لسبب شرودها وخطاياها، وهو أراد أن يدفع ثمن الخطية التي للإنسان. ولكن اللطمة الوحيدة التي أجاب عنها بمثل هذه الكلمات، كانت هذه اللطمة التي أشفق على ضاربها من عواقب فعلتها التي ظن هو أنه يفعلها بغيرة مقدسة من أجل كرامة الكهنوت. ولم يكن يعلم ماذا يفعل. قد يتساءل البعض لماذا لم يعط السيد المسيح خده الآخر لذلك الخادم حسبما أوصانا في العظة على الجبل؟ ونقول إن الخد الآخر قد أعطى لكثيرين. وكان في هذه المرة هو الحب الذي قابل به السيد المسيح تصرف ذلك الخادم والنصيحة الثمينة التي وجهها إليه في وقت آلامه. أما عن الخد الآخر فهو مستعد دائمًا كما هو مكتوب "والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه. وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين تنبأ من هو الذي ضربك. وأشياء أخر كثيرة كانوا يقولون عليه مُجدِّفين" (لو22: 63-65). أما هو فلم يمنعهم بل تركهم يفعلون به كل ما أرادوا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
واحدٌ هو يسوعُ المسيح الذي به كلُّ شيء |
واحدٌ من الاثنى عشر |
” لطم يسوعَ واحدٌ من الخدام ” (يو18: 22) |
بل جَسدٌ واحدٌ |
أفكار لحفلات اعياد الميلاد الخدام وإعداد الخدام |