رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تامل من سفر ايوب الاصحاحات 2 ، 9 ، 10 في وسط الآلام والجروح والنكبات التي حلت بايوب ، يرفع وجهه الى الله ويقول في دهشة وعجب : يا رب " فهمني لماذا تخاصمني " ، لماذا يا رب تخاصمني . امتدت يد الشيطان وامطرت عليه المصائب ، هلكت غنمه ومواشيه ماتت ، احترقت حقوله وبيوته ومات عبيده وغلمانه ، سقط البيت على اولاده وهلكوا ، حتى جسده لم ينجو من الضربات فاصابته القروح من هامة رأسه الى باطن قدمه . وكان أيوب رجلا ً بارا ً لم ينكر الله . قال : عريان خرجت من بطن أمي وعريان أعود ، الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا ً " لم يخطئ أيوب ، لم يشكو ، لم يشك وحين قالت له زوجته :" بَارِكِ اللهِ وَمُتْ ، فقال لها .... أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟ " ( أيوب 2: 9 ، 10 ) . برغم ذلك نراه ينظر الى الله بعينين غارقتين بالدموع مفتوحتين بالدهشة " فهمني لماذا تخاصمني أنا بشر عرضة للخطية كيف يتبرر الانسان عند الله ، انت يا رب جبلتني كالطين " يداك كونتاني وصنعتاني كلي جميعا ً " : ـ انت تعرفني " الك عينا بشر ام كنظر الانسان تنظر ....... حتى تبحث عن اثمي وتفتش على خطيتي ؟ ". ولا يجد جوابا ً لسؤاله ، وسط حزن قلبه والام جسده لا يسمع ردا ً لسؤاله ، وفوق ذلك كله شعور بخصام الله ، شعور بعداوة الله له اقسى ما يعانيه . ويصرخ المسكين وهو يتلفت حوله في السماء والارض ويقول : " لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا. " يبحث عن من يصالحه مع الله ، عمن يرفع عنه خصومة الله ، يبحث عن مصالح ولا يجد . ويجري الزمن ويحل ملؤه ، ويأتي المسيح ليكون مصالحا ً لنا مع الله ، يضع نفسه على الصليب ويفرد ذراعيه على الله وعلى الانسان ، وصالحنا الله لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة وكان الله في المسيح مصالحا ً العالم لنفسه.... واضعا ً فينا كلمة المصالحة ( 2 كورنثوس 5 :18 ، 19 ). وهكذا ما لم يصل اليه ايوب وصلنا اليه نحن ، وما لم يحصل عليه ايوب في محنته حصلنا عليه نحن . وحين نمر بتجربة مثلما مر بايوب ، خسارة ، مرض ، موت ، في وسط الظلام يبزغ نور وندرك ان الله لا يخاصمنا ولا يعادينا . هذه الالام ليست عقابا ً وانتقاما ً وضربات عدو وطعنات مخاصم وانما هي لصقلنا وتصفيتنا لدعمنا وتقويتنا لخيرنا ومصلحتنا . التجربة تكشف صبرك ومحبتك وايمانك . الله معك لا يخاصمك ، في المسيح يسوع قد صالحك . |
|