منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 02 - 2014, 12:20 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,272

تأملات في سفر نشيد الأناشيد البابا شنوده الثالث
مقدمة: روحانية السفر ورموزه
اسمه نشيد الأناشيد، وأغنية الأغنيات ترجمة إسم هذا السفر في الإنجليزية: The Song of Songs. أي أنه لو اعتبرت جميع الأناشيد كلامًا عاديًا، يكون هذا السفر هو نشيدها وأغنيتها.. كتبه سليمان الحكيم شعرًا..
الروحيون يقرأون هذا السفر، فيزدادون محبة لله. أما الجسدانيون، فيحتاجون في قراءته إلي مرشد، لئلا يسيئوا فهمه، ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية.
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
هذا هو سفر الحب

نفهم منه أن الله منذ القدم كان يريد أن تكون العلاقة بيننا وبينه هي علاقة حب. ولعل هذا واضح مما ورد في سفر التثنية "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قوتك" (تث 5: 6). وقد قال السيد المسيحإن وصية الحب هذه، يتعلق بها الناموس كله والأنبياء (مت22: 27-29).

تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
سفر النشيد يتحدث عن المحبة الكائنة بين الله والنفس البشرية، وبين الله والكنيسة، في صورة الحب الكائن بين عريس وعروسه.
سفر النشيد يتميز بكثير من الآيات الذهبية الشهيرة التي يستخدمها الوعاظ بأستمرار مثل " اجذبني وراءك فنجري"، "أنا سوداء وجميلة"، خذوا لنا الثعالب، الثعالب الصغار المفسدة للكروم"، "أنا نائمة وقلبي مستيقظ"، "حبيبي لي وانا له، الراعي بين السوسن"، "حلقة حلاوة، وكله مشتهيات"، "المحبة قوية كالموت"، مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة"..
ولكي نفهم سفر النشيد، لابد أن نفهمه بطريقه رمزية، وليس بتفسير حرفي.
إن التفسير الحرفي لسفر النشيد بمفهوم جسداني هو تفسير مُنَفِّر ولا يتفق مع روح الوحي، ولا مع مدلول الالفاظ.
وهذ السفر لا يصلح إلا للمتعمقين في الروح، الذين لهم عمق في التأمل، والذين لا يأخذون الألفاظ بفهم سطحي. إنه ليس للمبتدئين، بل للناضجين. وقديما لم يكن أحد يقرأه الإ بإذن وبأشراف أبيه الروحي.
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
هناك آيات في السفر لا يمكن أن تؤخد بمعناها الحرفي.

مثال ذلك قوله "من هي المشرقة مثل الصباح، جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية" (نش 10: 6). وأيضا ذكرت عبارة "مرهبة كجيش بألوية" في (نش 4: 6).
إن عبارة (مرهبة كجيش بألوية)، لا يمكن أن تقبلها حبيبة علي نفسها، فكيف تقبل المرأة أن توصف بأنها تثير الرهبة والخوف، بينما النساء من المفروض فيهن أن يتميزن بالرقة؟!
أما إن أخذنا العبارة مشيرة إلي الكنيسة والنفس البشرية، فإن المعني يبدو واضحًا في مفهومه الروحي.
لأن الكنيسة يمكن أن تكون مرهبة بالنسبة للشيطان والعالم، ومخيفة لقوي الشر مثل جيش بألوية "أي من عدة لواءات".. كانت الكنيسة مرهبة للفلسفة الوثنية، ومرهبة لكهنة وعبدة الأصنام، ومرهبة للإنحراف والفساد.. لانها كانت طاهرة كالشمس.
ونفس الوضع بالنسبة الي النفس البشرية.
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
وعبارة "جميلة كالقمر" لا يمكن أن تتمشي مع عبارة" أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم" (نش 5: 1).
فكيف تكون سوداء "كخيام قيدار"، وفي نفس الوقت جميلة كالقمر؟!، والقمر في جماله ليس فيه سواد.
ولكن السوداء – في المفهوم الرمزي – هي كنيسة الامم.
التي لم تكن تنتمي الي الآباء والأنبياء، وكانت غريبة عن رعوية الله وعن العهود والمواعيد والشريعة. وبلا رجاء (أف2: 12). ولكنها صارت جميلة كالقمر، بالبر الذي نالته في المسيح، وصار جمالها كاملًا ببهائه الذي جعله عليها (حز 14: 16) وبذمه الذي محا خطاياها.
فهي تخاطب مؤمني العهد القديم "بنات اورشليم" وتقول لهن "أنا سوداء وجميلة يا بنات اورشليم".. سوداء في اصلي وماضي، وجميلة في حاضري.
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
وعبارة "جميلة كالقمر" تحمل معني روحيًا وعمليًا في منتي العمق والجمال. فالمعروف عن القمر أنه كوكب مظلم يستمد نوره من الشمس. فطالما تلقي الشمس عليه نورها، يصير جميلًا.. فهذه الشعوب السوداء التي كانت بلا إيمان، وليس لها جمال في ذاتها: عندما القي الله عليها نوره، صارت جميلة كالقمر الذي ليس له جمال في ذاته وانما يستمد نوره وجماله من الشمس.
التشبيه إذن واضح، في السواد وفي الجمال. في السواد الذي تتصف به طبيعتنا الخاطئة، والجمال الذي يهبه لنا الرب في فدائه العجيب وفي الطبيعة الجديدة التي نولد بها في المعمودية.
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
وعبارة "عيناك حمامتان" (نش 1: 5)، تحمل نفس المعني الروحي الجميل.
وقد تكررت عبارة "عيناك حمامتان" في (نش4: 1)
العين تمثل البصيرة. والحمام يرمز أحيانا الي الروح القدس، كما يظهر هذا في قصة العماد (مت 3: 16).. وأحيانًا يمثل المحرقة التي يقدمها الفقير الي الله (لا1: 14).
فعندما تكون العينان بالمعني الاول، فمعني ذلك أن الإنسان يتميز ببصيرة روحية، وبفهم روحي. كأن عينة هي الحمامة التي ترمز الي الروح القدس. فنظرته الي كل الامور هي نظرة روحية مقدسة، غير نظرة أهل العالم.
وعندما تكون العين حمامة بمعني ذبيحة الفقير المسكين، إنما تعني إنسحاق النفس، أي مسكنة الروح
(مت5: 3). كأنسان يقدم ذاته ذبيحة مرضية لله، حسبما أمر الرسول (رو12: 1)، في إنكسار قلب، يطيع حتى الموت.
وعندما تكون العينان حمامتين، فأنهما تمثلان المعنيين معًا.
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
وبنفس المعني الاخير يمكننا أن نفهم قول الرب:
حولي عينيك عني، فانهما قد غلبتاني (نش6: 5)
فالنفس البشرية التي لها عينان منسحقتان مملوءتان بالدموع، يظهر فيها إنسحاق القلب، هي النفس التي تجاهد مع الله وتغلب. ويقول لها الرب "حولي عينيك عني، فانهما قد غلبتاني" إنها مثل يعقوب المنكسر الضعيف، الذي جاهد مع الله وغلب، قائلا للرب "لا أتركك حتى تباركني" (تك32: 26، 28).. ونال البركة هناك.
لأن الذبيحة لله روح منسحق. القلب المنخشع والمتواضع، لا يرذله الله (مز51: 17)
حقًا إن النفس الباكية، التي ترفع عينيها الي الله مملوءتين بالدموع، هي التي قال لها "حولي عينيك عني".
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
وتشبيه العين بالحمامة يحمل معني روحيًا اخر.
فالحمامة رمز للبساطة والنقاوة. ولذلك يقول الرب: "كونوا بسطاء كالحمام" (مت10: 16). فالعين التي تشبه بالحمامة، إنما تتصف أيضًا بالبساطة. وقد قال الرب عن ذلك
" إن كانت عينك بسيطة، فجسدك كله يكون نيرًا (مت6: 22)
فالعين التي تشبه بالحمامة، ترمز للنظرة البسيطة الي كافة الامور.. الي الحياة البريئة الطاهرة البعيدة عن التعقيد.. كان آدم في بدء حياته بسيطًا لا يعرف سوي الخير قبل أن تتعقد حياته وتصبح خليطًا مركبا من خير وشر، بعد أن أكل من شجرة معرفة الخير والشر..
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
وهكذا في سفر النشيد نجد العروس تقول عن العريس الذي هو المسيح:
" عيناه كالحمام علي مجاري المياه" (نش5: 12).
أي أن بصيرته بالروح القدس. لانه إن كان المؤمن العادي "تفيض من بطنه انهار ماء حي"
اي الروح القدس (يو7: 38، 39)، فكم يكون بالأولي السيد المسيح الذي الروح القدس ثابت فيه أقنوميًا..
ولذلك حسنًا قيل "كالحمام علي مجاري المياه" فبهذا شبه الرجل البار في المزمور الاول بأنه "مثل الشجرة المغروسة علي مجاري المياة" (مز1: 3)
إن هدفنا في هذه المقالات الأولي من تأملاتنا في سفر نشيد الأناشيد، أن ندخل إلي روح السفر، ونفهم مدلولاته ورموزه، حتى يساعد هذا الأمر علي التفسير الصحيح المرتب المتناسق (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)..
إن سفر النشيد ليس غزلًا كما يتهمه بعض الناقدين، وانما هو تعبير عن المحبة المتبادلة بين الله والنفس البشرية، وصفات النفس التي تحبه.
فالله لا يريد أن تكون علاقتنا به علاقة رسميات، وعلاقة خوف ورعب من لاهوته وجلاله. إنما يريد أن نكون أحباء له، لأنه محب للبشر. وهو الذي قال "لا أعود أسميكم عبيدًا.. بل أحباء" (يو15: 15).
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
كل ما في الله من صفات جميلة، يدعونا الي أن نحبه: كل حنوه وعطفه ولطفه. من أجل هذا قيل في سفر النشيد:
"لذلك أحبتك العذاري" (نش1: 3)
والمقصود بالعذاري النفوس التي لاتهب ذاتها لآخر. أي النفوس المتفرغة لله وحده، المخصصة له.. كما قال الشاعر عن أمانيه وأماله التي لم تخطر بقلب اخر:
امان عذاري لم يجلن بخاطرِ وبعض أماني القوم شمطاء ثيّبُ
أي أنه تحبك يا رب النفس العذراء التي لم تهب ذاتها للعالم ولا لشهواته. ولم يمتلك قلبها حب إنسان ما. وفي ذلك قال القديس بولس" خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو 11: 2).
ومن أجل هذا ايضا شبه الرب النفوس التي تطلبه وتنتظر ملكوته السمائي "بخمس عذاري حكيمات". والمقصود بهن كل المؤمنين الصالحين، رجالا ونساء، متزوجين وبتوليين. ماداموا لم يهبوا أنفسهم للعالم.
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
أيضًا عبارة (أحبتك العذارى) لا تدل على أن السفر هو أغنية غزلية من محبوبة إلى حبيبها. فالتى تحب شخصًا حبًا جسديًا لا تحتمل غيرتها أن تحبه عذارى، غيرها..
ولا تجاهر بحب العذارى له في أفتخار. بل يقال مثل هذا عن المحبة الإلهية. فالنفس التي تحب الله، تريد أن جميع الناس يحبونه، وتفرح بهذا.
فكيف تقبل محبوبة أن يقول حبيبها بالأكثر " هن ستون ملكة، وثمانون سرية، وعذارى بلا عدد " (نش 8: 6) حتى إن كانت هى الفضلى بينهن!!
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
وبهذا الحب الإلهى، فإن عذراء النشيد تشرك كثيرات معها في محبتها. ولهذا أمثلة كثيرة.
* فهى تقول "اجذبنى وراءك فنجرى" (نش1: 4). فهى تريد الكل أن يجروا وراءه بدلًا من قولها " فأجرى".
وهى أيضًا تقول بأسلوب الجمع "نبتهج ونفرح بك ونذكر حبك أكثر من الخمر. بالحق يحبونك" (نش1: 4).
* وهى تشرك بنات أورشليم في علاقتها مع حبيبها.
فتقول " أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول، ألا تيقظن وتنبهن الحبيب حتى يشاء" (نش2: 7). وتكرر نفس العبارة مرة أخرى في (نش3: 5). ومرة ثالثة في (نش8: 3). وهى أيضًا تقول لهن " أحلفكن يا بنات أورشليم، إن وجدتن حبيبى، أن تخبرنه بأننى مريضة حبًا (نش5: 8).
إنما يجوز مثل هذه الصلة إن كانت كنيسة الأمم تتخاطب مع كنيسة أورشليم، بالطريقة الرمزية لفهم السفر.
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
كذلك كثير من التشبيهات في السفر، لا يمكن أن تؤخذ حرفيًا بين حبيب وحبيبته في غزل عالمى:
* مثل عبارة " شبهتك يا حبيبتى بفرس في مركبات فرعون" (نش1: 9). هل توجد فتاة تقبل تشبيهها بفرس في مركبات فرعون، أم أنها تقبل على العكس التشبيه الذي يدل على الرقة والأنوثة..
* عبارة " فرس في مركبات فرعون " تذكرنا بعبارة " مرهبة كجيش بألوية" (نش6: 10)
* وأيضًا من هى الحبيبة التي تقبل أن يقال في مديحها " عيناك مثل برك حشبون. أنفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق" (نش7: 4).
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
* كذلك من التي تقبل أن حبيبها يصف جمالها فيقول:
" شعرك كقطيع ماعز رابض على جبل جلعاد" (نش4: 1).
وأيضًا " أسنانك كقطيع الجزائر الصادرة من الغسل" (نش4: 2). وكذلك " عنقك كبرج داود المبنى للأسلحة. ألف مجن غلق عليه، كلها أتراس الجبابرة" (نش 4: 4).
إن الكنيسة إذا وصفت بالقوة: بالفرس، بجيش ذى ألوية، وببرج أسلحة داود، يكون هذا معقولا.. وبنفس الوضع توصف نفس المؤمن التي تحارب الشهوات والشياطين.
أما الغزل بين حبيبين، فلا يمكن أن يكون بهذا الوصف.
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
هناك كلمة أخرى، قد يتحرج منها القارئ الجديد لسفر النشيد:
وهى كلمة الثدى، والثديين.
* الثديان هما مصدر الرضاعة، ويرمزان إلى مصدر التعليم في الكنيسة.
ويدل على هذا قول النشيد " ليتك كأخ لي الراضع ثديى أمى (نش8: 1). وعن ذلك صرخت امرأة قائلة للسيد المسيح " طوبى للبطن التي حملتك، وللثديين اللذين رضعتهما" (لو11: 27). وعن هذين قال أبونا يعقوب في مباركته لإبنه يوسف " بركات الثديين والرحم" (تك 49: 25) أي بركات الولادة والرضاعة.
* وكما أن الثديين هما مصدر الرضاعة، هما أيضًا مصدر الشبع.
وهكذا قيل في سفر اشعياء النبى عن أورشليم "لكى ترضعوا وتشبعوا من ثدى تعزياتها" (أش66: 11). أما منع الطفل عن ثدى أمه، فهو شأن الظالمين الذي قيل عنهم في سفر أيوب الصديق "يخطفون اليتيم عن الثدى" (أى24: 9).
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
والثديان مصدر التغذية والشبع هما في الكنيسة العهدان القديم والحديث (الكتاب المقدس). وهما " الناموس والنعمة" (يو1: 17). أما بالنسبة لسفر النشيد (فى العهد القديم) فهو الناموس والأنبياء.
بهما يرضع الإنسان التعليم الصحيح من مصدر إلهى، فتشبع نفسه، وينمو في القامة الروحية.
ولأنهما معًا، لذلك قيل عنهما إنهما " كخشفتين توأمى ظبية" (نش7: 3) (نش 4: 5).
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
منهما يرضع المؤمن، وبتعليمها يطمئن.
كما قيل في المزمور " انت جذبتنى من البطن. جعلتنى مطمئنًا على ثديى أمى" (مز22: 9). والأم هى الكنيسة التي ترضعه الإيمان.
وهذه الأم الكنيسة تقول عن كل ابن من أبنائها "بين ثديى يبيت" (نش 1: 3) أي يبيت يرضع من التعليم السليم، من العهدين القديم والجديد، من الناموس والأنبياء، من الناموس والنعمة..
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
* ولأن تعاليم الكنيسة عالية وسامية، شبهت الكنيسةبالنخلة، وأثداؤها بالعناقيد.
كما قيل في المزمور " الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو" (مز92: 12).
وبنفس الوصف قيل عن الكنيسة في سفر النشيد "قامتك هذه شبيهه بالنخلة، وثدياك بالعناقيد" (نش7: 7).
فالمؤمن الذي يريد أن ينمو في قامته الروحية، عليه أن يصعد في مستواها، ليمسك بثديى أمة الكنيسة، ويرضع منها التعليم الروحى واللاهوتى ويقول مع سفر النشيد "قلت إنى أصعد إلى النخلة وأمسك بعنقودها" (نش7: 8).
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
ويتنبأ سفر النشيد عن كنيسة الأمم الناشئة، و يسميها "أخت ضغيرة" (نش8: 8).
هذه التي منها المرأة الكوشية التي تزوجها موسى النبى (عد12: 42). وكذلك اهل نينوى الذين تابوا بمناداة يونان. وقبل هؤلاء راحاب التي من أريحا، وراعوث التي من موآب (مت1: 5). وفى العهد الجديد كرنيليوس الذي عمده بطرس الرسول.
كل اؤلئك وأمثالهم، يذكرهم سفر النشيد فيقول:
"لنا أخت صغيرة ليس لها ثديان. فماذا نصنع لأختنا في يوم تخطب" (نش8: 8)..
نعم ليس لها ناموس ولا أنبياء.
ماذا نقول لهذه الأممية، حينما يقول القديس بولس الرسول " لأنى خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو11: 2).
ترضعها الكنيسة الأم من ثدييها، حتى ينبت لها ثديان.
تطعمها الزيتونة الأصلية من دسمها، مادامت قد صارت شريكة في أصل الزيتونة ودسمها" (رو 11: 17).
تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنوده الثالث
وعن كل مؤمن جديد، تقول له عذراء النشيد:
" ليتك كأخ لى، الراضع ثدى أمى. فأجدك في الخارج، وأقبلك ولا يخزوننى" (نش8: 1)..
أجدك بالافتقاد، وبالكرازة، والرعاية، وأنت " في الخارج" من الأمم، ومن خارج الكنيسة. فأقبلك، كما قبل بطرس كرنيليوس الأممى. ولم يخزه أحد لقبول هذا الأممى وأسرته، بعد أن " رأى السماء مفتوحة"، وقيل له " ما طهره الله، لا تدنسه أنت " (أع10: 11، 15).
نعم أن السماء مفتوحة، لترضع الأمم من ثدييها.
بهذا نفهم سفر النشيد، في معناه الرمزى.
ليس في هذه الكلمات فقط، بل في كل تعبيرات السفر.
وإلى اللقاء في بعض موضوعاته..
لنفهم السفر إذن بمعناه الرمزى، إن أحبت نعمة الرب وعشنا.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنودة الثالث
كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - البابا شنودة الثالث
أين ترعى ؟أين تربض وقت الظهيرة؟ تأملات في سفر نشيد الأناشيد - للبابا شنودة الثالث
أين تربض وقت الظهيرة؟ تأملات في سفر نشيد الأناشيد - للبابا شنودة الثالث
تأملات فى سفر نشيد الأناشيد لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 11:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024