افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال
كان المسيح يعلّم في احد البيوت ، تزاحم الناس حوله حتى امتلئت كل حجرات البيت . زاد عدد الناس فالتفوا حول البيت من النوافذ والباب ، احاطوا بالبيت كله . سمع اربع رجال ان المسيح بالبيت ، ارادوه ان يشفي صديقهم المفلوج المسجّى في فراشه . ماذا يفعلون ؟ لو تاخروا لترك المسيح البيت والمدينة . لو افلت الوقت لبقي صديقهم مفلوجا ً . في الحال هداهم تفكيرهم وبسرعة ٍ نفذوا خطتهم . تقدموا للوقت واقتحموا الزحام ، دفعوا الناس بايديهم يمنة ويسرة لكن الاجساد كانت متراصة كحجارة ٍ متلاصقة ٍ ببعضها . هرولوا دون يأس ٍ او تأخير وصعدوا الى السطح ، ثقبوا السطح ودلوه من السقف وكل واحد ممسك بحبل مربوط في طرف من اطراف الفراش الاربع . امام المسيح رقد الرجل على فراشه . نظر يسوع الى المفلوج ورفع وجهه ُ الى اصحابه . رأى وجوه ٍ فيها عزم واصرار ، فيها ايمان ورجاء ، فيها حب ٌ وصداقة ٌ للمفلوج . قال للمفلوج : " مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ " ( متى 9: 2 ) حرره من خطاياه ، ثم قال له : " قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ " قام المفلوج حالا ً وحمل سريره على كتفه ، وخرج ليلتقي باصحابه الفرحين بشفائه . فرحة الاصدقاء الاربعة لم تكن اقل من فرحة المفلوج بالشفاء . جاؤوا به للمسيح فشفاه . ما اجمل ان تأتي بأحد ٍ للمسيح ليختبر نعمته ويخلص بدمه . راع ٍ ضاع خروفه ، ترك التسع والتسعين الأخرين وخرج لأجل الضال . وحين وجده وضعه على منكبيه فرحا ً واتى الى بيته والى حظيرته والى اصدقائه . وقال لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال . هكذا يكون فرح ٌ في السماء . فرح ٌ بخاطئ ٍ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا ً لا يحتاجون الى توبة ( لوقا 15 ) امرأة ٌ لها عشرة دراهم ثمينة اضاعت درهما ً منها . درهما ً واحدا ً من عشرة . اوقدت سراجا ً وكنست البيت كله . كل زاوية وركن باصرار حتى وجدته . ولما وجدت الدرهم المفقود دعت الصديقات والجارات وقالت لهم افرحن معي . افرحن معي لاني وجدت الدرهم الذي فقدته ( لوقا 15 ) . هكذا يكون فرح في السماء . يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ ٍ واحد يتوب . الملائكة يفرحون بتوبة خاطئ . اعظم فرحة للانسان ان يجد الطريق الى المسيح ويرث ملكوت السماوات . واعظم فرحة ايضا ً هي ان يأتي الانسان بآخر تحت اقدام المسيح الشافي الغافر . السماء تفرح بعودة الخاطئ والملائكة تهلل . الله يسعد به .