في الصباح الباكر
في الصباح الباكر ، في الفجر قبل ان تستيقظ الشمس ، قام المسيح من الموت . كانت الشمس نائمة ، كانت الطبيعة نائمة ، كانت الحياة كلها نائمة ، وقام المسيح ، داس الموت بقدميه ، دحرج الحجر بقدرته ، مزق القبر وشقه وقام ، قام المسيح ، ارتمى الحراس ، إ نكسر الختم ، إنهزم الموت ، إندحرت قوات الجحيم . لم تسمع المدينة صوته ، لم يشعر الاموات باختفائه من وسطهم ، لم يستيقظ النيام . وفي صباح آخر باكرا ً في فجر جديد قبل ان تستيقظ الشمس من نومها سيأتي المسيح . سيأتي والظلام باق ٍ ، سيأتي وسيقوم المؤمنون والعالم في نوم ثقيل . سيأتي المسيح من السماء كما صعد الى السماء ، سيأتي مخترقا ً السحاب . الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح يقومون اولا ً ثم نحن الأحياء الباقين فنُخطف جميعا ً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء ، وهكذا نكون كل حين مع الرب .
في الصباح الباكر في الفجر قبل ان تستيقظ الشمس سيأتي الرب ، يأتي الينا ، سيوقظنا برفق وهدوء ، يوقظ النيام منا ويقيم الأموات ، يهمس في آذاننا كالأم الحنون فنقوم ، قوموا ، استيقظوا ، قد آن الاوان . ويهمس في التراب والهواء والبحار ينادي الاموات ، استيقظوا ، ترنموا يا سكان التراب . جائت الساعة ، حان الزمان ، آن الاوان . انتظرتم وصبرتم حتى الآن ويسمع الاحياء الصوت فيستيقظون ويهرب النوم والموتى يقومون ويعم الارض نورٌٌ ويخترق شعاع المجد القبور ويقوم الكل ، الكل يقومون ويختلطون معا ً ، يصعدون معا ، يرتفعون ، يلتقون مع الرب في الهواء . يا له من صباح ذلك الصباح الجديد ، صباح في روعة وبهاء ومجد ، صباح القيامة . وكما كان هناك ظلام يوم الصليب وكان بكاء ونحيب وقبر ضيق كئيب ، فأتى ذلك الصباح ، الصباح البهي المنير وفجر وليد منير وفضاء رحب كبير . سيكون ايضا ً وسط ظلام هذا العالم حيث الالم والدموع والمعاناة ويأتي ذلك الصباح الجديد ، الصباح المنتظر المجيد ، الفجر واللقاء العتيد .