قد رأيت الروح
قال يوحنا المعمدان: "إني قد رأيت الروح نازلًا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وأنا لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء، ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلًا ومستقرًا عليه فهذا هو الذي يعمّد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله" (يو1: 32-34).
كانت هذه هي العلامة التي أعطاها الله لنبيه يوحنا، أن الذي يرى الروح أثناء عماده نازلًا من السماء ومستقرًا عليه، فهذا هو المسيح ابن الله، حمل الله الذي يحمل خطية العالم ليخلّصه.
وقد حل الروح القدس وظهر "بهيئة جسمية مثل حمامة" (لو3: 22) إذ "السماوات قد انشقت" (مر1: 10) ونزل الروح القدس واستقر على رأس السيد المسيح (انظر يو1: 32). كان المنظر مبهرًا وجميلًا جدًا؛ فالسماوات التي انفتحت قد جاء منها الروح القدس، وصوت الآب قائلًا: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت3: 17).
ولاشك أن يوحنا قد انبهر وفرح بهذا المشهد العجيب، مع صوت الآب وتسابيح الملائكة، والمناظر السمائية حينما انفتحت السماء،مشهد لا يقل بالطبع روعة عن حلم الأب يعقوب حينما أبصر السلم المنصوب على الأرض ورأسه يمس السماء، والملائكة صاعدة ونازلة عليه، والرب واقف عليه بمنظر مخوف يتكلم مع يعقوب.
كان سلم يعقوب إشارة إلى التجسد الإلهي، وإشارة إلى انفتاح السماوات على الأرض. وها هو يوحنا يبصر بعينيه، ليس في منام، بل في يقظة، السماوات مفتوحة بكل ما فيها من أمجاد روحانية لتعلن أن الصاعد من مياه الأردن هو الابن الحبيب الذي سُرّ به قلب الآب، والذي عليه يكون رجاء الأمم والشعوب.