قيل إنها فتاة جميلة جدًا من طرسوس، نشأت على يديْ مربية مسيحية، وكان والداها وثنيين، تقدم لها أحد أبناء الأشراف ليتزوجها (قال البعض انه ابن دقلديانوس نفسه أو أحد أقربائه)، فطلبت من والديها أن يسمحا لها بزيارة مربيتها القديمة قبل أن ترتبك بأمر زواجها. التقت بيلاجيا بمربيتها حيث أعلنت لها أنها قد تأثرت جدًا بتصرفات المسيحيين أثناء عذاباتهم واستشهادهم، وسألتها أن ترشدها إلى الحق. أعلنت المربية لها أسرار الإيمان، وإذ وجدت قلبها ملتهبًا بحب المخلص، أخبرت الأسقف Clino، فقام بتعميدها وتقديم الأسرار المقدسة لها. عادت الفتاة إلى أهلها تعلن إيمانها الجديد بالسيد المسيح وترفض الزواج، وإذ سمع خطيبها انتحر، أما والدتها فاغتاظت لهذا التصرف وامتلأت حقدًا على ابنتها، فوشت بها لدى الإمبراطور لعله يستطيع أن يؤدبها ويرجعها إلى عقلها ولو بقسوة وعنف. استدعاها الإمبراطور وإذ رأى جمالها الفائق، فعوض معاقبتها التهب قلبه بحبها وصار يلاطفها معلنًا شوقه للزواج منها. أما هي فكان قلبها قد ارتبط بحب السماويات ورفض كل غنى وشهوات الجسد لذا رفضت الزواج كما أعلنت مسيحيتها بشجاعة أمامه. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). تحولت محبة الإمبراطور لها إلى كراهية شديدة ورغبة في إذلالها، إذ حسب رفضها الزواج منه إهانة وإذلال، كما حسب الشهادة للسيد المسيح عداوة شخصية له، لذا أمر بربطها بثور من النحاس يوُضع على النار حتى احترق جسمها، وعاد فطرحها وهي محترقة بالنار وسط الأسود لتأكلها، وإذا بالأسود تتحول عن طبعها الوحشي، وتبقى حارسة لها، لتعلن أن البشرية الجاحدة أكثر عنفًا من الحيوانات المفترسة. جاء الأب الأسقف وأخذ جسدها المقدس بالرب ودفنها بإكرام عظيم في جبل بالقرب من المدينة. العيد يوم 4 مايو.