الحكمة
أولًا: الحكمة لغويًا:
تترجم كلمة "حكمة" ومشتقاتها عن الكلمة العبرية "حكمة" ومشتقاتها والتي وردت أكثر من 300 مرة في العهد القديم، أكثر من نصفها في أسفار أيوب والأمثال والجامعة (أنظر خر 3:28، 6:31، 26:35...، تث 6:4...، 2صم 14: 20...، 1مل 2: 6 ...، مزمور 37: 30، 51: 6...، أم 1:2 و7...، جا 1:13- 18..، إشعياء13:10، 11:2...، إرميا 8: 9... إلخ).
كما ترجمت الكلمة العبرية "سكل" إلى "حكمة " (أم 23: 9) وإلى "معرفة" (أم 1: 3)، وإلى "تعقل" (أيوب 34: 35)، وإلى "فطنة" (1أخ 22: 12، أم 12: 8) وجميعها تؤدي معنى الحكمة.
آية "رأس الحكمة مخافة الله" (سفر يشوع بن سيراخ 1: 16)
وقد استعملت كلمة "حكمة" للدلالة على المهارة الفنية (خروج 3:28، 3:31، 35: ه 2)، أو للدلالة على المقدرة الحربية (إشعياء 10:13)، وللدلالة على ذكاء الحيوانات الصغيرة (أم 24:30)، أو للدلالة على الدهاء في الشر (2صم 13:3) أو في تنفيذ العدالة (1مل 2: 9).
ويعرَّف البعض "الحكمة بأنها فن الوصول إلى الغاية باستخدام الوسائل الشريفة". وتكتسب الحكمة بالخبرة، فتزداد حكمة الإنسان - عادة- بتقدمه في الأيام كما يقول أيوب: "عند الشيب حكمة وطول الأيام فهم" (أيوب 12:12، 15: 10، أم 16: 31). وقد يحدث أن يكون الشاب حكيمًا أو الشيخ جاهلًا (أيوب 32: 9، جا 13:4).
والرجل الحكيم في المفهوم الكتابي هو من يهتم بأمور الله بنفس الغيرة التي يهتم بها الآخرون بالأمور الدنيوية (لو 16:8). ويختلف الحكيم عن الأنبياء في كونه لا يوحَى إليه شخصيًا. كما يختلف عن الكهنة في عدم اقتصار موهبته على أمور العبادة فحسب. كما يختلف عن الكتبة في أنه لا يكرس نفسه تمامًا لدراسة الأسفار المقدسة. والكلمة نفسها لا تعني - بالضرورة - أن يكون "الإنسان الحكيم" إنسانًا متدينًا. أما في العهد الجديد وفي كتب الأبوكريفا المترجمة عن اليونانية، فإن كلمة "الحكمة" ومشتقاتها مترجمة دائمًا عن الكلمة اليونانية "صوفيا" (Sophia).