منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 10:17 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

مشكلة كبيرة ﭐعترضت وما زالت تعترض وستبقى تعترض كل المؤمنين..

جميعنا نُريد الدور البارز في جسد الرب.. نُريد الدور البارز في الحروب..

وبصريح العبارة.. نُريد القيادة..

وهذه المشكلة التي نتكلَّم عنها كانت واضحة أيام موسى رجل الله:

" وأخذَ قورح بن يصهار بن قهات بن لاوي وداثان وأبيرام ﭐبنا أليآب وأون بن فالت بنو رأوبين، يُقاومون موسى مع أُناس من بني إسرائيل، مئتين وخمسين رؤساء الجماعة مدعوِّين للاجتماع ذوي ﭐسم، فٱجتمعوا على موسى وهرون وقالوا لهما: كفاكما، إنَّ كل الجماعة بأسرها مُقدَّسة، وفي وسطها الرب، فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب " (سفر العدد 16 : 1 – 3).



لم يكونوا أشخاصًا عاديين.. بل رؤساء في الجماعة.. ذوي ﭐسم..

قرَّروا مقاومة موسى وهرون اللذين أقامهما الله لقيادة الشعب..

ولم يكتفوا بالدور الذي خصَّهم فيه الرب.. بل كانوا يطمحون إلى أن يكونوا مثل موسى وهرون، وكانوا يُريدون أن يقوموا بدور موسى وهرون بالتحديد.. ولهذا السبب قال لهم موسى:

" أقليلٌ عليكم أنَّ إله إسرائيل أفرزكم من جماعة إسرائيل، ليُقرِّبكم إليه لكي تعملوا خدمة مسكن الرب، وتقفوا قدام الجماعة لخدمتها، فقرَّبك وجميع إخوتك بني لاوي معك، وتطلبون أيضًا كهنوتًا " (سفر العدد 16 : 9 – 10).



أرادوا دورًا لم يكن من الله لهم.. ولم يسمعوا لتحذيرات موسى..

والنتيجة كانت أنَّ الله أماتهم جميعهم !!!



وكانت تلكَ المشكلة واضحة أيضًا عند تلاميذ الرب:

" وقامَ بينهم جدالٌ في أُيٌّهُمْ يُحسب الأعظم " (إنجيل لوقا 22 : 24).

لا تخف.. إن كانَ دافعك الأساسي أن تخدم الرب من كل قلبك.. وحيثما يُريدك هوَ أن تكون.. لأنَّهُ قسَّم لكل واحد منَّا دوره في الجسد..

لكن خف إن كانَ دافعك أن تخدم الرب لغايات أُخرى.. وفي الدور أو المكان الذي ترتئيه أنت لنفسك..



ما أخطر المواهب الطبيعية أيها الأحباء.. وما أخطر المعرفة البشرية.. والمكانة التي يمنحك إياها المجتمع أو الشهادات أو المكانة التي ورثتها من عائلتك..

قد تكون تمتلك أكثر بكثير مما يمتلك من أقامهُ الرب قائدًا عليك.. قد تكون مثقفًا أكثر.. ذكيًّا أكثر.. لديك دراسات ومعلومات روحية حتَّى أكثر.. لكن كل هذا لا ينفع مع الرب، فالطريقة التي يختار فيها الله قادته.. والأدوار التي يُوزعها على أولاده.. بعيدة كل البعد عن المقاييس والمعايير البشرية..



فعندما طلب الله من النبي صموئيل أن يذهب إلى بيت يسَّى لكي يمسح من ﭐختاره ملكًا مكان شاول، نظر ذلكَ النبي إلى ألياب بن يسَّى وقال: إنَّ هذا هوَ مُختار الرب.. لكنَّ الرب قالَ لهُ: " لا تُلقِ بالاً إلى وسامته إذ ليسَ هذا من ﭐخترتهُ، فنظرة الرب تختلف عن نظرة الإنسان، لأنَّ الإنسان ينظر إلى المظهر الخارجي، وأمَّا الرب فإنَّهُ ينظر إلى القلب " (سفر صموئيل الأول 16 : 1 – 13).

وبالنهاية ﭐختار الرب داود، أصغر أولاد يسَّى.. راعي الغنم.



نعم.. فالرب ينظر إلى القلب فقط.. يريد قلبك بالكامل وليسَ أي شيء آخر مهما كان..

فالمهم أن تُدرك أنهُ لكَ دور في هذه الحرب بكل تأكيد.. والأهم أن تُدرك ما هوَ دورك بالتحديد، لأنَّ الرسول بولس يقول:

" وهوَ قد وهبَ البعض أن يكونوا رسلاً، والبعض أنبياء، والبعض مُبشِّرين والبعض رعاة ومُعلِّمين... فمنهُ يستمد الجسد كلّهُ تماسكهُ وترابطهُ بمساندة كل مفصل وفقًا لمقدار العمل المُخصَّص لكل جزء، ليُنشئ نُموًّا يؤول إلى بنيان الجسد بنيانًا ذاتيًّا في المحبة " (رسالة أفسس 4 : 11 – 16).



لكلٍّ دوره.. لكن هذا الدور يأتي من الرب، فالكلمة تقول:

هوَ.. أي الرب.. يهب كل واحد دورًا مُحدَّدًا..

والحكمة تقضي ليسَ بأن تأخذ الدور الذي تُريده أو تشتهيه.. بل الحكمة تقضي بأن تعرف ما هوَ الدور الذي يُريده الله لكَ بالتحديد، وتقوم بهِ بأمانة مهما كان..



وعندما يقوم كل واحد بالدور الموكل لهُ خصِّيصًا.. يُبنى الجسد.. تُربح الحروب.. تُسترد الأراضي.. ونحرِّر المأسورين.. وما خالفَ ذلكَ سيأتي بالنتائج المُعاكسة تمامًا..

فلنسأل الروح القدس أن يُعمِّق هذا الدرس فينا، فنوقف كل مشاجرات، ومشاحنات، وتسابق على المناصب، وتنافس على الأدوار.. ولنسألهُ أن يُحدِّد لنا دور كل واحد منَّا بالتحديد، لكي نكون في ملء مشيئته، ولكي ننجح في كل ما نقوم بهِ..



* لم يكن ذلكَ دورك.. يا هرون:

الله أقامَ موسى قائدًا على الشعب، وبالرغم من محاولات موسى بأن يتملَّص من هذا الدور.. لم ينجح، إذ أصرَّ الله عليه.. وعيَّنَ لهُ شقيقه هرون مساعدًا لهُ.. وقالَ لموسى: " هرون يكون لكَ فمًا "، لأنَّ موسى قال للرب أنَّهُ ثقيل اللسان.. لكن الله لم يُعيِّن قط هرون قائدًا للشعب.. فهوَ وحدهُ العارف بقدرات وبوزنات كل واحد منَّا..



وكانَ أنَّ موسى صعد إلى الجبل، ومكثَ لمدة طويلة في محضر الله ليتسلَّم منهُ الوصايا..

لكنَّ الشعب لم يحتمل هذا الغياب، وقالَ لهرون:

" قُم ﭐصنع لنا آلهة تسير أمامنا، لأنَّ هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر، لا نعلم ماذا أصابهُ، فقالَ لهم هرون: ﭐنزعوا إقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها، فنزعَ كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم، وأتوا بها إلى هرون، فأخذَ ذلك من أيديهم وصوَّره بالإزميل، وصنعهُ عجلاً مسبوكًا. فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتكِ من أرض مصر، فلمَّا نظرَ هرون، بنى مذبحًا أمامهُ، (فنزل موسى وأحرقَ العجل وحطَّمهُ)... وقالَ موسى لهرون: ماذا صنعَ بك هذا الشعب حتَّى جلبت عليه خطيئة عظيمة؟ فقالَ هرون: لا يحم غضب سيدي، أنتَ تعرف الشعب أنَّهُ في شر، فقالوا لي: ﭐصنع لنا آلهة تسير أمامنا... فقلت لهم: من لهُ ذهب فلينزعهُ ويُعطيني، فطرحتهُ في النار فخرجَ هذا العجل، ولما رأى موسى الشعب أنَّهُ مُعرَّى، لأنَّ هرون قد عرَّاه للهزء بين مُقاوميه... " (سفر الخروج 32 : 1 – 25).



لعبَ دورًا لم يكن دوره.. تسلَّم زمام القيادة ولم يكن مؤهَّلاً لها..

فصنع عجلاً ذهبيًا.. عرَّى الشعب.. وجعلهُ مسار هزء أمام أعدائه..

وعندما واجههُ موسى بفعلته.. تهرَّب من المسؤولية.. وكذب عليه، إذ قال لهُ:

" طرحت الذهب في النار فخرجَ هذا العجل ".

بينما الكلمة تقول: أنَّ هرون أخذ الذهب وصوَّرهُ بالإزميل وصنعهُ عجلاً مسبوكًا.. وبنى مذبحًا أمامهُ. ما أخطر أن نأخذ دورًا ليسَ لنا من الله.. فلنكن حذرين..



* بل هذا هوَ دورك يا هرون:

" فقال موسى ليشوع: ﭐنتخب لنا رجالاً وﭐخرج حارب عماليق، وغدًا أقف أنا على رأس التلّة، وعصا الله في يدي. ففعلَ يشوع كما قالَ لهُ موسى ليُحارب عماليق، وأمَّا موسى وهرون وحور فصعدوا على رأس التلّة، وكان إذا رفعَ موسى يدهُ أنَّ إسرائيل يغلب، وإذا خفضَ يدهُ أنَّ عماليق يغلب، فلمَّا صارت يدا موسى ثقيلتين، أخذا حجرًا ووضعاه تحته فجلس عليه، ودعمَ هرون وحور يديه، الواحد من هنا والآخر من هناك، فكانت يداه ثابتتين إلى غروب الشمس، فهزمَ يشوع عماليق وقومهُ بحد السيف " (سفر الخروج 17 : 9 – 13).

من البداية أوكلَ الله لهرون دور مساعدة شقيقه موسى.. وليسَ دور القيادة.. وعندما لعبَ هرون دورهُ بالتحديد، نجحَ نجاحًا رائعًا.. نراه هنا يسند يدا موسى.. ونرى يشوع يهزم عماليق..

والكلمة تقول: ودعمَ هرون وحور يديه..

كانَ دوره دعم القائد وليسَ القيادة.. وعندما دعم القائد نجحت المهمة..



وما أُريد قولهُ هنا أيضًا.. لا تستخف بالدور الذي يُعطيك إياه الرب، إن لم يكن بارزًا.. إن لم يكن في الواجهة.. فصاحب الوزنتين كافأهُ الرب كما كافأَ صاحب الوزنات الخمس تمامًا.. لأنَّ الرب وكما سبقَ وذكرنا ينظر إلى القلب، وليسَ إلى الإمكانيات.. ينظر إلى أمانتك في الدور الذي أوكلهُ إليك.. وليسَ إلى حجم هذا الدور..



عندما تعقَّب داود العمالقة لكي يسترد النساء والأولاد الذين سبوهم، ﭐصطحبَ معهُ ستئمة رجل.. لكن مئتان منهم لم يتمكنوا من عبور الوادي وإكمال المسيرة معهُ، لأنَّهم أُعيوا، فمكثوا في الوادي وقاموا بحراسة الأمتعة، وعندما ﭐنتصرَ داود على أعدائه، وﭐسترجعَ كل المسبيين وغنمَ منهم غنائم كثيرة، جاءَ إلى المئتين وسألَ عن سلامتهم، وأعطاهم من الغنائم نفس نصيب الذين حاربوا معهُ.. وجابهَ الذين خالفوه الرأي وقالَ لهم:

" ... لأنَّهُ كنصيب النازل إلى الحرب، نصيب الذي يُقيم عند الأمتعة، فإنهم يقتسمون بالسويَّة، وكانَ من ذلك اليوم فصاعدًا، أنَّهُ جعلها فريضة وقضاء لإسرائيل إلى هذا اليوم " (سفر صموئيل الأول 30 : 24 – 25).

نصيب المُحارب.. كنصيب حارس الأمتعة.. لا فرق في عين الرب، طالما أنَّكَ تقوم بهذا الدور من كل قلبك وبأمانة..



لم يكن لجدعون رجل الله الجرأة الكاملة لكي يقترب من معسكر المديانيين، عندما طلب منهُ الرب أن يقوم بذلكَ، فقالَ لهُ الرب:

" وإن كنتَ خائفًا من النزول، فٱنزل أنتَ وفورة غلامك إلى المحلَّة، وتسمع ما يتكلمون بهِ، وبعد تتشدد يداك وتنزل إلى المحلَّة، فنزل هوَ وفورة غلامه إلى آخر المتجهزين الذين في المحلّة " (سفر القضاة 7 : 10 – 11).

جدعون القائد العظيم.. رجل الإيمان.. الذي هزمَ جيش المديانيين.. كانَ يحتاج إلى غلامه فورة، لكي يُشجِّعهُ..



لا تستخف بدور هرون.. وبدور حور.. وبدور حارسي الأمتعة.. وبدور فورة..

لكلٌّ دوره.. المهم أن تعرف الدور الذي يُريدك الرب أن تلعبهُ.. ولا تتخطَّاه قطعًا.. لئلاَّ يُشكِّل خطرًا عليك وخطرًا على الجماعة..



جميعنا يطمح للعب دور مباشر في ملكوت الله.. في الحرب ضد إبليس..

جميعنا يرغب.. لا سيَّما في بداية إيمانه وعلاقته الجدِّية بالرب، بأن يترك عملهُ ويتفرَّغ للخدمة، إذ يعتبر أنَّهٌ إن لم يكن متفرغًّا (مبشِّر.. واعظ.. راعي.. رسول.. نبي.. قائد تسبيح... إلخ)، فهوَ لا يخدم الرب كما ينبغي..



لكنني اليوم أريد أن أنقل كلامًا وتشجيعًا من الرب مباشرةً، إلى كل المؤمنين غير المتفرِّغين للخدمة.. إلى الأطباء والمهندسين والمحامين.. إلى رجال الأعمال.. إلى الطلاب.. إلى أصحاب المهن مهما كانت.. وإلى كل العاملين في أي حقل كانوا.. إلى الأمهات... إلخ.

أنَّ الرب يحتاجك في المكان الذي تعمل فيه، إن لم يكن قد دعاك دعوة واضحة للتفرغ للخدمة الروحية..

يُريدك أن تكون ملح للمكان الذي تعمل فيه.. يريدك أن تكون النور المضيء في المكان الذي تعمل فيه.. يريدك أن تكون شاهدًا لهُ في المكان الذي تعمل فيه.. تشهد لهُ من خلال أمانتك في عملك.. ومن خلال توبيخك لفاعلي الشر.. وتصحيحك للأخطاء التي تُرتكب. يريدك أن تواجه الفساد والسرقة والغش...

هكذا نكون أنوار مضيئة في وسط عالم مظلم.. هكذا ننقض أعمال إبليس كما فعل الرب تمامًا عندما كان على هذه الأرض..

وهذا ما أوصانا بهِ بولس الرسول عندما قال:

" ... ﭐسلكوا كأولاد نور، لأنَّ ثمر الروح هوَ في كل صلاح وبر وحق، مُختبرين ما هو مرضي عند الرب، ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة، بل بالحري وبِّخوها " (رسالة أفسس 5 : 8 – 11).

نعم.. عندما تكون مختلفًا عن أهل العالم.. تحيا بكل صلاح وبر وحق.. وتوبِّخ أعمال الظلمة وتقاومها وتمنع الذين يحاولون القيام بها.. تكون خادمًا للرب أينما كنت..

لمن نترك كمؤمنين.. الجسم الطبي.. أو حقل الهندسة.. أو حقل المال.. أو حقل السياسة.. أو حقل الأعمال مهما كانت؟

إنها حقول لأولاد الله، لكي يضيئوا فيها... لكي يُصلحوها.. لكي ينقضوا عمل إبليس فيها.. فللرب الأرض وملؤها.. ولن نترك إبليس يعبث بأملاك الرب قطعًا.. بل نريد أن نستردها كلّها، وأن نُطهرها من الفساد ومن كل أعمال الظلمة..

هكذا ينبغي على المؤمنين أن يفكروا.. وأن يتوزعوا على كل قطاعات المجتمع الذي نعيش فيه.. لكي ننشر فيه رائحة المسيح الذكية.. ونكون شهود حق للرب أمام هذا العالم الذي أفسدتهُ الشهوات الرديئة..



لا تستخف أبدًا بدورك في أي مكان أقامك الرب فيه.. بل كن سفيرًا لهُ أينما كنت..



* أمين على القليل.. يُقيمك على الكثير:

" القليل مع مخافة الرب، خيرٌ من كنز عظيم مع همّ " (سفر الأمثال 15 : 16).



ما هوَ المغزى الروحي الذي يريد الروح القدس أن يُشير إليه من خلال هذه الآية، في مجال موضوعنا هذا؟

الدور الذي أوكلهُ الرب إليك، والذي قد تراه من وجهة نظرك البشرية قليلاً.. أو ثانويًا.. لكنك تقوم به بأمانة ومخافة الرب ماثلة أمام عينيك وتملأ قلبك.. خير من دور كبير وبارز حسب وجهة نظرك، لكن يصحبهُ همّ..

وهذا الهم سيصحبهُ، لأنَّهُ ليسَ الدور الذي أعطاك إياه الرب، ولأنَّ الرب لن يمدَّك بمسحته وبقوته لكي تستطيع أن تقوم به، وتتحمَّل أعباءهُ.. لن يكون معك تحت النير ليجعلهُ هيِّن..

وبالتالي ستجد نفسك في موقع كبير وبارز، لكنه يُشكِّل عبئًا عليك، ويجعلك مرهقًا ومتعبًا ومهمومًا، ودون ثمر.. لأنَّ قوة الله التي تحتاجها لتقوم بهذا الدور غير متوافرة، كونك خارج خطة الله لحياتك، وخارج الدور الذي يريدهُ لكَ.. لذا كُنْ حكيمًا، وتعلَّم كيف تأخذ دورك من يد الله مباشرةً..



والآن.. لنتأمل بذلكَ المثل الذي أعطاه الرب عندما قال:

" فقالَ لهُ: نَعمًّا أيها العبد الصالح، لأنَّكَ كنتَ أمينًا في القليل، فليكن لكَ سلطان على عشر مدن " (إنجيل لوقا 19 : 17).

دور سيتطوَّر وسيتزايد بكل تأكيد..

من تجارة الفضَّة.. إلى سلطان على مدن كثيرة..

كانَ أمينًا في تجارة الفضَّة.. فغيَّر لهُ الرب دوره نوعًا وكمًّا..



لا بُدَّ لكل واحد منَّا أن يمر في فترة ﭐختبار وتدريب، لكي يتقدم في دوره نوعًا وكمًّا، فالرب حريص كل الحرص على أولاده، أن لا يُشكِّل الدور الذي يُعطيهم إياه خطرًا على حياتهم وعلى علاقتهم به، وخطرًا على الآخرين..

لا يُمكن للجندي المتخصص برماية البندقية أن يرمي المدفعية، فهوَ إمَّا لن يصيب الأهداف العدوَّة بدقة، وإمَّا سيؤذي نفسه عند ﭐستعمال المدافع، والأخطر أنَّهُ قد يرمي قذائفهُ على رفاقة ويقتلهم..

عندما حارب جدعون المديانيين، لم يدعوا سبط إفرايم للمشاركة بتلكَ المعركة في بدايتها، لكنهُ عندما ضرب ذلكَ الجيش، طلب من ذلكَ السبط، أن يُلاقي الفارين منهُ، ويأخذوا منهم المياه، ففعلوا، ثمَّ جاءوا إليه مُعترضين، وقالوا لهُ:

" ... ما هذا الأمر الذي فعلت بنا؟ إذ لم تدعنا عند ذهابك لمحاربة المديانيين، وخاصموه بشدَّة " (سفر القضاة 8 : 1).



لم يرَ القائد أن دورهم ينبغي أن يكون في المرحلة الأولى من المعركة.. بل في المرحلة الثانية، ولمهمة محدَّدة بالضبط.. لكن ذلكَ السبط الذي ﭐتصفَ بالكبرياء، لم يقبل بأن يلعب دورًا ليسَ في الواجهة.. كانَ لديه حب الظهور، ولذلكَ السبب لم يسمح الله لهم بدور رئيسي، لكي لا يتأصَّل فيهم حب الظهور والكبرياء..



وهكذا نحن أيضًا في علاقتنا مع الله، وفي سيرنا معهُ، فهوَ يعرف تمامًا حالة كل واحد منَّا، ويُعطيه الدور المناسب، ليحميه من أمور كثيرة قد تؤذيه، وهذا الدور سيتطور وفقًا لنظرة الله للأمور، فعندما يكتمل عمل الله في ناحية من نواحي حياتنا، ينقلنا لدور آخر وهكذا دواليك..



وأخيرًا.. إعرف أنَّهُ لكَ دور بكل تأكيد في جسد الرب.. لكَ دور في الحرب الدائرة بين المؤمنين وبين الشيطان.. لكن المهم أن تعرف دورك بالتحديد، وتقوم بهِ بأمانة ومن كل قلبك وبجدية وبنشاط.. لكي تنجح.. وتُساهم مساهمة فعَّالة في ﭐمتداد ملكوت الله
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأكيد لما سيأتي من قول
تأكدى انك مؤثره
تأكيد الأبوة
تأكيد الخلاص
تأكيد الأبوة


الساعة الآن 05:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024