منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 02 - 2014, 01:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,113

يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته

يتحدث الناس عن محبة الأخوة، ولكنها ليست قاعدة ثابتة. فلم توجد هذه المحبة عند قايين الذي قتل هابيل أخاه. ولم توجد عند عيسو الذي قال: أقوم وأقتل يعقوب أخي" (تك 27: 41). كذلك لم توجد عند أبشالوم الذي قتل أخاه آمنون (2صم 13: 28- 32). وحدث هذا أيضًا بالنسبة إلي أخوة يوسف الذين أرادوا أن يقتلوه (تك 37: 18- 20).
يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
تدرج إلى أسوأ

بدأت القصة بحسدهم له بسبب قميصه الملون.
قال الكتاب أنهم أبغضوا لأن أباهم أحبه أكثر منهم "ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام" (تك 37: 4). كان يمكنهم أن يكسبوا محبة أبيهم بأعمال فاضلة وبطريقة سليمة. ولكنهم لم يفعلوا. وكان رد فعلهم هو بغضتهم لأخيهم!! وكان بإمكان يعقوب أبيهم أن يعالج الأمر بأن يهديهم قميصانًا كأخيهم، في يوم عيد مثلًا. ولكنه لم يفعل، وبدأت الأمور تتعقد
وزادت بغضتهم لأخيهم بسبب أحلامه وكلامه.
حلم يوسف حلمًا ان حزمهم سجدت لحزمته. واخبر أخوته بذلك الحلم. وهنا لم يقابلوه بالبغضة الصامتة، وأنما واجهوه بمشاعرهم، وقالوا له: ألعلك تملك علينا ملكًا وتتسلط علينا تسلطًا. وازدادوا أيضًا بغضًا له بسبب أحلامه، ومن أجل كلامه" (تك 37: 5- 9). وهنا أخطأ يوسف بحديثه عن حلمه.
هناك أمور حسنة. إن تحدثنا عنها، تجلب لنا حسد الناس وأيضًا حسد الشياطين.
وبخاصة لو كانت الأمور تحمل مقارنة بيننا وبين الغير. مثل حلم يوسف الذي يعني سجود أخوته له. كان ينبغي أن يكتمه، فلا يحدثهم عنه. وأن لم يستطيع الكتمان كان يمكنه أن يقص الحلم علي أبيه وحده.. ولكنه لم يفعل. بل إنه لما حلم حلمًا آخر والقمر واحد عشر كوكبًا ساجدة لي". وفي هذه المرة انتهره أبوه وقال له: ما هذا الحلم الذي حلمت. هل نأتي أنا وأمك ونسجد لك؟! وحسده أخوته (تك 37: 9-11).
لم يأخذ يوسف درسًا من مشاعر أخوته بسبب حلمه الأول.وأضاف حطبًا علي النار كلها دروس لنا، لكي لا نتحدث عن الأمور التي يكون فيها مظهر عظمة لنا، حتى لو كانت من الناحية الروحية، كما يتحدث البعض عن اختبارات روحية تحمل لونًا من الفخر! ما أعظم السيدة العذراء التي لم تتحدث إطلاقًا عن أمجاد البشارة بالحبل المقدس، وما كان فيها من ظهورات ملائكة، ووعود إلهية، وتطويب القديسة أليصابات لها، ومباركة سمعان الشيخ وحنة النبية... بل "كانت تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها" (لو 2: 51). رؤي العذراء وأحلام يوسف النجار (مت 1، 2) كانت كلها من الله، كما كانت أحلام يوسف الصديق. ولكن حديث يوسف الصديق. ولكن حديث يوسف أحلامه سبب له ضررًا، لأنها كانت تحمل تفوقه علي أخوته الذين حدثهم بها.. تضايقوا منه حتى أسموه (صاحب الأحلام) استهزاء به (تك 37: 19)..
يوسف أبغضه أخوته، ولكنه لم يبغضهم.
علي الرغم من أنهم "لم يكلموه بسلام "ثم أظهروا بغضهم بعد حديثه عن حلمه الأول.. كانت وصية الرب "أحسنوا إلي مبغضيكم" (مت 5: 44) موجودة في قلب يوسف قبل أن يقولها السيد المسيح بحوالي ألفي عام! كما نفذ وصية "لاتزن "قبل أن تكتب علي لوحي الشريعة بألف وأربعمائة عام. لأن قلبه كان نقيًا، يعمل بوصية الله قبل ان يقولها الله علانية!! كان يتفهم مشيئة الله، بضميره بالشريعة الطبيعية.،
فلما أوصاه أبوه بافتقاد أخوته، خر ج يسأل عن سلامتهم.
كانوا يرعون الغنم وتأخروا. فخرج يفتش عليهم في الجبال والتلال ووصل من حمور إلي شكيم، حتى تاه وضل الطريق. ولم يعتذر بصعوبة الأمر (تك 37: 15). وأرشده رجل إلي الطريق ووصل إلي أخوته. فلم يقدروا له هذا الجميل، بل حينما ابصروه قالوا: "هوذا صاحب الأحلام قادم. هوذا صاحب الأحلام قادم. هلم نقتله" (تك 37: 20)
يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
مجموعة خطايا

فكروا في قتله، وتحايلوا علي ذلك. وقالوا "نطرحه في أحدي الآبار، ونقول إن وحشًا ردئيًا قد أكله. فنري ماذا تكون أحلامه "!! وهكذا يكونون قد فكروا في القتل، وفي الخديعة وفي الغش، وفي الإساءة إلي أبيهم الذي كانت نفسه متعلقة بابنه يوسف، بالإضافة آبى حسدهم لأخيهم، وبغضتهم له.. وبهذا يكونون قد وقعوا في مجموعة من الخطايا..
بل أكثر من هذا يكونون قد قاوموا مشيئة الله!
لأنه إن كان الله قد أعلن مشيئته في الحلم، أن يسجدوا ليوسف فلابد أنهم سيسجدون له، مهما فكروا في قتله.. وعبارة "نري ماذا تكون أحلامه، معناها أيضًا "ماذا ستكون مشيئة الله؟!". أي أنهم سوف يعطلون تلك المشيئة الإلهية بقتلهم يوسف!! يشبه هذا الأمر قول عيسو "أقتل يعقوب أخي". بينما كانت مشيئة الله أن يصير كل منهما شعبًا. والكبير (أي عيسو) يستعبد للصغير (أي يعقوب) (تك 25: 23). إن أخوة يوسف لم يكونوا فقط ضد يوسف، بل كانوا بالأكثر ضد الله. ولم يضعوا الله أمامهم ولم يؤمنوا أنه قادر علي تنفيذ مشيئته مهما فعلوا بأخيهم، ومهما تحايلوا. غير أن رأوبين أخاهم حاول أن ينقذ يوسف. فقال لهم "لا نقتله.. لا تسفكوا مًا. اطرحوه في هذه البئر التي في البرية.. وكان يفكر أن ينقذه من أيديهم ليرده إلي أبيه (تك 37: 21، 22).
يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
ضمير نقي ضعيف

رأوبين كان هنا يمثل هنا القلب النقي، ولكنه ضعيف.
علي الرغم من أن رأوبين كانت له أخطاؤة الأخرى، إلا أنه هنا لم يكن موافقًا لأخوته علي جريمة القتل. وكان في قلبه حنو أخيه، ووفاء نحو أبيه. ولكن لم تكن له القوة التي بها يصرح بذلك، ولا القوة التي يقول بها لأخوته إنهم مخطئون، علي الرغم من أنه كان البكر، وله بذلك سيطرة علي أخوته. ولكنه كان أضعف من أن يقول الحق، وأضعف من أن يدافع عن يوسف.
كان ضعيفًا مع أن الموقف كان سهلًا.
كانوا أحد عشر أخًا (لأن بنيامين الصغير لم يكن بينهم). ويبدوا أن يهوذا أيضًا كان رافضًا لعملية القتل، كما ظهر فيما بعد بقوله "ما أن نقتل أخانا ونخفي دمه؟! تعالوا فنبيعه للأسماعيليين. ولا تكن أيدينا عليه، لأنه أخونا ولحمنا. فسمع له أخوته" (تك 37: 26، 27). فلو أن رأوبين رفض قتل يوسف، ومعه يهوذا، وطبعًا يوسف، تصبح هناك ثلاثة آراء ضد ثمانية. وكان ممكنًا إقناع أثنين آخرين، وتكون الآراء مناصفة تقريبًا.. وعلي آيه الأمور كانوا سيخافون من أنكشاف جريمتهم، حتى لو كان رآوبين وحده ضدهم أو رأوبين ومعه يهوذا.
وهكذا كان رآوبين يمثل الحق الضعيف، والمتناقض. ويمثل الحلول المتوسطة غير الروحية.
لأنه إن كان قتل يوسف خطية، فإن إلقاءه في البئر خطية أيضًا، وربما تؤدي أيضًا إلي موته في البرية، أن لم يجد فرصة لإنقاذه. وأيضًا موت يوسف ربما يؤدي إلي حزن أبيه وموته. وعلي الأقل فقدان بركته. أن رأوبين يقدم حلًا متوسطًا ضعيفًا، ليست فيه قوة الحق، ولا قوة الصدق، ولا قوة البر، فلو مات يوسف في البئر (مع أنها كانت فارغه) يكون قد وصل معهم إلي أغراضهم. ولو خرج يوسف حيًا وأخبر أباه تكون فضيحة لهم.. علي آيه الحالات، وافقوا علي رأيه. وخلعوا عن يوسف قميصه الملون وألقوه في البئر (تك 37: 23، 24).
"ألقوا يوسف في البئر وجلسوا ليأكلوا طعامًا".
لست أدري بأي ضمير جلسوا ليأكلوا، وأخوهم في البئر؟! بل لعلهم كانوا مسرورين بما فعلوه!! أما رأوبين فكان قد تركهم إلي حين. وهذه كانت نقطة ضعف أخري فيه، إذ كيف يترك الغلام في أيدي من يبغضونه.
يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
ضمائر ضالة رخيصة

وفي غيبة رأوبين باعوا يوسف للأسماعلين بعشرين من الفضة، فأتي الإسماعليون به إلي مصر.
بعشرين من الفضة؟ توزع علي عشرة أخوه: أي أن كل واحد منهم يأخذ قطعتين فقط مقابل بيع أخيه!! قطعة تقلقه نهارًا، وقطعة تؤرقه ليلًا!! ويكون ماذا قد انتفع؟ وكيف يوازن بين ضميره وثمنه؟! حقًا ما أرخص الإنسان؟! خما أرخص البائع والمباع؟! إن الشيطان حينما يجد ضمير الإنسان رخيصًا، يمكن أن يشتريه بأتفه الأثمان،هكذا كان ضمير يهوذا رخيصًا فباع سيده بثلاثين من الفضة، وكان ضمير أخوة يوسف رخيصًا فباعوا اخاهم بعشرين من الفضة!!
وهل هذا كان ثمن من قالوا عنه أنه أخونا لحمنا (تك 37: 27)؟!
أقصي ما وصلوا إليه من الرحمة والحنو، أنهم باعوه بدلًا من أن يقتلوه. كانت هذه هي مقاييس الرحمة عندهم. وكان هذا هو معني الأخوة عندهم، حينما قالوا عن أخيهم إنه لحمنا!! هل هذا هو ثمنه ومعاملته؟!
فكروا أن يستبدلوا خطية كبيرة بخطية صغيرة.
أو ما يعتبرونها صغيرة في نظرهم، أن يباع أخوهم كعبد، ويصير عبدًا عند من يشتريه فاقدًا لحريته!! وبدأ بهذه تجارة للرقيق! بل أن ضميرهم قد استراح إنهم فعلوا خيرًا! ولم يفكروا مطلقًا ماذا سيكون مصير يوسف بعد هذا: أين سيعيش، ومع من؟ وكيف يكون مصيره؟
يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
يوسف في التجربة


يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
أما يوسف فكان صامتًا خلال كل ذلك. ولم يقاوم الشر حسب وصية السيد المسيح بعد ذلك (مت: 5: 39)
خلعوا عنه قميصه وألقوه في البئر. وترك نفسه فريسة في أيديهم. لم يقاوم ولم يناقش. كان "كشاه تساق إلي الذبح، كنعجة صامتة أمام جازيها. لم يفتح فاه: (أش 53: 7). ولما باعوه أيضًا، ظل صامتًا ولم يقاوم. وعلي رأي أحد القديسين، حينما سأل بعض الأخوة "من باع يوسف؟". فأجاب "كلا. بل باعه تواضعه لأنه لو قال أنا أخوهم "ما كان قد بيع.."
يوسف يمثل الشخص الذي لا يدافع عن نفسه.
لم يدافع عن نفسه أمام اخوته، لما نزعوا قميصه، ولما ألقوه في البئر، ولما باعوه كعبد.؟ ولم يدافع عن نفسه أمام فوطيفار لما ألقاه في السجن، وقد اتهمته المرأة ظلمًا. بل في كل ذلك ترك الله لكي يدافع عنه. كما قال موسى فيما بعد "الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون" (خر 14: 14). وفعلًا دافع الرب عنه..
يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
نتائج الخطية

وبعد بيع يوسف عاد رأوبين، ولم يجد يوسف في البئر، فمزق ثيابه وقال "أنا إلي أين أذهب؟" (تك 37: 29، 30).
أستيقظ أخيرًا ضميره الضعيف. ورأي البشري لم ينفعه في إنقاذ أخيه. فبأي وجه سيقابل أباه، وهو البكر المسئول عن قيادة أخوته في غيبة أبيهم. إلي أين يذهب إذن؟ كيف سيواجه أباه. ماذا يقول له؟ خطيتهم نحو أخيهم نحو أخيهم قد تمت. وها. هو يواجهون نتجتها أو احدي نتائجها.
تمزيق رأوبين لثيابه، يذكرنا بغسل بيلاطس ليديه!
وذلك حينما غسل يديه وقال عن السيد المسيح"أنا برئ من دم هذا البار".. لم يكن بريئًا. وتمزيق الثياب كان يتم في الأمور الخطيرة جدًا. مثلما مزق عزار ثيابه لما رأي شعب الله قد خان خيانة وتزوج بالأجنبيات اللائي يقدنه بعيدًا عن الله (عز 9: 3). ومزق رئيس الكهنة ثيابه. لما اعتبر كلام المسيح تجديفًا حينما اعترف أنه الله" (مت 26:63- 65). ولكن ماذا ينتفع رأوبين بتمزيق ثيابه ؟ لابد من حل عملي.
وهنا اشترك معهم في خطية أخري يغطون بها خطيتهم في بيع يوسف.
فعلموا علي أن أباهم: أخذوا قميص يوسف الملون. وذبحوا تيسًا من الماعز، وغمسوا القميص في الدم. وأحضروه إلي أبيهم. وقالوا له "وجدنا هذا حقق أقميص أبنك أم لا. فتحقق وقال: هو قميص أبني. وحش رديء قد قتله. افترس يوسف افتراسًا.." (تك 37: 31- 33).
إن كثيرون إذا وقعوا إلي التورط في خطايا أخري.
وهكذا وقع أخوة يوسف في الكذب وخديعة أبيهم. وبهذا بعدما تخلصوا من يوسف تخلصوا من قميص الملون الذي كان يثير حسدهم. ولم تنكشف خديعتهم لأبيهم يعقوب الذي سبق من قبل وخدع أباه إسحق، حينما ألبسته أمه رفقه شبه قميص من جلد الماعز (تك 27: 16).
يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
مشاعر الأب

"مزق يعقوب ثيابه، ووضع مسحًا علي حقويه. وناح علي ابنه أيامًا كثيرة. فقام جميع بنيه ليغزوه،. فأبي أن يتعزى.." (تك 37: 34، 35).
لاشك أن أبانا يعقوب فكر في قلبه أنه كان السبب في موت ابنه يوسف.. وكيف أنه أرسله في البرية وحده ليفتقد أخوته، وهو فتي صغير في السابعة عشر من عمره وليس في السن الذي يحمل هذه المسئولية الكبيرة، بينما أخوته الكبار قد تأخروا في المجيء، فإن كان الكبار في خطورة، فكم بالأولي أخوهم الأصغر منهم.. لذلك ناح علي أبنه وأبي أن يتعزي.. نسي يعقوب أحلام يوسف التي فيها سيسجد أخوته له. وفي نسيانه صدق أن يوسف قد مات وافترسه وحش رديء، فبكي ومزق ثيابه. ومن قبل كان أبوه إسحق قد نسي وعد الله لرفقه أبنها الكبير سيستعبد للصغير (أي يعقوب). فوعد بمباركة عيسو بدلًا من يعقوب. ولما تذكر قال: نعم، وليكن مباركًا" (تك 27: 4، 33).
العجيب آن أبناء يعقوب جاءوا ليعزوه، وهم الذين تسببوا في كل حزنه وبكائه، وهم الذين دبروا الخديعة، ويعرفون تمامًا أن يوسف حي في عبوديته ولم يمت حتى يعزوا أباه فيه.لاشك أن ينطبق عليهم المثل القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته".. أي أنهم تسببوا في حزن ابيهم وجاءوا يعزونه في حزنه!وهكذا أضافوا إلي خطاياهم الكثيرة السابقة خطيئة الرياء..
يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
التدبير الإلهي

وفيما كانوا يفعلون هذا الشر كله، كان الرب يدبر الخير ليوسف.
وقد لخص يوسف هذه القصة في قوله لأخوته فيما بعد أنتم قصدتم لي شرًا. أما الله فقصد به خيرًا.. ليحي شعبًا كثيرًا (تك 50: 20). أن الله كان يريد أن يجعل يوسف متسلطًا علي كل أرض مصر يدبر أمورها أثناء المجاعة لإحياء أهلها والشعوب المحيطة. ولكن يوسف كان فتي صغيرًا مدللًا محبوبًا من أبيه، محسودًا من أخوته. فأراد الرب أن يدربه بالتجارب حتى يصلح لتلك المسئولية التي أعدها له.. وهكذا سمح الله أن يفعل أخوة يوسف به كطل ما فعلوه، إذ أصبح ذلك جزءًا من الخطة الإلهية التي أعدها لتدريب يوسف.
يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
يوسف رمز المسيح

وكان يوسف في كثير من هذه الأمور رمزًا للسيد المسيح.
يوسف كان محبوبًا من أبيه، والمسيح قال عنه الآب: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت 3). يوسف ذهب لافتقاد سلامة اخوته. والسيد المسيح جاء لخلاص العالم يوسف جاء لاخوته فلم يقبلوه. وقالوا هلم نقتله. والمسيح جاء إلي خاصته وخاصته لم تقبله بل أسلموه للقتل. يوسف خانه أخوته وباعوه بعشرين من الفضة. والمسيح خانه تلميذه وأسلمه بثلاثين من الفضه. يوسف صار عبدًا. والمسيح أخذ شكل العبد (في 2: 7). يوسف خرج من كل ذلك منتصرًا ممجدًا. والسيد المسيح صعد إلي السماء وجلس عن يمين الأب".
يوسف الصديق، وكم قاسى من إخوته
فوائد روحية

نستفيد من مؤامرات أخوة يوسف ضده دروسًا كثيرة نذكر من بينهما 3 نقاط:
1- حياة الإنسان هي في يد الله، وليست في يد الناس.
لا يهمنا ما يدبره الناس لنا، إنما ما يريده الله لنا. لم يكن المهم بالنسبة إلي يوسف مشاعر أخوته من نحوه، وما يدبرونه ضده مؤامرات. لقد حسدوه، وأبغضوه، وأرادوا قتله، وألقوه في البئر، وباعوا كعبد. ولكن كل ذلك يؤثر علي مصير حياته. ذلك لأن الله كان يريد الخير له. وهكذا أنت، آمن بأن حياتك في يد الله، وثق أنه "لن يقع بك أحد ليؤذيك" (أع 18: 10).
2- درس أخر: هو أننا لا تتعبنا البداية المؤلمة المهم هو النهاية السعيدة.
وكما قال الكتاب"نهاية أمر خير من بدايته" (جا 7: 8). كانت البداية بالنسبة إلي يوسف تآمر أخوته عليه، وبيعه كعبد، واتهام ظالم من أمراه فوطيفار، وإلقاؤه في السجن لمدة طويلة. أما النهاية فكانت سعيدة. خرج من السجن إلي القصر، وصار أبًا لفرعون ومتسلطًا علي كل أرض مصر" (تك 45: 8).
3- ما حدث ليوسف كان بركة له، وتأديبًا لأبيه.
فكما خدع أباه إسحق، خدعه أولاده. وكان هذا تأديبًا له، إذ بقي نائحًا. وكانت أيام غربته علي الأرض قليلة وردية (تك 47: 9).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يوسف يطيب قلب إخوته
يوسف الصديق قصته بدأت بخيانة إخوته
نظر يوسف إخوته
يوسف الصديق صغير إخوته
يوسف يُعرِّف إخوته بنفسه


الساعة الآن 02:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024