رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرئيس أبو مازن يهدد بقلب الطاولة
وسط غياب المعلومات تكثر التكهنات، وتتزايد الاتهامات، على نحو من هذا وقريب منه يواجه الرئيس محمود عباس منذ استئناف المفاوضات قبل نحو سبعة اشهر حملات محمومة مزدوجة من الاعداء والاصدقاء على حد سواء مع اقتراب مفاوضات الضرورات من نهايتها في نيسان المقبل لا كسبا لمغانم تبين استحالة بلوغها من جولاتها الاولى بل درءا لمفاسد قد تترتب عليها، بينما يلوذ الرجل الصبور الكتوم بصمت جليل في مواجهة دعوات وادعاءات التخوين . وقالت صحيفة القدس المحلية أنه وبحسب المعلومات المتاحىة المتسربة من اجتماعات باريس التي وصفت بالحاسمة، وبعيدا عن قراءات التنجيم والنميمة السياسية فان لقاء ابو مازن كيري في العاصمة الفرنسية قبل ايام شهد خروجا عن مألوف ودبلوماسية تلك اللقاءات والتي اضطر خلالها رئيس الدبلوماسية الامريكية لمعاودة الاجتماع مرة اخرى بالرئيس عباس بعد ان انفجر في وجهه غاضبا خلال اللقاء الاول بينهما بسبب تبنيه للمطالب الاسرائيلية كاملة والمتمثلة بيهودية الدولة ورفض اي تواجد دولي في الاراضي الفلسطينية بعد انسحاب اسرائيل منها واعتبار بيت حنينا وليس القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية التي لن تكون الاغوار جزءا منها. وبينما ساد الاعتقاد لدى المراقبين ان اجتماع باريس سيكون حاسما لجهة وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق الاطار الذي طال انتظاره قبل اسابيع من نهاية الموعد المحدد للمفاوضات فان ما جرى في الاجتماع جاء على النقيض تماما من جميع التوقعات والتخرصات التي نالت من الرجل وهو يخوض واحدة من اشد معارك التفاوض قسوة وشراسة يذود خلالها باعصاب من حديد عن ثوابت لا قبل له بالتنازل عنها ومحددات ليس لاحد ان يحيد عنها ،رغم ما ابداه من مرونة سياسية ضيقت هوامش الحركة امام الدبلوماسية الاسرائيلية في الساحة الدولية واثارت غضبها . فما رشح من معلومات من مصادر موثوقة اكدتها تصريحات الرئيس في ختام اجتماعاته مع كيري والتي اعرب فيها عن خيبة امله من الجهود الامريكية المبذولة للتوصل الى اتفاق، تفيد بان الرئيس هدد كيري بقلب الطاولة والتراجع عن المرونة التي ابداها لانجاح الجهود الامريكية عندما رفض كيري وجود طرف ثالث في الاراضي الفلسطينية مطالبا ببقاء القوات الاسرائيلية عند ذلك رد عليه الرئيس قائلا" اذن انا اريد دولة ليست منزوعة السلاح" وهو ما رد عليه كيري بالرفض. وبينما تواصلت اللقاءت لنحو ثماني ساعات فقد تواصلت معها عروض كيري غير العادية كمطالبته الاعتراف بيهودية الدولة دون نقاش وهو ما رفضه الرئيس بشدة معتبرا ذلك "ضربا من الجنون"مشيرا الى ان الاعتراف باسرائيل تم عام 88. كما طلب كيري بضرورة الابقاء على 10 كتل استيطانية ضمن ما اسماه تبادل الاراضي، وهو أمر رفضه الرئيس جملة وتفصيلا واعتبره "ضربا اخر من الجنون". اما النقطة التي افاضت الكأس واخرجت الرئيس عن طوره بعد ان انفجر غاضبا في وجه كيري قبل ان يعود الاخير لاسترضائه في لقاء ثان فهي اعتبار كيري بيت حنينا وليس القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية . اللقاء الثاني كان لتلطيف الاجواء مع الرئيس عباس الذي تلقى دعوة لزيارة البيت الابيض والاجتماع بالرئيس الامريكي منعا لانفجار المفاوضات وذلك بعد ان هدد الرئيس بقلب الطاولة والتوقف عن كل ما ابداه من مرونة . وفي ضوء هذا التعثر الفادح في الجهود الامريكية بسبب تبنيها الكامل للرؤية الاسرائيلية فان كيري الذي بدأ جهوده باشاعة تفاؤل فائض عن الواقع وقدم نفسه كمن سياتي بما لم يستطعه الاوائل سيحاول اليوم التوصل الى تمديد جديد للمفاوضات لعام او عامين نهاية ولاية ادارته عام 2016 عوض الاعلان عن فشل المفاوضات وما قد يجره هذا الاعلان من تداعيات . صحيح ان في المعلومات الخارجة من التسريبات ما يضع حدا للاقاويل والاشاعات والاتهامات حول صلابة المواقف وسلامة الرؤى والتوجهات لكن الصحيح ايضا هو رفع الحظر عن المعلومات ومصارحة الناس بالاحتمالات والمالات التي تنتظر جولات المفاوضات كي يهيئوا انفسهم لتحمل اية اعباء ناجمة عن تداعيات لجوء السلطة لاية خيارات بعد ان يتبين في نهاية نيسان الخيط الابيض من الاسود في مسار تلك المفاوضات دنيا الوطن |
|