منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 02 - 2014, 06:59 PM
 
FIKRY Male
ابتديت اشد حيلى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  FIKRY غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1386
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 49

تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى
الجزء الرابع

مقدمة
ما زلنا بنشوف ربنا وهو بيتعامل مع يونان , وبحث الله المستمر عن الإنسان .
الإصحاح الثالث
يونان يذهب إلى نينوى
1 ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً: 2«قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا». 3فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً لِلَّهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. 4فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ وَنَادَى: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَنْقَلِبُ نِينَوَى». 5فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادُوا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحاً مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. 6وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. 7وَنُودِيَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئاً. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. 8وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ وَيَصْرُخُوا إِلَى اللَّهِ بِشِدَّةٍ وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ 9لَعَلَّ اللَّهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجِعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ». 10فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ

1*1 ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً: ربنا عنده فى طول باله أنه يكرر الموضوع مرة وأثنين وتلاتة وعشرة مع الإنسان وعلشان كدة هو نفس الكلام ربنا بيرسله لى مرة تانية وساعات بتبقى فينا نغمة خاطئة بعض الشىء لما بنسمع الكلام ده زى ما بنسمع موضوع ما ويقول لهم ما أحنا سمعناه قبل كدة هى سيرة , وإذا كان على يونان ما قصته إحنا عرفناها قبل كدة , وعايزين حاجة جديدة , الحقيقة الموضوع مش الجديد فى الكلام , لكن الموضوع أن الكلمة قد تبعث إليا مرة تانية لأنى ما عشتهاش المرة الأولى , والفكرة مش فكرة أن أنا أعرف كلام , ولكن الفكرة هو مدى حياتى فى هذا الكلام ومدى عمقى لهذا الكلام , وه السر فى أن ربنا بيبعث لينا مرة وأتنين وتلاتة وعشرة وعشرين و..... , هى نفس الكلمة وربنا بيشوف موقفى أنا أيه ؟ .

2* 2«قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا». فبعث ربنا ليونان نفس الرسالة قم وأذهب إلى نينوى المدينة العظيمة , الحقيقة عجيب أنت يا رب أنت لسة لا تزال تثق فى يونان بعد كل اللى عمله يونان , ولسة بتثق فيه وبتشجعه وبتقول له روح , ولسة عايزه يروح , الحقيقة واحد تانى غير ربنا كان قال خلاص ما هواش عايز يروح ما يروحش هو الخسران , لكن الله مازال يترك ثقة فى الإنسان بالرغم من إن الإنسان لم يخضع ولم يطاوع فى أول مرة , وعلشان كدة ربنا من نوعيته حاجة عجيبة جدا فى معاملته معانا وإن بالرغم من غدرنا بيه مرات كثيرة إلا أنه مازال يعطى ثقة لكل واحد فينا ويقول معلهش نحاول مرة تانية , وبيقول ليونان حاول مرة تانية وحاتنجح , والعجيب أيضا أن ربنا لم يعاتبه ولا كلمة ولم يقل ها كنت عايز تهرب منى , وعامل فالح طيب حا تهرب وتروح فين ؟ الحقيقة ربنا ماقالهوش ولا حاجة , ولكن كل اللى قاله ربنا ليه قوم وأعمل الكلمة اللى أنا قلتها لك , وهو بالضبط زى ما عمل مع بطرس بعد ما بطرس أنكره , وييجى السيد المسيح ويقول له إرعى غنمى , يعنى بيعطيه مسئوليته مرة تانية , وأنت لسة يارب ما زلت تثق فى بطرس بالرغم من اللى عمله فيك وأنه أنكرك وسبك ولعنك , فيرد ربنا ويقول آه ويكلفه بالمأمورية مرة تانية , وهو ده إلهنا لا ييأس أبدا من الإنسان وفى طول أناته وفى سعة باله أنه لسة مستمر يبحث عن الإنسان , وبعدين بيقول ربنا ونادى لها المناداه التى أنا مكلمك بيها , يعنى روح وقول لهم الكلام اللى أنا حا أقوله لك , الحقيقة موضوع كرازة يونان بالنسبة لنينوى كان موضوع كرازة التوبة , يعنى روح وتوب نينوى وهو نفسه كان موضوع كرازة السيد المسيح , علشان نعرف قد أيه يونان كان صار رمز للسيد المسيح لأن كرازة السيد المسيح هو توبوا لأنه أقترب منكم ملكوت السموات , سواء فى كرازة يوحنا اللى سبق السيد المسيح لكى يعد له الطريق قدامه أو سواء الكلمة التى كلم بيها السيد المسيح للرسل لما قال لهم روحوا كل مدينة وقولوا توبوا لأنه أقترب منكم ملكوت السموات , أذا موضوع الكرازة هو واحد وهو التوبة .

3* 3فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً لِلَّهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. وهنا يونان رمز كامل جدا للسيد المسيح , لأن السيد المسيح فى إرساليته بيقول ما جئت لأصنع مشيئتى بل مشيئة الذى أرسلنى , وهو ده بالضبط إللى عمله يونان أنه راح بحسب قول الرب ينفذ كلمة الرب , فيونان آدم الأول هرب من ربنا , ويونان آدم الثانى تمم مشيئة وإرادة ربنا , يمكن يرتبط إتمام المشيئة بكلمة قم وقيام , فهذه القيامة اللى أعلنها شخص السيد المسيح لإتمام خلاص الإنسان ( أن اصنع مشيئة الذى أرسلنى ) هى دى كانت رسالة السيد المسيح , وربنا هنا غير تعبير فى الإصحاح الأول قال ليونان روح قول لنينوى ونادى عليها , لكن هنا قال له روح نادى لها , طيب أشمعنى ؟ يعنى فى الإصحاح الأول قال ليونان نادى عليها وفى الإصحاح الثالث قال ليونان نادى لها , طيب تفرق أيه؟ الحقيقة هنا يونان أول نقطة بدأت تتلامس فيه محبة يونان لشعب نينوى ولذلك دلوقتى أصبحوا ليه وعلى مستواه , ويونان عرف ربنا من خلال تجربة شخصية وهذه التجربة الشخصية كانت نتيجة خطيته , فلما بيقول له نادى عليها يعنى أنت يايونان كنت فى درجة وهم فى درجة أوطى , يعنى أنت فى درجة أعلى وعلشان كده تنادى عليها , لكن بعد ما غلطت , فأنت بقيت فى نفس الدرجة مثلهم وعلشان كدة نادى لهم لأنك بقيت على مستواهم , وكأن ربنا عايز يقول له إذا كنت أنت بتنظر لنينوى أنها مدينة خاطئة , فأنت أيضا خاطى , وعلشان كدة السؤال هنا أيهما أقوى خدمة القديس للخاطى أقوى , أو خدمة الخاطى للخاطى أقوى ؟ الحقيقة خدمة الخاطى للخاطى أقوى لأنه أصبح واحد منهم وعلى نفس مستواهم وعلشان كدة لما بيقول فى المزمور الخمسين فى الأجبية (51 فى الكتاب المقدس ) أرحمنى يالله كعظيم رحمتك وتغفر لى خطيتى وتنقى قلبى وتطهرنى ............ 13فَأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ وَالْخُطَاةُ إِلَيْكَ يَرْجِعُونَ. فأعلم الأثمة طرقك والمنافقين أليك يرجعون , وهى دى النتيحة , فيونان ذهب فعلا فى خضوع وفى طاعة لكلام الله , ونرجع للسؤال الأخير الذى سألته فى الجزء السابق طيب ياترى طاعة يونان دى كانت طاعة حقيقية ؟ وكانت طاعة نتيجة حب لأهل نينوى ؟ الحقيقة لازالت إجابة هذا السؤال مؤجلة للإصحاح الرابع لأنه ماكانتش طاعة نتيجة إقتناع للى هو بيعمله , لكن كانت مجرد خضوع لكلام ربنا , وحايضغط على نفسه وحا ينفذ الكلام غصب عنه لأنه خايف , وهو لسة طالع من جوف الحوت حايعمل أيه مش حايعند وإلا حاياخد على دماغه , فكان يونان بيضغط على نفسه من أجل الطاعة مجبر وبينفذ أمر الله بالخوف ولكن جوه قلبه كان فى تذمر وده اللى حايظهر فى الإصحاح الرابع , تذمر يونان كان من الداخل وهذا التذمر حايطلع فى حينه كما سنرى , ويونان كان بيرمز للناس اللى بتمشى بالعصاية ومابتمشيش بالناعمة , ولما ياخد على دماغه ولما يتضرب بالعصاية يمشى لكن ماهياش طاعة قلبية نتيجة حب , كانت طاعة ظاهرية أضطر إليها بعد التجربة المريرة اللى عاشها إلا أنه ظل فى الداخل كما هو فى نظرته لتلك الشعوب الوثنية ولهؤلاء الأعداء وعلشان كدة حانشوف فى كرازته أنه بيروح يقول لهم كلمتين بعد أربعين يوم تنقلب المدينة وماقالش غيرهم يعنى حاتهلكوا حاتهلكوا ولم يكلمهم عن ربنا وعن رحمة ربنا وإن ربنا ممكن يغفر , طيب صلحوا طريقكم , الحقيقة هو لم يعطيهم أى أمل ولم يعطيهم أى رجاء كل اللى قاله بعد أربعين يوم ستنقلب نينوى يعنى حاتضيعوا حاتضيعوا لم يعطيهم أى تعزية ولم يكلمهم عن محبة ربنا الغافرة , طيب يا يونان ده أنت لسة ربنا غافرلك , لكن أخفى كل هذا عن أهل نينوى , وبعدين بيقول وأما نينوى مدينة عظيمة لله , ونلاحظ أنه لما بيذكر كلمة نينوى بيكتب جنبها مدينة عظيمة , طيب أيه سر عظمة نينوى , فهل سر عظمتها فى إرتفاعها وفى حضارتها وفى قوتها وفى إمكانياتها وفى طبيعتها الخلابة ؟ لأ ولا واحد مما ذكر لكن كما سنرى أن سر عظمتها فى توبتها لأنها قدمت نموذج للتوبة خطير جدا جدا جدا أكثر من شعب إسرائيل , لأن نينوى تابت من كلام نبى واحد , وشعب إسرائيل ربنا بعث إليه أنبياء كثيرين , وهؤلاء الناس لم يذهب إليهم غير واحد هو يونان , ونتأمل شوية نجد أن الناس دى ماشافتش معجزات لأن يونان ماعملش قدامهم معجزات , وعكس شعب إسرائيل ربنا بعث لهم أنبياء صنعوا معجزات قدامهم , موسى اللى شق البحر وأنزل المن والسلوى , وإيليا اللى أنزل نار ووو.... ومع هذا اللى أتصنع قدامهم معجزات ماقدروش يتوبوا , ولكن اللى ما أتصنعش قدامهم أى معجزة قدروا يحققوا توبة تفرح قلب ربنا , ده شعب إسرائيل ربنا بعت له تعزيات كثيرة وأتكلم عن رحمته , يبعت لهم حزقيال يقول لهم ربنا بيقول لكم لا أسر بموت الخاطى كما يرجع ويحيا , يبعت لهم أشعياء يقول لهم ربنا بيقول لكم هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج , ربنا قاعد يحايلهم ومع كل هذا لم يتوبوا ! , بينما نينوى بيتوبوا من غير ما يسمعوا أى كلمة تعزية أو رجاء أو تشجيع بل كل الكلام اللى سمعوه بعد أربعين يوم تنقلب المدينة يعنى تهديد بالهلاك وبالدمار , والعجيب أن أهل نينوى تابوا ومحدش كلمهم عن التوبة نهائى أو دعاهم للتوبة , ومن غير ما يعرفوا حاجة عن طبيعة ربنا أو رحمة ربنا , لكن أستطاعوا أن يعيشوا الرحمة والرجاء , ويونان ماكانش عايز يعطيهم رجاء ولم يقل لهم أى رجاء لكن قدروا يأخذوا لنفسيهم رجاء زى ما حانشوف , وعلشان كدة كانت عظمة تلك المدينة بالرغم من أن كل الظروف المهيأة ليها واللى يونان حاول يعطلها لكن قدروا يقدموا توبة عظيمة جدا من غير ما يسمعوا أو يشوفوا أى كلمة أو أى معجزة أو أى قول عن رحمة ربنا أو عن غفران ربنا , لكن قدروا بالرغم من كل ده يتوبوا ومش بس يتوبوا لكن كمان يحققوا توبة على أعلى مستوى , وعلشان كده اهل نينوى بيوبخونا إحنا اللى عندنا مواعيد ربنا ومراحم ربنا وحب ربنا وإعلانات ربنا الكثيرة وأحنا قاعدين متكاسلين ومش قادرين نقدم توبة حقيقية , بينما الناس الغريبة واللى ما يعرفوش حاجة واللى ما عندهومش رجاء بيقدموا توبة حقيقية , وسر عظمتها أنها كانت مدينة عظيمة لله يعنى بتاعة ربنا , وهو ده سر العظمة أنها لربنا وعلشان كده نينوى بترمز لكل نفس فينا بالرغم من شرورنا اللى صعدت للسماء لكن الله بينظر إلينا أنت وأنا وأنتى كمدينة عظيمة له بتاعته , ملكه , ولا يشاء أنه يهلكنا أو إنه يرفضنا وبالرغم من شرورنا لكن ربنا يستطيع أن يقدر قيمة أنفسنا , أننا مدينة عظيمة ليه بتاعته وده اللى بيقوله ربنا فى أشعياء 43: 1 1 وَالآنَ هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ خَالِقُكَ يَا يَعْقُوبُ وَجَابِلُكَ يَا إِسْرَائِيلُ: «لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي. دعوتك بأسمك أنت لى يعنى بتاعى , وبعدين بيقول مسيرة ثلاثة أيام , وهذه الثلاثة أيام بيشيروا إلى أبعاد الإنسان النفس والجسد والروح , نفسك بتاعة ربنا و جسدك هيكل لله وروحك دى ملك لله , وعلشان كده الله مازال ينظر إلى كل نفس فينا بإن قيمتها غالية جدا جدا جدا عنده مهما إن كان شرى ومهما إن كانت خطيتى .

4* 4فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ وَنَادَى: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَنْقَلِبُ نِينَوَى». مشى يونان مسيرة يوم واحد أو مشى بعد واحد فقط معاهم اللى هو البعد الجسدى , وقال بعد أربعين يوم حاتموتوا كلكم , يونان مشى يوم واحد وأدرك البعد الجسدى اللى بيخوف كل الناس , ما هو كل الناس دلوقتى أكثر حاجة تخاف منها هى أيه ؟ الجسد لأن اللى حايموت هو الجسد , ويخافوا يعنى يتعوروا وهى دى أكثر حاجة تخوفهم , لكن يخاف على روحه لأ , لأن الروح دى يفكر فيها بعد الجسد ورغبات الجسد والطبطبة على الجسد وبعدين يبقى يفكر فى موضوع الروح ده , ورقم ثلاثة أيضا بإستمرار إشارة إلى حياة القيامة او للحياة الجديدة , وهو لم يكمل غير مسيرة يوم وكان وصل الخبر أنه بعد أربعين يوم تنقلب المدينة , وكما قلنا من قبل أن رقم أربعين يرمز لإكتمال دورة الزمن , يعنى حاياخدوا فرصتهم كاملة فى الحياة , وبعد ما يكتمل دورة الزمن لأن الجنين بيقعد فى بطن أمه أربعين أسبوع , وبعد الأربعين أسبوع بيبقى قادر على الحياة والإنفصال عن الأم وتكتمل دورة زمنه , ولكن أيضا فى المعنى الرمزى الجميل فى عمل يونان أن السيد المسيح بعد موته وقيامته أنه ضم للكنيسة الناس الأمميين , وكلنا نعرف قصة كيرنيليوس القائد الأممى وأنضمامه للكنيسة فى سفر أعمال الرسل , وهو نفس اللى عمله يونان بعد ما طلع من جوف الحوت راح وكرز للأمم وضمهم لشعب الله كما يقول السيد المسيح فى يوحنا 10: 16 16وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هَذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ. لى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة يعنى حظيرة إسرائيل ينبغى لى أن آتى بهؤلاء الأخر أيضا وتكون رعية واحدة لراعى واحد , فكان فى العمل الرمزى الجميل اللى عمله يونان أنه ضم الأمم لكنيسة الله .

5* 5فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادُوا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحاً مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ.هو رد الفعل العجيب اللى عملوه كان فعلا غريب , طيب الناس دى ليه تابت ؟ طيب ما فى ياما شعوب كانت عايشة فى الخطية وربنا بعت لها إنذارات ولكن ولا همها حاجة تماما مثل سدوم وعمورة , ولوط يقول لهم ده ربنا مزمع أنه يهلك المدينة فضحكوا عليه , طيب أيضا أيه اللى يجعل ناس زى سدوم وعمورة ما تصدقش ؟ وناس زى أهل نينوى يصدقوا التهديد اللى جاى ليهم يا ترى أيه الفرق ؟ الحقيقة الإجابة بسيطة وهى الإستعداد القلبى , وعلشان كدة لما بيقول أنها كانت مدينة عظيمة لله وصحيح هى بعيدة عن ربنا لكن هى بتاعة ربنا وهى مدينة عظيمة لله لأستعدادهم القلبى أنهم يصدقوا ويتغيروا , وعلشان كدة الموقف بتاع كل كلمة هى نفس الكلمة بتنطق , لكن واحد بيقبلها وتكون ليه خلاص , وواحد آخر بيستهزأ بيها وبيحتقرها وبيرفضها فبتكون ليه هلاك , فآمن أهل نينوى بالرغم من أن كل الظروف لم تساعدهم ولم تشجعهم على هذا الإيمان , وهذا اللى جعل السيد المسيح يقول حاجة جميلة عن أهل نينوى فى إنجيل لوقا 11: 29- 30 29وَفِيمَا كَانَ الْجُمُوعُ مُزْدَحِمِينَ، ابْتَدَأَ يَقُولُ: «هَذَا الْجِيلُ شِرِّيرٌ. يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَانَ النَّبِيِّ. 30لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى، كَذَلِكَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضاً لِهَذَا الْجِيلِ.طيب هو يونان كان آية أو معجزة لأهل نينوى ؟ وأيه المعجزة اللى عملها يونان لأهل نينوى ؟ الحقيقة بيسموا سفر يونان (فصح يونان ) وبيسموا قيامة السيد المسيح بعيد الفصح وكلمة فصح معناها عبور من الموت إلى الحياة من كلمة بصخة أو PASS OVER أو عبور الملاك المهلك وإنتقال من الموت إلى الحياة , فيونان نقل أهل نينوى من الموت إلى الحياة من خلال كرازته تماما كم أن السيد المسيح فصحنا الذى ذبح لأجلنا , ونقلنا نحن من الموت إلى الحياة .

5*و6* 5فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادُوا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحاً مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. 6وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. لذلك هم آمنوا , وكلمة تغطى بمسوح , وكلمة مسوح تعنى اللبس الخشن أو جلد الماعز اللى لونه أسود , وكلمة المسوح دائما إشارة إلى التوبة, طيب ليه إشارة للتوبة لأن ذبيحة الخطية كانت تقدم من الماعز , فهم كانوا بيلبسوا جلد الماعز (المسوح) كأنهم متغطيين بالذبيحة وهى تعنى الكفارة أو cover تغطى وتستر , فالتوبة معناها أنهم مستغطيين بالذبيحة , وبعدين بيقول وجلس فى الرماد , وذلك يعنى الإتضاع .

7* 7وَنُودِيَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئاً. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. يعنى مش بس الناس اللى تابت ده كمان توبوا حيواناتهم , تقديس البشرية والخليقة وكأنهم شاعرين أنهم عاشوا فى الشر وحيواناتهم كمان عاشت معاهم فى الشر , إذا الإنسان هنا بيقدس نفسه ويقدس أيضا ما يملك لأن الإنسان هو تاج الخليقة أو رئيس الخليقة .

8* 8وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ وَيَصْرُخُوا إِلَى اللَّهِ بِشِدَّةٍ وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ وكأن الكل محتاج لغطاء وعلشان كده بيقول فى رومية8: 19 19لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. وبيقول يصرخوا إلى الله بشدة , لأن التوبة فى معناها الجميل هى صرخة لله بشدة , وقد رأينا لحد دلوقتى ثلاثة نماذج من الصرخات 1- أهل السفينة (الملاحين) قاموا صرخوا 2- يونان فى جوف الحوت يقول له من الهاوية صرخت إليك 3- وهنا أهل نينوى يصرخون بشدة إلى الله , وعلشان كده كل واحد بيصوم صيام يونان يسأل نفسه هذا السؤال لما يعدى عليه الصيام , ياترى الصيام ده أنا صرخت لربنا وبشدة , وكلمة بشدة تعنى شدة الحاجة إلى رحمة الله , والموضوع ليس فقط لطف وعدم أكل وإتضاع وصراخ , ولكن يرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة , يعنى خطية البحارة عدم معرفة الله , وخطية يونان عدم الخضوع والتسليم والطاعة لربنا , وخطية أهل نينوى السلوك الردىء اللى محتاج أنه يتغير , ولذلك التوبة ليست فعل ندم ولكن هى فعل رجوع , وليس فقط يرجعوا عن الطريق الردىء ولكن يرجعوا أيضا عن الظلم اللى أنت بتظلم بيه ربنا , والظلم اللى أنت بتظلم بيه الآخرين , والظلم اللى أنت بتظلم بيه نفسك , فيلترى أنت ظالم ربنا وآكل حقه ولا تعطى لربنا حقه لا وقته ولا مشاعره ولا فلوسه ولا العبادة اللائقة ولا الإحترام اللائق , وياترى أنت بتظلم ربنا وأسهل حاجة تدوس عليها هى حاجة ربنا, و لما بتتزنق فى الوقت , فالوقت الوحيد اللى أنت ممكن تستغنى عنه بمنتهى السهولة هو وقت ربنا , لكن مش ممكن تستغنى عن وقت أكلك ولا نومك ولا فسحتك لكن ممكن تستغنى عن وقت ربنا ولا تصلى ولا تذهب إلى الإجتماع , ولما بتتذنق فى الفلوس , فالحاجة الوحيدة اللى ممكن تأكلها وتظلمها فلوس ربنا , فأرجع عن الظلم اللى أنت بتظلم بيه ربنا , وأيضا عن الظلم اللى أنت بتظلم بيه الآخرين لما بتدينهم وتحتقرهم وتتكلم عليهم وتغضب منهم , وأيضا الظلم اللى أنت بتظلم بيه نفسك لأن فى كل مرة أنت بأعمل الخطية أنت بأظلم نفسك وبتهلك تلك النفس , وعلشان كدة إحنا محتاجين أننا نصوم بمفهوم جديد , ومش بنصوم تكفيرا عن خطايانا , فلا نصوم من أجل الخطية , ولكن نحن نصوم عن الخطية أو نمتنع عن الخطية لأن مفيش حاجة بتكفلرعن الخطية إلا دم السيد المسيح.

9*و10*9لَعَلَّ اللَّهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجِعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ».10فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ كما قلت يونان لم يكلم أهل نينوى عن أى رجاء أن ربنا ممكن يغير الحكم اللى حكم بيه , لكت حلاوة أهل نينوى أنهم قدروا يوصلوا لهذا الرجاء بتوبتهم وبجهادهم بينما الشعب (شعب إسرائيل) اللى كان عنده رجاء وكان عنده مواعيد لم يستطيع أن يصل للى وصلولوه أهل نينوى , وشعب نينوى هو اللى حدد الكلمة و قال لعل الله يعود ويندم , مع أن الشغلانة دى كبيرة جدا بالنسبة لربنا , طيب هو ربنا إنسان علشان يندم؟ وهو ربنا بيتغير ؟ لكن العجيبة أن ربنا أعطاعم حسب إيمانهم فبيقول كده فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الردية ندم الله ,وكلمة يندم فى الأصل العبرى nâcham أو ناخام وتعنى to sigh أو يتنفس الصعداء وتعنى to pityأويشفق ويرحم وتعنى rueأو أسف والمهم أن هذه هى كانت إشتياقهم وهذه هى طلبتهم , ومش هو ده عقلهم المحدود المفهوم واللى يقدر يفهمه , فربنا قال طيب أنا سأعطيه لهم لأن ربنا لا يندم لكن هذه هى اللغة اللى أحنا بنتكلم بيها , وربنا لا يتغير لكن أحنا اللى بنتغير وأحنا اللى بنغير موقفنا وإتجاهنا أمام الله وبننقل نفسينا من الشمال إلى اليمين ومن العصيان إلى الطاعة , وبالتالى موقف الله تجاهنا بيتغير , ربنا لا يتغير لكن أحنا اللى بنتغير فأجرة الخطية موت ولكن بتوبتنا بنكتسب حياة لأن ربنا لا يتغير ,لكن بتوبتنا موقف الله بيتغير لأنه بيرى صورة أبنه الحبيب اللى دفع ثمن الخطية عنا ودمه اللى غطانا وبيغطينا كلنا إلى المنتهى وبتوبتنا الحقيقية فالله بيشفق علينا ويضمنا إلى ملكوته طول ما أحنا متحدين بإبنه ولا ننفصل عنه , والعجيب أن هؤلاء الناس اللى محدش رضى يعطيهم رجاء أو محدش رضى يعطيهم أمل بل هم أستطاعوا أن يوصلوا للأمل بنفسيهم وهو ده الإستعداد اللى عندهم للتغيير , وبيقول ولما رأى الله أعمالهم , يعنى ربنا ماشافش المسوح اللى لابسينها أو شاف الصوم اللى صايمينه أو الصراخ اللى بيصرخوه , لأ ربنا شاف التغيير اللى موجود فى حياتهم وأنهم رجعوا عن طرقهم الرديئة ورجعوا عن الظلم , وبعدين بيقول فلم يصنع بهم هذا الشر , ولذلك أكرر التوبة يجب أن تكون فعل رجوع ورجوع مستمر لأنهم صرخوا لربنا بشدة والسؤال اللى لازم الواحد يسأله لنفسه كم مرة بكيت فيها فى حياتك؟ الإجابة كثيرا جدا ويتبع ذلك السؤال ده طيب بكينا على أيه؟ ستجد أننا بكينا إما على حاجة كانت معانا وفقدناها كشخص بيموت أو حاجة أتسرقت منا وإما حاجة كنا عايزينها وماطولناهاش أو بنتماها ومقدرناش نأخذها كمنصب معين أو زوج أو زوجة معينة , هو ده اللى أحنا بنبكى عليه, لكن كم واحد منا بكى على الخطية اللى جرح بيها ربنا ومين اللى أنزل دموع من أجل الغلط اللى بيغلطه فى حق ربنا ؟ الحقيقة لم نصرخ إلى الله بشدة ولم نصرخ إلى الله بتوبة , وعلشان كده هذا الإصحاح بيورينا أن ربنا بيبحث عن كل إنسان , لما بحث عن أهل السفينة وأرجعهم وبحث عن يونان وتوبه وبحث عن أهل نينوى وتوبهم , وإذا كان الإنسان مش عايز ييجى لحد ربنا , وربنا بيقول أنا حأروح لحد الإنسان وإذا كنتوا مش عايزين تأتوا إليا , أنا حآجيلكم , وربنا لما يأتى إلينا , لا يجد أن هذا ضد كرامته , ولكن هذا هو حبه اللى بيجعله يسعى ناحيتنا إذا كنا أحنا مطنشينه ومش عايزين نروح له , والحقيقة ربنا علشان يجيبنا إليه قد يلجأ إلى أساليب متنوعة , وقد يلجأ أنه1- يخيف 2-ويهدد 3-ويعاقب 4-ويقنع 5-ويتفاهم 6-ويلاطف , يعنى أهل نينوى ربنا كان عارف أنهم كويسين فايدوبك أستخدم معاهم أسلوب تهديد , وأهل السفينة كانوا ناس جامدين شوية فربنا عمل معاهم ضربة خفيفة فقط الريح تهيج شوية زيادة , ويونان هو عارفه واعر قوى بلغة الصعايدة طيب ندخلك لحد جوف الحوت ونعطيك علقة تمام , ولكن الجميل أن الله حتى فى عقابه فحكمه دائما قابل للنقد , بالبلدى ربنا مش بيضيق عقله ويقول هى دى كلمة واحدة أنا قلتها تنقلب المدينة يعنى تنقلب لأ ده ربنا عنده إستعداد أنه ينقد أحكامه وإنه يغير كلامه وربنا عنده إستعداد إنه يتفاهم مع الإنسان ( لا يشاء موت الخاطىء مثلما يرجع ويحيا ) , وأحنا كبشر ماعندناش إستعداد نتفاهم حتى مع بعض , لكن الله عنده إستعداد يتكلم مع الإنسان ويتحاجج معاه لحد ما يقنعه ولحد ما يلاطفه , وسنرى يونان فى الإصحاح الرابع بيقول لربنا مش الكلام ده أنا قلته من قبل كده , فأيه داعى إن أنا أروح وأنت حاتغفر لهم وأنا كنت عارف كدة , وأيه اللى جعلك تتعبنى وتبهدلنى البهدلة دى كلها , ويونان نجده ما زال متشبث برأيه , ما هو أنا قايل لك كده يارب من الأول , بينما ربنا يرجع فى كلامه ولا يمحو المدينة , وعلشان كده بيقولوا أن الإنسان اللى عنده الإحساس بالنقص هو الإنسان اللى دايما بيتمسك برأيه وبكلامه ولا يعطى لنفسه فرصة للتفكيروالرجوع عن تشبثه وإزاى يطلع أنه غلطان , لأنه عنده إحساس بالنقص , لكن ربنا لا يوجد عنده إحساس بالنقص وبالكرامة , ولذلك ربنا سهل جدا مش يغير أحكامه لأن إحنا قولنا إننا أحنا اللى بنتغير , ولكن ربنا بيتنازل قدام الإنسان ويقول له لكن المهم أنك ترجع والمهم أنك تتغير , وبنشوف الملك بيخلع ردائه , والملك هو رمز للإرادة اللى بتبقى فى حياة الإنسان , والملك هو الذى يملك الإرادة الإنسانية , لما تبقى إرادتى تقوم وتتضع وتنحنى قدام ربنا , وكلمة العظماء هى إشارة إلى المواهب والقدرات والإمكانيات , فالعظماء يبتدوا يعملوا لحساب ملكوت الله , وكلمة البهائم تشير إلى الجسد ,وكثير من القديسين يطلقون على الجسد البهيمة , وكل ده فى الإنسان يتوب ويتغير وكل ده يعمل لحساب الملكوت ولحساب العودة إلى الله , فكانت إستجابة الشعب سريعة وكانت إستجابة مثمرة من خلال إيمان وتوبة وإنسحاق لأن كان عندهم إستعداد قلبى , وعلشان كده اللى جذب ربنا ليهم ليس صومهم ولكن القلب التائب لأن الحاجة العجيبة أن اليهود صاموا لكن ربنا لم ينظر لصيامهم وده بنلاقيه فى أشعياء 58: 3 3يَقُولُونَ: «لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟» هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. علشان كده مش موضوع الصيام اللى ربنا بينظر إليه أن أنا صايم أو مش صايم , واللى ربنا بينظر إليه أنا صايم وقلبى تايب والا لأ , فالصوم ليس تعذيب للجسد بل إصلاح للحياة وصراخ بشدة إلى الله , فنرى أمام هذا التغير الهائل أن الله بيغير الحكم اللى حكم بيه على نينوى , وربنا بيغير وضعه فأصدر حكمه , وربنا كما قلت لم يتغير لأن حكمه بالهلاك كان على نينوى الخاطئة ولكن ليس على نينوى التائبة , وحكمه بالحياة كان لنينوى التائبة وليست نينوى الخاطئة , وفى واقع الأمر الكلمة اللى قالها يونان بعد أربعين يوم تنقلب المدينة , نجد أن فعلا المدينة أنقلبت لكن أنقلبت بطريقة مقدسة وبطريقة أخرى , وهنا التهديد بالخطر جاب نتيجة مع هذا الشعب وسبب لهذا الشعب خلاص من الخطر , وربنا لايقصد إهلاك نينوى ولكن يقصد إهلاك الشر الموجود فى نينوى وعلشان كده أعلن الحكم لكى ما يبطله , والحاجة الغريبة إذا كان فرح السماء بخاطى واحد يتوب , فتخيلوا بقى مدينة كلها وربنا بيقول عليهم 12 ألف ربوة أو 120 ألف نفس , فقد أيه بيكون فرح ربنا بهؤلاء ال 120 ألف نفس , وأيضا فرح الملايكة بيهم , يعنى الكل كان فرحان بتوبة نينوى إلا واحد وهو يونان , بالرغم من أن شغلة يونان كنبى هو خلاص الناس وتتويب الناس , ما هو موقف يونان من توبة أهل نينوى ومن الله ؟ هو ده اللى حانتابعه فى الأصحاح الرابع .
والى اللقاء مع الجزء الخامس والأخير من التأملات والقراءات فى سفر يونان النبى , راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
أخوكم +++ فكرى جرجس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى الجزء الثالث
تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى الجزء الثانى
تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى الجزء الأول
تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى الجزء الرابع
تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى الجزء الثانى


الساعة الآن 07:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024