منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 09:21 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

" من وجد حياته يضيّعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها " (متى 10 : 39).
تتوالى الساعات والأيام والسنين، والجميع يبحث عن تحقيق أهدافه وأحلامه، صغيرة كانت أم كبيرة.
فلكل إنسان أهداف معينة، البعض منها بسيط: كتأمين استمرارية الحياة، والبعض الآخر كبير: كتحقيق اختراقات علمية أو إنجاز مشاريع كبيرة وغيرها...وكثيرةٌ هي المعاني والتفسيرات التي يعطيها العالم للنجاح:
- " ننجح فقط، عندمـا نُحدّد فـي الحيـاة، في الحرب، أو في أي مجال آخر، هدف معيّن،
ونجعل كل الأمور الأخرى معلّقة بهذا الهدف " (دوايت ايزنهور).
- " النجـاح هـو القدرة على الانتقال مـن فشـل إلى آخر دون فقدان العزيمة " (ونستون تشرشل).
- " النجاح هو تحقيق ما يظنه أغلب الناس غير مستطاع " (س.ﭪ. وايت).
فما هو موقفنا من هذه المعاني؟ وهل يجب أن نُشغل أنفسنا في تحقيق نجاحات في حياتنا الدراسية والمهنية؟ أم نركّز فقط على الأمور الروحية؟دعونا نبحث أولاً عن السبب أو المحرّك الذي يدفع الناس للنجاح، حيث نرى أن البعض منهم، مستعد لكي يضع حياته وأمواله ووقته، بحثاً عن نجاح معين، ويفعل كل ما باستطاعته، غير آبه بالتحديات، ليصل إلى هدفه.
فما هو سبب هذا الإصرار والتركيز؟مهما تعددت الأسباب الخارجية أو الظاهرة، أكان البحث عن السلطة أو المال أو المكانة في المجتمع... ولو بحثنا مطولاً، لوجدنا أن السببان الأساسيان هما:
1- البحث عن الشعور بالقيمة من خلال ما يحققه الإنسان.
2- السـلام الداخلي والشعور بالطمأنينة، اللذين يأتي بهما النجاح، أكان معنوياً، أو استقراراً
وسلاماً مالياً من عائدات النجاح.
وهذان السببان متعلقان ببعضهما بطريقة أو بأخرى.
ولكن الرب قال: " سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يعطيكم العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب ". (يوحنا 14 : 27).
وهو قال أيضاً:
" لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون... من منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة... لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد، فلا تهتموا للغد لأنّ الغد يهتم بما لنفسه، يكفي اليوم شرّه ".
(متى 6 : 25 – 34).
وإن كنت تبحث عن قيمة لنفسك، فاعلم انه مكتوب:
" عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنـى، بفضة أو بذهب... بل بدم كريم من حمل بلا عيب وبلا دنس، دم المسيح ".
(1 بطرس 1 : 18 – 19).لو كان السبب الذي يدفعك لتحقيق أهدافك وأحلامك هو الشعور بالقيمة والسلام، فأنت تضيّع وقتك وتهدر طاقاتك في المكان الخاطئ، فالكثير حاولوا قبلك وهم حققوا نجاحات واكتشافات واختراعات علمية ما زلنا نستفيد منها حتى يومنا هذا، ولكنهم لم يشعروا بالسلام الحقيقي الذي يملأ القلب.
لا أحد ولا شيء يستطيع أن يُشعر الإنسان بالقيمة، والقلب بالسلام الحقيقي، سوى خالق هذا الإنسان." ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه " (متى 16 : 26).
خسر نفسه في هذه الحياة وراء أمور فانية لا تملأ القلب، وخسر الحياة الأبدية والرجاء الذي لنا في المسيح بعد الموت.. هل يعني هذا الكلام أن نترك كل شيء وكل ما نقوم به ونتفرغ جميعنا للخدمة؟ بالطبع كلا.. ولكن:
للرب وعود كثيرة في موضوع النجاح، وهو يدعونا لكي نكون ناجحين كلٌّ في مجاله وعمله ودراسته:
" وكل ما يصنعه ينجح " (مزمور 1 : 3). " ويجعلك الرب رأساً لا ذنباً، وتكون في الإرتفاع فقط، ولا تكون في الإنحطاط " (تثنية 28 : 13).
إقرأ هذا الإصحاح من سفر التثنية، وتأمل بوعود الرب.. فالنجاحات التي يعد بها الرب شعبه، تشمل كل المجالات، وعلى جميع المستويات. إن الرب يريدك أن تكون ناجحاً، لا بل هذه وعوده لك، ويجب أن تتمسك بها وتطالبه بها، ولكن ينبغي أن تفحص دوافعك أولاً، وثم تفكّر على ماذا تعتمد لتحقيق هذه الأهداف والأحلام.قبل أن نعالج هاتين النقطتين، هناك أمرهام أودّ التطرق إليه وهو: رتب أولوياتك.
فهذه هي نقطة الإنطلاق، فعندما تكون أولوياتك صحيحة، تنتظم وتسير الأمور الاخرى بسهولة، ولو كانت أولوياتك غير مرتبة، فلن تنجح مهما حاولت جاهداً.
ينبغي أن يأتي الوقت الذي تقول فيه من كل كيانك:
" ومعك لا أريد شيئاً في الأرض " (مزمور 73 : 25).كيف؟
مفتاح بسيط وهام جداً جداً وأساسي لكي تعيش حياة مسيحية منتصرة وناجحة على كل المستويات. وإحدى أجمل الآيات في سفر الامثال:
" النفس الشبعانة تدوس العسل، وللنفس الجائعة كل مر حلو " (أمثال 27 : 7).
لن تستطيع أن تغلب العالم وشهواته، أكانت خطايا أو مغريات أو أهداف وأحلام غير نقية، أو خارج خطة الرب، ما لم تشبع من يسوع.
لا تستغرب لو بدا لك مرّ العالم حلواً، فإن لم تكن نفسك شبعانة، وإن لم تُشبع نفسك من الرب، فلا بدّ أن تشبعها من مكان آخر !!!
ولكنني أصلي أنه في الأيام القادمة نشبع أكثر وأكثر من الرب، فندوس على العالم وعسل العالم، وأفكار وطرق ومنطق وأولويات العالم، ونرتب أولوياتنا من جديد، ممنطقين أذهاننا بالحق وبكلمة الرب، فنجعل أفكارنا وأهدافنا بحسب قلب الرب وفكره.
والآن سنعود لنعالج أولاً دوافع النجاح.
فهل دوافعك هي لتمجيد الرب وخدمته؟
أم هي دوافع غير نقية أو أنانية؟
" فوق كل تحفّظ إحفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة " (أمثال 4 : 23).
إحفظ قلبك من شهوات العالم والأهداف غير النقية، إجعل تركيزك ومبتغاك إرضاء الرب في كل طرقك، واجعل قلبك بحسب قلب الرب، وهو سيضمن نجاحك بكل تأكيد، وكل ما تفعله فليكن لمجده، وكل ما تفعله افعله بأمانة كما لو كان للرب، فيرى الرب أمانتك ويقيمك على ما هو أعظم وأكبر، حيث بأمكانك أن تمجده أكثر.هل دوافعك إظهار نفسك وقدراتك ولفت الأنظار؟
حتى عندما تخدم الرب، هل أهداف خدمتك هي أهداف بأن تظهر، كما كان الفريسيون يبحثون عن الظهور بمظهر الأبرار والانقياء أمام الناس، ولكن قلوبهم كانت بعيدة عن الرب.
نقِّ دوافعك، واطلب دائماً أن تتم مشيئة الرب في حياتك، فهذا مفتاح أساسي لكي تحقق أي نجاح حقيقي يدوم.
نعم.. إنّ الرب يريدنا أن نكون ناجحين في كل شيء وكلمته تقول:
" أيها الحبيب في كل شيء أريدك أن تكون ناحجاً وصحيحاً... " (3 يوحنا 1 : 2).
لكن السؤال يبقى، هل نحن نريد أن نكون ناجحين في كل شيء لمجد الرب؟
الرب يريدك أن تتمتع بنجاحاتك ولكن من خلاله هو.النقطة الثانية: على ماذا تتكل للنجاح في ما تعمله؟
هل تتكل على فهمك، ذكائك، حكمتك، قوتك، معلوماتك، معارفك...؟
فإن كان اتكالك على هذه الأشياء، فلا تستغرب إن فشلت، وتعبت ووصلت إلى حافة الاستسلام.
حتى ولو أنك حققت نجاحاً ما، فسيكون ناقصاً وفارغاً، ويمكن أن يؤدي إلى أذيتك، لأنّه نجاح مزيّف، سيأتي بسلام مزيف وخادع، لا يلبث أن يتلاشى.
فعندما تتكل على فطنتك وذكائك وتصل الى تحقيق النجاح تلو الآخر، فأنت تحضّر نفسك إلى سقوط كبير.
اطلب من الرب أن لا يسمح لك بأن تنجح بعيداً عنه.
فلو سقطت بعد أول نجاح مزيّف، فسقوطك لن يكون مؤذياً ومؤلماً كما لو سقطت بعد عدة نجاحات، فعندما تنجح تزداد ثقتك بمهارتك وفهمك، فتخاطر أكثر، وعندها يصبح السقوط أكبر، وهذه هي إحدى أهم أسباب الإنهيار المالي الحاصل في العالم الآن.
فبسبب الفورة المالية التي دامت سنين طويلة، اعتقد الناس أنهم توصّلوا إلى نمو إقتصادي دائم، فازداد الإستثمار في أماكن خطرة، وعندما اتضح أن هذه الحالة وهذا النجاح الوهميين لن يدوما إلى أجل طويل وثابت، كان الوقت قد تأخر، فخسر عدد كبير من الناس جميع أموالهم !!!
لا تثق بإمكانياتك، ولا بما تعلمته، ولا بخبراتك السابقة، أكانت خبرات نجاح أم فشل، ولا تثق بمصرفك أو بطبيبك، فلا أحد يضمن الغد سوى الرب، واعلم أنه مهتم بك وبمستقبلك.
وداود الذي كان حسب قلب الرب قال:
" لم يمتلكوا الأرض بسيفهم، ولا بذراعهم خلصوا، ولكن بفضل يمناك وذراعك ونور وجهك، لأنك رضيت عنهم ".
(مزمور 44 : 3).
فمهما تقدّم العلم والدراسات في جميع المجالات، فهي تبقى بعيدة كل البعد عن معرفة كل الأمور التي تتحكّم بحياتنا.هذه ليست آية ولكن كلام رجل كان حكيماً وهو أبو النواس:
" قل لمن يدّعي في العلم معرفة، حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء ".
وسفر الأمثال دوّن لنا أجمل الآيات:
" توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد، في كل طرقك اعرفه وهو يقوّم سبلك " (أمثال 3 : 5 – 6). هل هذا يعني أن نكون أغبياء، ونوقف دراساتنا ولا نتثقف ونتطور؟
بالطبع كلا، فكلمة الرب تقول: " الفرس تُسرج ليوم القتال، وأمّا النصر من عند الرب " (أمثال 21 : 31).
نتعلم ونتثقف، ونجتهد ونكد... لكن.. واضعين ثقتنا وكل إمكانياتنا بين يدي الرب، طالبين منه أن يقودنا ويستخدمنا، ونكون حساسين لصوت وتوجيهات روحه وقيادته فننجح.ما هو هدفك وما هي أحلامك؟
أن تعيش حياه هنيئة؟
أن يكون لك عائلة جميلة؟
أن تحقق نجاحات باهرة في مجال الدراسة أو العمل؟
أن يكون لك خدمة وتربح نفوس للرب... ؟مهما كانت أحلامك وطموحاتك، إحذر أن تحاول تحقيقها متكلاً على ذراعك، لأنه ملعون كل من يتكل على ذراع بشر.. واحذر أن تكون دوافعك غير نقية، لأنك لو وصلت الى مبتغاك، فلن يدوم ولن يأتي بسلام حقيقي.. فالحكمة البشرية تأتي بالتعب:
" لأن في كثرة الحكمة كثرة الغم، والذي يزيد علماً يزيد حزناً " (جامعة 1 : 18). وبالمقابل:
" وأمّا بركة الرب هي التي تُغني، ولا يزيد معها تعباً " (أمثال 10 : 22).وفوق كل ذلك رتّب أولوياتك. الرب يجب ولا بدّ أن يكون الأول، وكل ما تفعله يجب أن يكون لمجده ولامتداد ملكوته، أكان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. عندما تكون ناحجاً، فهذا يمجد الرب، وهذا دليل على أن الرب معك كما يقول سفر التثنية 28، وكما وعد الرب يشوع وقال له: أرفعك لكي يعرف الجميع أني معك. فليس المطلوب أن نكون متدينين، بل كل ما نفعله نمجد الرب من خلاله. وأيضاً لا تنسى الأية الأولى من سفر التثنية 28 التي تقول:
" وإن سمعت سمعاً لصوت الرب إلهك، لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم... "
حيث يتبعها في هذا السفر، سيل كبير من البركات الحقيقية التي يغدقها الرب عليك.هذه هي مفاتيح النجاح، وهي عكس المنطق البشري.. سلّم كل أمورك للرب، ولا تتكل على ذراعك ومعرفتك، وكل ما تفعله افعله لمجده، وهو يرفعك في حينه. إن أردت أن تربح حياتك اخسرها من أجله، لأنّه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.. للرب كل المجد.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فمن يكرّس حياته في خدمة المسيح في هذا العَالَم يجدها في الحياة الأبدية
{10:39} من اضاع حياته من اجلى يجدها
من أضاع حياته من أجلى يجدها.
من أضاع حياته من أجلي يجدها
من أضاع حياته من أجلى يجدها


الساعة الآن 12:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024