انفصال الرأس عن جسد مارمرقس
تدلنا هذه الرواية على أن رأس مارمرقس عادت إلى الأقباط، وتسلمها البابا بنيامين،واحتفظ بها إلى أن يبنى لها كنيسة. وفي نفس الوقت كان الجسد في يد الروم الملكيين، في كنيسة بوكاليا. وهكذا انفصل الجسد عن الرأس.
وظل هذا الانفصال إلى يومنا هذا فماذا قال التاريخ عن هذا الموضوع؟
كانت الكنائس كلها في أيدي الروم، ومن بينها الكنيسة التي تضم جسد الرسول العظيم. ومع أن عمرو بن العاص قد صرح للبابا بنيامين أن يتسلم الكنائس، وإلا أنه من الثابت تاريخيا أنه لم يستطع مطلقا أن يسلم كنيسة بوكاليا التي تضم جسد القديس..
هل ثشبث الروم في عنف بالجسد والكنيسة، فلم يقو عليهم الأقباط؟ أم أنهم تفاهموا مع عمرو بن العاص بطريقة ما؟ أم أنهم وصلوا إلى اتفاق سلمى مع الأقباط؟ لسنا ندرى. ولكن أبو المكارم يفصل في هذا الأمر بقوله::
[.. قسمت بيع الإسكندرية فخص اليعقوبية (أي الأقباط أصحاب الطبيعة الواحدة) كنيسة القمحة (7) ورأس مرقس. وخص الملكية (أي الروم الملكيين أصحاب الطبيعتين) جسده ودير أسفل الأرض. وجعل الجسد فيه فسرقه الفرنجة البنادقة.. وذكر أن هذا الدير كان دار البقر التي استشهد بها الطاهر رقس وجرجر منها بحبل] ( Fol. 49 R, V.)
وهكذا احتفظ الروم الملكيون بجسد مارمرقس في كنيسة بوكاليا التي كانوا قد استولوا عليها بالقوة والاغتصاب منذ القرن السادس. وظل الجسد في حوزتهم حتى الآن.
نقول هذا لأننا لا نستطيع مطلقا أن نفهم من عبارة أبى المكارم أن الأقباط قد فرطوا في جسده مارمرقس أثناء عملية تقسيم مع الروم مهما كانت الدوافع.
وإنما هم لم يستطيعوا أن يسترجعوا الجسد الذي كان الروم قد أخذوه عنوة وقهرا مع جميع الكنائس القبطية، وعندما كان الملوك في أيديهم، أو كانوا هم في أيدي الملوك، ولذلك اصطلح على تسميتهم بالملكيين.
_________________
7-كنيسة أخرى في الإسكندرية باسم مارمرقس عرفت أيضًا باسم المعلقة، والملاك ميخائيل.