شهرة كرسي الإسكندرية في الحياة الرهبانية
و كما اشتهر كرسي الإسكندرية في الناحية اللاهوتية، كانت له نفس الشهرة وأكثر في حياة الزهد والنسك. فتأسست الرهبنة علي يد القديس أنطونيوس الكبير الذي ولد في صعيد مصر في منتصف القرن الثالث. وانتشرت الرهبنة من مصر إلي العالم كله، وقرئت سيرة القديس أنطونيوس في كل مكان. وأسس القديس باخوميوس حياة الشركة في الأديرة، ونقلت قوانينه الرهبانية إلي العالم كله، وعنه أخذ القديس باسيليوس الكبير كما أخذت عنه الرهبنة البندكتية..
وكان رهبان مصر موضع زيارات رجال الغرب والشرق، لنوال بركتهم، وللكتابة عنهم ونشر سيرهم.
وهكذا كتب عنهم بلاديوس كتابه المشهور HISTORIA Lausiaca. وكتب عنهم يوحنا كاسيان كتابيه: المعاهد Institutes، والمؤتمرات Conferences كما كتب عنهم روفينوس كتابه (تاريخ الرهبان). وكتب القديس جيروم (ايرونيموس) سيرة الأنبا بولا أول السواح وسيرة القديس يوحنا الأسيوطي وسيرًا أخري.. إلخ.
وهكذا شاعت قداسة رهبان مصر وكتب عنها كل هؤلاء، كما شاعت قداسة المصريين عقب كرازة مار مرقس وكتب عنها فيلو. كما شاعت شهرة مدرسة الإسكندرية وأمها طلاب العلم من كل كنيسة..