ومع ذلك فإحدى المتع في السماء أن نتعرف على القديسين هناك. ولكن هل سنتعرف فقط على أشخاصهم، أم على أعمالهم أيضًا؟ هل سنتعرف على كل ما عملوه من خير في الخفاء زاهدين في مديح الناس؟ وهل سنتعرف على ما كان لهم من تأملات ومن أفكار روحية؟ وهل سنتعرف على كل الأنبياء والرسل بكل تفاصيل سير حياتهم التي لم يذكر التاريخ عنها شيئًا. وكذلك ما في السماء من الشهداء والرعاة وأبطال التاريخ والنساك والعباد وكل الذين عاشوا حياة مثالية من كل الشعوب.. لا شك أن معرفة كل هؤلاء متعة روحية في حد ذاتها، تضاف إليها متعة التعرف على الملائكة بكل درجاتهم.
ولكن كيف سنتعرف على الملائكة وطبيعتنا غير طبيعتهم؟ إنهم جميعًا أرواح قدسية (مز 104: 4) ونحن لا نراهم بحواسنا الجسدية. فكيف سنراهم إذن في الأبدية؟ هل ستقترب طبيعتنا من طبيعتهم، ونكون كملائكة الله في السماء، (مت 22: 30) نعم ، هذا سيحدث لنا جميعًا حينما تتجلى طبيعتنا البشرية في السماء. وتكون لنا أجساد روحانية، أسمى من المستوى المادي الذي نعيشه الآن.. أجساد تليق بالسماء وسموها وقدسيتها...