رحلة الصوم الكبير
الاحد 23 فبراير 2014
القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين
هذه الرحلة مدتها يدوبك خمسة وخمسين يوما.. ما أن تبدأ إلا ويبدأ العدد التنازلي لهذه الرحلة الجميلة
فمع الرب يسوع وكلماته وأعماله إلا وتمضي الأيام سريعا.. يذكرنا هذا الأمر بالعظة على الجبل التي استمرت مسيرتها ثلاثة أيام فنسيت الجموع أن يأخذوا معهم طعاما.. لكنهم أدركوا أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وهذا هو الشبع الروحي.. فحينما يكون الإنسان مع الله فهو يسمو فوق الزمن فلا يشعر باحتياجات الجسد تبعا للقول "معك لا أريد شيئا."
اليوم.. هو أحد الرفاع وفيه يترفع الإنسان أن يسمو عن الأكل والشرب.. يكون الطعام النباتي هو السمة التي يتميز بها هذا الصوم تذكارا للطعام الذي كان يقتات به آدم قبل السقوط.. "وهو أعطى لك العشب طعاما".. يا أحبائي الصوم في الحياة المسيحية ثلاث مستويات:
- المستوى الأول هو صوم الجسد أو صوم البطن عن بعض الأطعمة وإلى وقت معين من النهار حسب مستوى وقدرة كل إنسان.
- المستوى الثاني هو صوم اللسان عن كل كلمة بطالة إذ تعطون عنها حسابا يوم الدين.
- المستوى الثالث هو صوم الفكر عن تذكار الشر الملبس بالموت.
وبسبب بعض الأمراض الجديدة قد يأخذ المريض حلا من أب إعترافه عن المستوى الأول - أى صوم الجسد.. فلا يصوم بالجسد لكن ليس هناك حلا في المستوى الثاني ولا المستوى الثالث.. لا في الصوم الكبير ولا غيره من الأيام.. ولعل أهم الأمور التي يجب الالتزام بها في أيام الصوم كما تؤكدها القراءات في الكنيسة:
١- الغفران: "فإن لم تغفروا فأبوكم الذي في السموات لا يغفر لكم زلاتكم" (انجيل صلاة عشية)
"وإن اخطأ إليك أخوك ٧ مرات وتاب فاغفر له" (انجيل صلاة باكر)
أما في إنجيل القداس وفي الصلاة الربانية نقول "واغفر لنا ما علينا كما نغفر نحن أيضاً لمن لنا عليهم."
٢- محاربة الرياء: ففي الصوم ادهن رأسك وأغسل وجهك ولا تظهر للناس صيامك.
وفي الصلاة ادخل مخدعك وأغلق بابك وصلي لأبيك الذي في الخفاء.
وفي الصدقة.. لا تعرف شمالك ما تفعله يمينك وأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.
نسأل الله أن يقبل أصوامنا كما قبل صوم أهل نينوى ويشملنا برحمته.
