اختصاصات الشياطين
يقول الأب سيرينوس:
"لنعلم أنه لا تستطيع كل الشياطين أن تغرس في البشر كل الأهواء الشريرة، بل أرواحًا معينة تختص بخطايا معينة، فالبعض يثير الشهوات الدنسة النجسة، والآخر التجديف، وآخرون تخصصوا بالأكثر في الغضب والسخط، والبعض يتكلمون في الكآبة، وآخرون بالكبرياء والعظمة... فكل واحد منهم يغرس في قلوب البشر ما يسر هو به".
وفى نفس الوقت لا يقدرون أن يغرسوا رذائلهم دفعة واحدة،
وإنما بترتيب معين حسب الظروف، أي حسب الزمان والمكان أو الشخص نفسه الذي يفتضحونه بإثارته أثناء اقتراحاتهم...
والأرواح الشريرة تتقدم بعضها البعض بطريقة معينة، فإذا انهزم إحداها أو تراجع ترك مجالًا لروح آخر أكثر عنفًا ليهاجمه...
ولسنا نجهل أن الأرواح الشريرة جميعها ليست في نفس الشراسة والنشاط، ولا في نفس الشجاعة والخبث، فالمبتدئين والضعفاء من البشر تهاجمهم الأرواح الضعيفة، والأقوياء يهاجمهم الأرواح القوية، فرب المجد مثلًا هاجمه رئيس الشياطين بنفسه، لأنه شعر أنه أمام قوة جبارة. ويصعب على الإنسان بقوته العادية أن يقاوم هؤلاء الأرواح، ولا يستطيع أحد من القديسين أن يقاوم خبث هؤلاء الأعداء الروحيين الأقوياء غير المؤمنين، أو يصد هجماتهم المتكررة أو يحتمل قسوتهم ووحشيتهم، ما لم يساعده -المصارع معنا ورئيس الصراع نفسه- الرب يسوع،
فيرد قوة المحاربين ويصد هجومهم المتزايد، ويجعل مع التجربة المنفذ قدر ما نستطيع أن نحتمل (1 كو 10: 13).