وأيضًا يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات يأتي في مجد طبيعته الإلهية، وليس في مجد جديد يمنح له. بل في المجد الذي كان له قبل كون العالم (يو 17: 5). المجد الذي أخلي ذاته منه حينما تجسد كإنسان وولد في مزود. ثم عاد فأسترده حينما صعد إلي السماء وجلس عن يمين الآب. لذلك قال ".. ابن الإنسان متي جاء بمجده ومجد الآب والملائكة القديسين" (لو 9: 26). عجيبة جدًا عبارة "يأتي في مجد الآب". إنها مكررة أيضًا في قوله "إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته. وحينئذ يجازي كل واحد بحسب عمله" (مت 16: 27). يقول (في مجد أبيه) لأن مجد أبيه هو مجده، ومجده هو مجد أبيه. لأنهما واحد في مجد اللاهوت. وواضح هنا أن مجيئه الثاني هو مجيء للدينونة. "يأتي ليجازي كل واحد بحسب عمله". وهذا ما يقوله أيضًا في (مت 25): يقول "ومتي جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس علي كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب. فيميز بعضهم من بعض. كما يميز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره.." (مت 25: 31- 46).. وتبدأ الدينونة. ومجيئه للدينونة واضح في أخر إصحاح من سفر الرؤيا، إذ يقول: " ها أنا أتي سريعًا وأجرتي معي، لأجازي كل واحد كما يكون عمله" (رؤ 22: 12). ومجيئه هذا للدينونة سيكون في انقضاء العالم. كما يقول في مثل الزارع عن الحصاد: "الحصاد هو انقضاء العالم، والحصادون هم الملائكة. فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء العالم. يرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار.. حينئذ يضئ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (مت 13: 39- 43) وفي مجيئه للدينونة، يكون القيامة العامة: "يسمع جميع من في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلي قيامة الحياة، والذين فعلوا السيئات إلي قيامة الدينونة" (يو 5: 28، 29). إذن مجيء المسيح الثاني، تصحبه القيامة العامة والدينونة، وانقضاء العالم.وفي الدينونة يدين الأحياء و الأموات. أي الذين كانوا أحياء علي الأرض أثناء مجيئه. والذين كانوا أمواتًا فقاموا من الموت، سواء الذين فعلوا الصالحات أو الذين عملوا السيئات. وعن الدينونة يقول الرسول أيضًا "لأنه لابد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع: خيرًا كان أم شرًا" (2كو 5: 10). وبالدينونة يدخل المسيح في ملكوته الأبدي. وهنا يقول قانون الإيمان: