رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" ... قد دعاني الرب وأنا ما زلتُ جنينًا، وذكرَ ٱسمي وأنا ما برحتُ في رحم أُمِّي... وقال لي: أنتَ عبدي... الذي بهِ أتمجَّد، ولكنني أجبت: لقد تعبتُ باطلاً، وأفنيتُ قُوَّتي سُدىً وعبثًا... أهل صهيون قالوا: لقد أَهْمَلَنَا الرب ونسينا. هل تنسى المرأة رضيعها ولا ترحم أحشائها؟ حتَّى هؤلاء ينسينَ، أمَّا أنا فلا أنساكم... ٱرفعي عينيكِ وتلفَّتي حولك وٱنظري، فقد ٱجتمعَ أبناؤكِ وتوافدوا إليكِ. حيٌّ أنا يقول الرب، فإنَّكِ ستتزيَّنين بهم كالحليِّ وتتقلَّدينهم كعروسٍ، وتعج أرضكِ الخربة وديارك المتهدمة، ومناطقك المُدمَّرة بالسكان حتَّى تضيق بهم، ويبتعد عنكِ مبتلعوكِ. ويقول أيضًا في مسامعك بنوكِ المولودون في أثناء ثكلك: إنَّ المكان أضيق من أن يسعنا، فأفسحي لنا حتَّى نسكن، فتسألين نفسكِ: من أنجبَ لي هؤلاء وأنا ثكلى وعاقر، منفيَّة ومنبوذة؟ من ربَّى لي هؤلاء؟ فقد تُركتُ وحدي، أمَّا هؤلاء فمن أين جاءوا؟ وهذا ما يقوله السيد الرب: ها أنا أرفع يدي إلى الأمم وأنصب رايتي إلى الشعوب، فيحملون أبناءَكِ في أحضانهم وبناتكِ على أكتافهم... عندئذٍ تُدركين أنَّني أنا الرب، وكل من يتكل عليه لا يخزى. هل تُسلب من الجبار غنيمة، وهل يفلت سبي المنصور؟ فإنَّهُ هكذا قال الرب: حتى سبي الجبار يُسلب، وغنيمة العاتي تُفلت، وأنا أُخاصم مخاصمك وأخلِّص أولادك " (إشعياء 49 : 1 – 25). كم من المرات نُردِّد جميعنا هذه العبارات؟ " لقد تعبتُ باطلاً، وأفنيتُ قُوَّتي سُدىً وعبثًا ". " لقد أهملنا الرب ونسينا ". " أنا ثكلى وعاقر، منفيَّة ومنبوذة.. وقد تُركتُ وحدي ". وهذه العبارات نُردِّدها على صعيد حياتنا الشخصية، وعلى صعيد الخدمة وربح النفوس.. واليوم أُريد أن أتأمَّل معكم في ما خصَّ هذه العبارات على صعيد الخدمة.. ربح النفوس.. الثمر المتوقَّع... إلخ. مُعادلة واحدة تتحكَّم فينا جميعنا: كنيسة ناجحة أو تسير في خطة الرب، والرب راضٍ عليها = أعداد كبيرة من الأشخاص في الكنيسة. وما عدا ذلكَ، يعني أنَّ الكنيسة غير ناجحة، ولا تسير في خطة الرب، والرب غير راضٍ عنها. وتنعكس هذه المعادلة علينا كأفراد، فنعتبر أننا لا نسير في خطة الرب، ونُردِّد العبارات التي ذكرناها: لقد تعبتُ باطلاً.. أفنيت قوتي.. نسيني الرب !!! لكن الرب اليوم، سيُغيِّر لنا هذه المعادلة، وسيُغيِّر لنا مفاهيمنا، من خلال رسالته لنا التي سيُعلِّمنا من خلالها درسًا جديدًا، وسيُشجِّعنا بكل تأكيد. نحن نعمل من أجل ٱمتداد الملكوت، ومأموريتنا العظمى هيَ ربح النفوس بكل تأكيد، وأمر هام، لا بل في غاية الأهميَّة، هوَ أن نرى أعدادًا كبيرة تأتي إلى الرب، وتملأ كنائسنا، حتَّى لا أُفهم خطأ من قبل البعض.. لكن يا أحبائي، اليوم أُريد أن أُخبركم، بأنَّ كنيسة كبيرة مُستترة قد لا نراها اليوم بأعيننا المجرَّدة، هيَ في طور الإعداد، هيَ في طور النمو، هيَ في طور التكوُّن.. وسيراها كل واحد منَّا، عندما يقف أمام كرسي المسيح، وسيرى مساهمته فيها بكل تأكيد. يقول سفر الرؤيا: " وهم (أي الذين خلصوا) يترنَّمون ترنيمة جديدة قائلين: مستحـق أنـتَ أن تأخذ السفـر وتفتـح ختومـه، لأنَّكَ ذُبحـت وٱشتريتنـا لله بدمـك، مـن كـل قبيلة ولسان وشعب وأُمَّة " (رؤيا 5 : 9). ٱنتبه معي جيِّدًا.. ليسوا ممَّن تراهم في كنيستك، بل من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمَّة !!! وثق بما لا يقبل أدنى شك، أنَّ الرب سيقول لكَ: " هذا.. وذاك.. وهؤلاء.. وأولئكَ.. و.. و.. و...، جميعهم جاءوا إلى هنا، وخلصوا بسببك أنت !!! ". وأنت ستسأل، كما سأل كاتب المقطع الذي أدرجنا: من أنجبَ لي هؤلاء وأنا ثكلى وعاقر، منفيَّة ومنبوذة؟ من ربَّى لي هؤلاء؟ فقد تُركتُ وحدي، أمَّا هؤلاء فمن أين جاءوا؟ من أين جاءوا؟ إقرأ معي هذه المقاطع من كلمة الرب أولاً: " لأنَّ الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو ٱسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم، ولكننا نشتهي أنَّ كل واحد منكم يُظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلى النهاية، لكي لا تكونوا مُتباطئين، بل مُتمثِّلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد " (عبرانيين 6 : 10 – 12). " إرمِ خبزك على وجه المياه، فإنَّكَ تجدهُ بعد أيام كثيرة " (جامعة 11 : 1). " أنا غرست وأبلُّوس سقى، لكن الله كان يُنمِّي " (كورنثوس الأولى 3 : 6). " وقال: هكذا ملكوت الله، كأنَّ إنسانًا يُلقي البذار على الأرض، وينام ويقوم ليلاً ونهارًا والبذار يطلع وينمو، وهو لا يعلم كيف، لأنَّ الأرض من ذاتها تأتي بثمر، أولاً نباتًا، ثم سنبلاً ثم قمحًا ملآن في السنبل " (مرقس 4 : 26 – 28). من أين جاءوا؟ لقد جاءوا.. من خبزك الذي رميته على وجه المياه، من الغرس الذي غرسته، من البذار التي ألقيتها على الأرض، وبعبارات عملية أوضح وأدق.. لقد جاءوا.. من صلاتك، وتشفُّعك، ودموعك الصادقة، من كلمات بسيطة قلتها لأشخاص، وربما لم تُعطها أهمية، وقد تكون نسيتها ونسيت أولئك الأشخاص، من خدمتك التي تقوم بها وربما تستخف بها وتعتبرها بسيطة، من نبذ وكتيِّبات وزَّعتها، من أشخاص دعوتهم إلى حضور مؤتمر أو كرازة ولم تعد تراهم وربما نسيتهم، من أشخاص دعوتهم لزيارة موقع الكنيسة على الانترنت، أو برنامج الكنيسة على التلفزيون، من زملاء معك في العمل يرون تصرفاتك وحياتك وأمانتك دون أن تدري.. من خلال صلاة بسيطة رفعتها وأنتَ تمر في منطقة مُعيَّنة، فَعَلَتْ فعلها وأنتَ لا تدري.. ومن.. ومن.. ومن... نعم.. قد تعتبر بعض هذه الأمور بسيطة جدًّا.. وهيَ ليست كافية لكي تأتي بثمر.. لكن هيَ ليست كذلك عند الرب.. فالسمكتين وأرغفة الشعير الخمسة.. عندما تثق بالرب وتضعها بين يديه، ستُطعم الآلاف.. ستجلب الآلاف إلى الخلاص من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمَّة.. وهل تعرف لماذا؟ لأنَّ الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو ٱسمه.. كما تقول رسالة العبرانيين.. وسبب تعبك وإحباطك اليوم، هوَ أنكَ لم ترَ بعد هؤلاء الأشخاص قد أتوا إلى كنيستك.. لكن أيها الأحباء.. لسنا نريدهم أن يأتوا إلى كنيستنا.. لكن همَّنا أن يفلتوا من النار الأبدية، ونراهم في السماء واقفين إلى جانب الرب.. من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمَّة وطائفة.. فلا تضلُّوا ولا تفشلوا !!! وكما يقول كاتب سفر الجامعة: " ٱزرع زرعك فـي الصبـاح، ولا تكـف يـدك عـن العمـل فـي المسـاء، لأنَّكَ لا تـدري أيّهما يُفلـح، أهـذا المـزروع فـي الصبـاح أم ذاك الذي في المساء، أم كلاهما على حدٍّ سواء؟ " (جامعة 11 : 6). وقد لا تدري وأنتَ على هذه الأرض.. لكنكَ حتمًا سترى نتائج هذا الزرع في السماء.. قال الرب: " لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض، حيث يُفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون، بل ٱكنزوا لكم كنوزًا في السماء، حيث لا يُفسد سوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون " (متى 6 : 19 – 20). لا تُقيِّم نفسك على أساس ما تراه الآن من كنوز على هذه الأرض، من نفوس تقوم بتعدادها أمام الرب، مُفتخرًا بأنَّك ربحتها للمسيح، فالعدد القليل سيُحبطك، والعدد الكثير قد يُفسدهُ سوس وصدأ التعالي والتفاخر، فيسرق إبليس تعبك ومكافأتك، بل ٱعمل في الخفاء، ودافعك الوحيد طاعة الرب وخدمته بأمانة وإخلاص، غير ناظر إلى الثمار، فتكنز لنفسك كنوزًا في السماء.. من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمَّة.. ودرس هام.. لا بل تنبيه من كلمة الرب، ما قاله كاتب الرسالة إلى العبرانيين: " ولكننـا نشتهـي أنَّ كـل واحـد منكـم يُظهـر هـذا الاجتهـاد عينـه ليقيـن الـرجاء إلـى النهاية، لكـي لا تكونـوا مُتباطئين، بل متمثِّلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد ". لأنَّ الشيطان ماكر، ولا ينبغي أن نجهل أفكاره، فعندما نضع أمامنا معادلة الأعداد المنظورة، ونراها قليلة، سنُصاب بالإحباط والفشل، فننزوي عندها ونوقف العمل ونقول كما ذكرنا سابقًا: لقد تعبتُ باطلاً، وأفنيتُ قُوَّتي سدىً وعبثًا.. ولهذا جاءت كلمة الرب لكي تحثّنا على المثابرة والاجتهاد وعدم التباطؤ حتى النهاية، بل نتمثَّل بالذين بالإيمان والصبر يرثون المواعيد السماوية.. وأخيرًا.. ثق بأن تعب يديك لن يذهب باطلاً مع الرب.. ثق بأنكَ لستَ منبوذ ومنفي وعاقر ومتروك، لأنَّكَ لا ترى ثمر منظور الآن كما تشتهي.. ثق بأنَّ الرب سيجمع أولادك الذين تمخَّضتَ بهم، ولم ترَ ولادتهم بعد، وستتزيَّن بهم كالحليّ.. ثق بأن أرضك التي تراها اليوم خربة ومُدمَّرة، ستضيق بالوافدين إليها.. ثق بأن بنيك سيقولون في مسامعك: المكان أضيق من أن يسعنا، فأفسح لنا حتَّى نسكن.. ثق بأنَّ الرب سيسلب غنائمك من يد إبليس، وسيُلقيها في أحضانك.. ثق بأنَّ منتظروا الرب والمتَّكلون على ٱسمه لا يخزون ولا يعلو وجوههم خجل.. ثق بكنيسة مستترة لا تراها اليوم، وهي من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمَّة.. ستراها في السماء، وستنهمر دموعك فرحًا بسبب ذلك.. تشجَّع.. ثابر وٱجتهد ولا ترخي يديك عن العمل للرب، لأنَّك بالإيمان وبالصبر سترث المواعيد.. والدة " يعبيص " عانت كثيرًا في ولادته، وهذا معنى ٱسم يعبيص، لكنه عندما وُلد كان أنبل وأشرف إخوته، فتضرَّعَ للرب وقال لهُ: " ... ليتكَ تُباركني وتُوسِّع تخومي، وتكون يدك معي، وتحفظني من الشر، حتَّى لا يتبعني، فٱستجابَ الله دُعاءَهُ " (أخبار الأيام الأول 4 : 10). فلتكن صلاتنا في هذا اليوم مثل صلاة يعبيص.. واثقين بٱستجابة الرب لها، دون أدنى شك.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مز 19: 12| من الخطايا المستترة ابرئني |
البابا تواضروس نصلى من أجل الأسر المستترة |
أذكر يارب كل الأنفس المستترة |
من الخطايا المستترة أبرئني |
يا رب ارحمني انا الخاطئ ومن السهوات والخطايا المستترة ابرئني |