في العهد الجديد، كما صام المسيح، صار رسله أيضًا..
وقد قال السيد المسيح في ذلك "حينما يرفع عنهم العريس حينئذ يصومون" (متي 9: 15).. وقد صاموا فعلًا. وهكذا كان صوم الرسل أقدم وأول صوم صامته الكنيسة المسيحية. وقيل عن بطرس الرسول إنه كان صائمًا حتى جاع كثيرًا واشتهي أن يأكل (أع 10: 10) فظهرت له الرؤيا الخاصة بقبول الأمم. وهكذا كان إعلان قبول الأمم في أثناء الصوم. وبولس الرسول كان يخدم الرب "في أتعاب، في أسهار، في أصوام" (2 كو 6: 5)، بل قيل عنه "في أصوام مرارًا كثيرة" (2 كو 11: 27). وقيل إنه صام ومعه برنابا (اع 14: 23).
وفي أثناء صوم الرسل ظن كلمهم الروح القدس..
إذ يقول الكتاب "وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي" (أع 13: 2، 3) وما أجمل ما قاله الرب للرسل عن الصوم وعلاقته بإخراج الشياطين: "هذا الجنس لا يخرج بشيء، إلا بالصلاة و الصوم" (مت 17: 21). إلي هذه الدرجة بلغت قوة الصوم في إرعاب الشياطين. ولم يكن الصوم قاصرًا علي الأفراد، إنما كان الشعب كله يصوم..