تعبر الكلمات العبرية واليونانية المترجمة عنها كلمة "الحق" ومشتقاتها، عن الأمانة والصدق واليقين الثابت الراسخ (انظر تك 16:42، خر 21:18، تث 4:32، قض 15:9، مز 10:85، إش 2:26، 3:38، لو 3:21، يو 14:6، 40:7، 3:17 و19، رومية 2:2، رومية 3:3 و7، 1كو 25:14، أف 15:4، 1تس 13:2، 1تي 1:3...الخ).
لعل كلمة "الحق" من أكثر الكلمات المألوفة لنا، ولكنها - في نفس الوقت - من أصعب الكلمات تعريفًا.(أ) جوانب الحق: عند استخدام كلمة "الحق" في أي ناحية من نواحي الحياة والفكر، نجد لها معاني مختلفة يمكن تصنيفها كالآتي: (1) الحق الوجودي: أي فكرة دقيقة ووافية عن الوجود كحقيقة مطلقة، فهو - بهذا المعنى - تعبير "ميتافيزيقي" يمكن تحديده طبقًا للمذاهب الفلسفية المختلفة. وهذا الجانب من الحق لا يوجد بصفة بارزة في الأسفار المقدسة، إلا في سؤال بيلاطس (يوحنا 38:18). لقد فات بيلاطس المعنى الأخلاقي العميق الذي استخدم فيه يسوع الكلمة، حتى إن يسوع لم يجبه أبدًا، بل يبدو أن بيلاطس لم يتوقع أي إجابة، إذ لم يكن سؤاله سوى هجمة تهكمية من موقف متشكك. وفي سفر الأمثال حيث يمكن أن نبحث عن الفكرة المجردة عن الحق، نجد المفهوم العملي لمعنى الحياة وأسلوبها (23:23). إن الحقيقة موجودة ومحاولة فهمها مفترضة بكل جلاء في كل الأسفار. وثمة حقيقة موضوعية هي أن المعرفة إنما هي معرفة الحقيقة. كما أن في كل الأسفار فكرة ذاتية ناتجة عن رؤيا أو وحي، تشكل مثلًا أعلى يمكن تحقيقه موضوعيًا. فملكوت الله - مثلًا - هو الفكرة الأساسية لتعليم الأسفار المقدسة، وبمعنى فإن الملكوت موجود أو كائن كما أنه مازال يتكون. ويجب أن نذكر مع ذلك أنه بالنسبة لكتاب الوحي، فإن الحق له معنى ميتافيزيقي مطلق بصورة غامضة وغير مباشرة. (2) الحق المنطقي: ويعتمد على ترتيب الآراء بناء على فكرة مركزية أساسية. والحق بهذا المعنى هو توافق المفاهيم مع الحقائق. ومع أن هذا المعنى للحق موجود ضمنًا في الأسفار المقدسة، إلا أنه ليس المعنى الأساسي في أي موضع فيما عدا في التطبيق العملي كما في الرسالة إلى الكنيسة في أفسس (21:4)، ورسالة يوحنا الأولى (4:2 و21). (3) الحق الأخلاقي: وهو تطابق الصورة مع المفهوم الداخلي، فإذا أخذناه بمعناه الكامل لتطابق الفكرة مع الحقيقة، والتعبير مع الفكر والقصد، وتطابق الواقع مع الصورة المثالية، وهذا هو المعنى المميز للكلمة في الأسفار المقدسة. والهدف من الديانة هنا هو إيجاد صلة بين الإنسان والله بحسب الحق. وعلى الإنسان أن يعرف الله ونظامه كما هما في الحقيقة وفي الفكر، فعلى الإنسان - عمليًا - أن يحقق في خبرته الخاصة، الفكرة عن الله كما أعطاها له،فالحق - إذًا - يجب أن يُفهم وأن يُطبق. والتعليم المميز للمسيحية هو - بكل تأكيد - أن إرادة تطبيق الحق وعمل مشيئة الله، هي الاتجاه الأساسي لفهم الحق. وتعليم الرب يسوع المسيح في إنجيل يوحنا (17:7) يتفق مع سائر تعليم الكتاب المقدس. وما جاء في الرسالة إلى الكنيسة في أفسس (18:1) يوضح أهمية الموقف الصحيح من التعليم، بينما ما جاء في الرسالة إلى أفسس (18:4) يبين تأثير الموقف الخاطئ لتجاهل الحق الأساسي. (4) الحق الديني: كثيرًا ما يقابلنا هذا التعبير في الأدب الحديث، ولكن ليس له أساس فكري سليم. كما أن لا أساس له مطلقًا في الكتاب المقدس. فكل حق هو في النهاية حق ديني. ولا يمكن الكلام - إلا بطريقة سطحية - عن الحق الديني كمفهوم مستقل، كما أن الحق الديني والحق العلمي لا يمكن أن يكونا متعارضين.
(أ) جوانب الحق: عند استخدام كلمة "الحق" في أي ناحية من نواحي الحياة والفكر، نجد لها معاني مختلفة يمكن تصنيفها كالآتي: (1) الحق الوجودي: أي فكرة دقيقة ووافية عن الوجود كحقيقة مطلقة، فهو - بهذا المعنى - تعبير "ميتافيزيقي" يمكن تحديده طبقًا للمذاهب الفلسفية المختلفة. وهذا الجانب من الحق لا يوجد بصفة بارزة في الأسفار المقدسة، إلا في سؤال بيلاطس (يوحنا 38:18). لقد فات بيلاطس المعنى الأخلاقي العميق الذي استخدم فيه يسوع الكلمة، حتى إن يسوع لم يجبه أبدًا، بل يبدو أن بيلاطس لم يتوقع أي إجابة، إذ لم يكن سؤاله سوى هجمة تهكمية من موقف متشكك. وفي سفر الأمثال حيث يمكن أن نبحث عن الفكرة المجردة عن الحق، نجد المفهوم العملي لمعنى الحياة وأسلوبها (23:23). إن الحقيقة موجودة ومحاولة فهمها مفترضة بكل جلاء في كل الأسفار. وثمة حقيقة موضوعية هي أن المعرفة إنما هي معرفة الحقيقة. كما أن في كل الأسفار فكرة ذاتية ناتجة عن رؤيا أو وحي، تشكل مثلًا أعلى يمكن تحقيقه موضوعيًا. فملكوت الله - مثلًا - هو الفكرة الأساسية لتعليم الأسفار المقدسة، وبمعنى فإن الملكوت موجود أو كائن كما أنه مازال يتكون. ويجب أن نذكر مع ذلك أنه بالنسبة لكتاب الوحي، فإن الحق له معنى ميتافيزيقي مطلق بصورة غامضة وغير مباشرة. (2) الحق المنطقي: ويعتمد على ترتيب الآراء بناء على فكرة مركزية أساسية. والحق بهذا المعنى هو توافق المفاهيم مع الحقائق. ومع أن هذا المعنى للحق موجود ضمنًا في الأسفار المقدسة، إلا أنه ليس المعنى الأساسي في أي موضع فيما عدا في التطبيق العملي كما في الرسالة إلى الكنيسة في أفسس (21:4)، ورسالة يوحنا الأولى (4:2 و21). (3) الحق الأخلاقي: وهو تطابق الصورة مع المفهوم الداخلي، فإذا أخذناه بمعناه الكامل لتطابق الفكرة مع الحقيقة، والتعبير مع الفكر والقصد، وتطابق الواقع مع الصورة المثالية، وهذا هو المعنى المميز للكلمة في الأسفار المقدسة. والهدف من الديانة هنا هو إيجاد صلة بين الإنسان والله بحسب الحق. وعلى الإنسان أن يعرف الله ونظامه كما هما في الحقيقة وفي الفكر، فعلى الإنسان - عمليًا - أن يحقق في خبرته الخاصة، الفكرة عن الله كما أعطاها له،فالحق - إذًا - يجب أن يُفهم وأن يُطبق. والتعليم المميز للمسيحية هو - بكل تأكيد - أن إرادة تطبيق الحق وعمل مشيئة الله، هي الاتجاه الأساسي لفهم الحق. وتعليم الرب يسوع المسيح في إنجيل يوحنا (17:7) يتفق مع سائر تعليم الكتاب المقدس. وما جاء في الرسالة إلى الكنيسة في أفسس (18:1) يوضح أهمية الموقف الصحيح من التعليم، بينما ما جاء في الرسالة إلى أفسس (18:4) يبين تأثير الموقف الخاطئ لتجاهل الحق الأساسي. (4) الحق الديني: كثيرًا ما يقابلنا هذا التعبير في الأدب الحديث، ولكن ليس له أساس فكري سليم. كما أن لا أساس له مطلقًا في الكتاب المقدس. فكل حق هو في النهاية حق ديني. ولا يمكن الكلام - إلا بطريقة سطحية - عن الحق الديني كمفهوم مستقل، كما أن الحق الديني والحق العلمي لا يمكن أن يكونا متعارضين.
(1) الحق الوجودي: أي فكرة دقيقة ووافية عن الوجود كحقيقة مطلقة، فهو - بهذا المعنى - تعبير "ميتافيزيقي" يمكن تحديده طبقًا للمذاهب الفلسفية المختلفة. وهذا الجانب من الحق لا يوجد بصفة بارزة في الأسفار المقدسة، إلا في سؤال بيلاطس (يوحنا 38:18). لقد فات بيلاطس المعنى الأخلاقي العميق الذي استخدم فيه يسوع الكلمة، حتى إن يسوع لم يجبه أبدًا، بل يبدو أن بيلاطس لم يتوقع أي إجابة، إذ لم يكن سؤاله سوى هجمة تهكمية من موقف متشكك. وفي سفر الأمثال حيث يمكن أن نبحث عن الفكرة المجردة عن الحق، نجد المفهوم العملي لمعنى الحياة وأسلوبها (23:23). إن الحقيقة موجودة ومحاولة فهمها مفترضة بكل جلاء في كل الأسفار. وثمة حقيقة موضوعية هي أن المعرفة إنما هي معرفة الحقيقة. كما أن في كل الأسفار فكرة ذاتية ناتجة عن رؤيا أو وحي، تشكل مثلًا أعلى يمكن تحقيقه موضوعيًا. فملكوت الله - مثلًا - هو الفكرة الأساسية لتعليم الأسفار المقدسة، وبمعنى فإن الملكوت موجود أو كائن كما أنه مازال يتكون. ويجب أن نذكر مع ذلك أنه بالنسبة لكتاب الوحي، فإن الحق له معنى ميتافيزيقي مطلق بصورة غامضة وغير مباشرة. (2) الحق المنطقي: ويعتمد على ترتيب الآراء بناء على فكرة مركزية أساسية. والحق بهذا المعنى هو توافق المفاهيم مع الحقائق. ومع أن هذا المعنى للحق موجود ضمنًا في الأسفار المقدسة، إلا أنه ليس المعنى الأساسي في أي موضع فيما عدا في التطبيق العملي كما في الرسالة إلى الكنيسة في أفسس (21:4)، ورسالة يوحنا الأولى (4:2 و21). (3) الحق الأخلاقي: وهو تطابق الصورة مع المفهوم الداخلي، فإذا أخذناه بمعناه الكامل لتطابق الفكرة مع الحقيقة، والتعبير مع الفكر والقصد، وتطابق الواقع مع الصورة المثالية، وهذا هو المعنى المميز للكلمة في الأسفار المقدسة. والهدف من الديانة هنا هو إيجاد صلة بين الإنسان والله بحسب الحق. وعلى الإنسان أن يعرف الله ونظامه كما هما في الحقيقة وفي الفكر، فعلى الإنسان - عمليًا - أن يحقق في خبرته الخاصة، الفكرة عن الله كما أعطاها له،فالحق - إذًا - يجب أن يُفهم وأن يُطبق. والتعليم المميز للمسيحية هو - بكل تأكيد - أن إرادة تطبيق الحق وعمل مشيئة الله، هي الاتجاه الأساسي لفهم الحق. وتعليم الرب يسوع المسيح في إنجيل يوحنا (17:7) يتفق مع سائر تعليم الكتاب المقدس. وما جاء في الرسالة إلى الكنيسة في أفسس (18:1) يوضح أهمية الموقف الصحيح من التعليم، بينما ما جاء في الرسالة إلى أفسس (18:4) يبين تأثير الموقف الخاطئ لتجاهل الحق الأساسي. (4) الحق الديني: كثيرًا ما يقابلنا هذا التعبير في الأدب الحديث، ولكن ليس له أساس فكري سليم. كما أن لا أساس له مطلقًا في الكتاب المقدس. فكل حق هو في النهاية حق ديني. ولا يمكن الكلام - إلا بطريقة سطحية - عن الحق الديني كمفهوم مستقل، كما أن الحق الديني والحق العلمي لا يمكن أن يكونا متعارضين.