رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
روح الله يرّف "وكانت الأرض خربة وخالية، وعلي وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه" (تك 1: 2 ) هذا العدد من الإصحاح الأول من سفر التكوين، كبقية الإصحاح كله، لا يعطينا المعنى الحرفي فقط، ولكنه يستحضر أمامنا عمل الروح القدس؛ ذاك الذي شغل نفسه بالإنسان وهو في حالة الخراب والفراغ - كما ينظر إليه الله. لقد خلق الله الإنسان في حالة البراءة، ولكن الإنسان تحوَّل عن الله، وصار عبداً للشيطان. وفى جميع الأحوال - سواء في تدبير الحكومات أو تدبير الناموس وغيره، برهن الإنسان أنه لا يريد أن يعبد الله. ولكن الله في محبته غير المحدودة "كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم" (2كو 5: 19 ) . أما الإنسان فقد رفض الله وصلب الرب يسوع. وبهذا برهن أنه في خراب وفراغ، وليس فيه شيئاً يُسرّ الله. ولقد شغل الروح القدس نفسه بهؤلاء الناس. وعلى أي حال فإننا نجد أن الروح القدس مشغول بالأفراد، مستحضراً أمامها هذه الثلاثة الأشياء: إنه يستحضر الخطية في كل رُعبها - خاصة كما ظهرت في رفض الرب، لعل الضمير يُمس ويشعر الشخص بحقيقة حالته الضائعة بدون تمتع بالفداء. فبدون التمتع بالفداء سيُدان الإنسان على خطيته وسيمكث عليه غضب الله. كما يشهد الروح القدس عن شيء آخر وهو أنه يُرينا أن عمل المصالحة قد تم. وأن المسيح "أُسلم من أجل خطايانا". وبناءً على هذا العمل، فإن الله يمكن أن يغفر خطايا كل مَنْ يؤمن بهذه الذبيحة. ولكن يتبع هذا أيضاً أنه "أُقيم لأجل تبريرنا" (رو 4: 25 ) - أي أن قيمة عمل الرب يسوع تُحسب للذي يقبل هذا العمل بالإيمان. فإذا كان بر الله قد أقام الرب يسوع من بين الأموات، فإن ذات البر يُقيمنا نحن أيضاً، مُبررين أمام الله بلا خطية. وهنا يستحضر الروح شيئاً ثالثاً وهى الدينونة النهائية التي ستتخذ مجراها بالقضاء على كل مَنْ يقاوم الله (رو 4: 25 -11) . إننا نرى هذه الأشياء في خطاب بطرس يوم الخمسين (أع2). أما النتائج المجيدة لعمل الروح القدس فإنه ضم إلى الكنيسة ثلاثة آلاف نفس. |
|