التقى به القديس جيروم حين زار منطقة طيبة، وهو راهب عاش بعيدًا عن مدينة أوكسيرنسوس Oxyrhyncus على حافة البرية المتسعة. عاش القديس ثيؤن St. Theon ثلاثين عامًا في بيت صغير أقامه بنفسه في مواجهة البرية، يلتزم الصمت ويمارس العبادة بقلبٍ ملتهبٍ، فحسبته الجماهير كنبي. إذ اشتم الكل رائحة المسيح تفوح في حياته صارت الجماهير تأتي إليه كل يوم في أفواج ضخمة تحمل المرضى إليه، أما هو فكان يضع يديه عليهم من النافذة وباسم الرب يبرأون. ظن بعض اللصوص أن هذا الناسك يقتني ذهبًا كثيرًا من عطايا الناس له فجاءوا إليه ليلًا ليقتلوه، أما هو فكان يصلي؛ للحال صاروا كمقيدين بحبال. بقوا هكذا حتى الصباح وإذ جاءت الجماهير ووجدتهم أرادوا معاقبتهم، أما هو فسألهم أن يتركوهم حتى لا ينزع الله عنه عطية الشفاء، وبالفعل تركوهم فجاءوا إليه نادمين وامتلأوا من خوف الله وانضموا إلى الرهبان ليمارسوا حياة الشركة مع الله. أعطاه الله موهبة الحديث والكتابة بالقبطية واليونانية واللاتينية. قيل إنه كان يخرج ليلًا ويداعب الحيوانات المفترسة ويلاطفها مقدمًا لها مياهًا للشرب، وقد كانت آثار هذه الحيوانات تظهر حول بيته.