تميل الأرثوذكسية إلي انسحاق نفس التائب، متذكرًا ما أساء به إلي الله، مبللًا فراشه بدموعه كما فعل داود النبي.. أما البروتستانتية فتدعو الناس إلي الفرح الذي لا انسحاق فيه. بل كثيرًا ما يتحول التائب حديثا إلي خادم، بطريقة مباشرة، لا تعطيه فرصة للحزن الداخلي علي خطاياه. ويعللون ذلك بأنه يجب أن يفرح بالخلاص.. وردنا علي ذلك أنه، أنه في تناول خروف الفصح – وسط فرح الشعب بنجاته من سيف الملاك المهلك، كان يأكل الفصح علي أعشاب مرة حسب أمر الرب (خر8:12). والأعشاب المرة كانت تذكرهم بخطاياهم، التي بسببها وقعوا في عبودية فرعون.. حقًا إن أكل الفصح يذكرهم بالخلاص وبهجته، ولكن الفصح يجب أن يؤكل علي أعشاب مرة. ما هو مركز (الأعشاب المرة) في التوبة بالمفهوم البروتستانتي؟! إن أحد الكتب البروتستانتية هاجم حتي مجرد عبارة (يا رب ارحم) التي نقولها في صلواتنا، كما هاجم كل عبارات الانسحاق، واتهمها بأنها ضد (بهجة الخلاص)!