|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08 - 02 - 2014, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
ليتقدس اسمك | معنى التقديس إننا هنا نخاطب أبانا الذي في السموات، أي المرتفع عن كل مستوياتنا، وعن كل حواسنا "الذي لم يره أحد قط" (يو 1: 18). هذا الإله العالي فوق كل علو، الله غير المرئي وغير المدرك وغير المحدود، نخاطبه قائلين " ليتقدس إسمك". فما معني هذه العبارة؟ إن إسم الله قدوس بطبيعته، وليس محتاجًا إلي تقديس من الناس. ونحن نصلي له قائلين "قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقداس".. "قدوس الله. قدوس القوي، قدوس الحي الذي لا يموت". وقد أخذنا تسبحة الثلاثة تقديسات من تسبحة السارافيم التي سمعها أشعياء النبي (أش 6: 2، 3). فما معني عبارة " ليتقدس إسمك" إذن؟ إننا لا نطلب أن يتقدس إسم الله، إنما نطلب أن يكون مقدسًا في حياتنا، نستعمله بما يليق به من قدسية، كما هو مقدس بطبيعته. فلا يتجرأ أحد علي إسم الله بما لا يليق. · إنها صلاة مرفوعة إلي الله من جهة الإلحاد الموجود في العالم، بسبب الملحدين الذين ينكرون وجود الله، ولا يعترفون بإسمه، ولا يوقرون هذا الإسم، بل يهزأون به ويشككون الآخرين ويعثرونهم.. إننا نطلب أن يعرف هؤلاء أبانا الذي في السموات، ويقدسوا اسمه.. كأنما نطلب مثلًا من أجل اَلاف الملايين في الشرق الأقصى الذين لا يعرفون إلهنا، ولا يوجهون صلواتهم إلي اسمه القدوس، وإنما إلي إسم آخر، مثل براهما أو بوذا أو كونفوشيوس Confucius - 孔子.. أو أننا نصلي من، أجل الملايين من أعضاء القبائل البدائية وفي بيئات كثيرة من بلاد العالم التي لا تعرف إسم الله، إنما تعبد الأرواح، أو النار أو أبطال أساطيرهم. فنحن نقول "ليتقدس اسمك عند هؤلاء وأولئك". · وكما نطلب أن يكون إسم الله مقدسًا عند الملحدين وأصحاب الديانات البدائية، نطلب أن يكون مقدسًا عند المجدفين عليه. أولئك الذين يجدفون علي الرب بسبب وبغير سبب. ويظنون أن الله هو السبب في كل ما يحل بهم من فشل أو مرض أو كوارث أو موت أحباء وأقرباء! فيجدفون علي اسم الله القدوس، ويشتمون ويقولون ما لا يليق. أو يتهمون الله بأنه في سماه لا يهتم بالبشر، تاركًا الظلم في غير مبالاة منه، وبلا ضبط ولا رعاية للكون!! وهكذا تتحول مشاكلهم الإجتماعية والنفسية إلي تجاديف علي اسم الله. بعكس أيوب الصديق، الذي فقد كل شيء. ومع ذلك وهو في عمق الضيقة، بارك الله قائلًا "الرب أعطي، الرب أخذ. فليكن إسم الرب مباركًا" (أي 1: 21). هناك أشخاص إن حل بهم ظلم يجدفون علي اسم الله! وإن صلوا صلوات ورأوا أنها لم تستجيب، يجدفون أيضًا! كما لو كان الرب لا يري ولا يسمع بما يجري في الأرض، ولا يبالي بطلبات الناس.ونحن نحتج علي هؤلاء، ونقول للرب: ليتقدس إسمك، في السعة وفي الضيقة، في الراحة وفي التعب، مهما كانت الظروف الخارجية. وفي نفس الوقت نصلي من أجل الناس الذين تهزهم الضيقات فيخرجون عن نطاق تقديس إسم الله. إسمك يا رب هو هو لا يتغير: أنت هو الراعي الصالح، وأنت هو الأب الحنون، وأنت الحافظ والساتر والمعين والمخلص والمحب والشفوق، مهما كانت الأمور تبدو مظلمة أمامنا. ليتقدس اسمك علي كل فم، وفي كل قلب وفكر، مهما كانت الظروف المحيطة ونوعية نظر البعض إليها.. وكأننا بعبارة يتقدس اسمك، نصلي من أجل الذين تهزهم الضيقات، حتى لا يخطئوا إلي اسم الله في آلامهم. ولا يبدو اسم الله أمامهم في جماله الأول وفي محبته الأولي. · عبارة " يتقدس إسمك " نقصد بها أيضًا عدم النطق بإسم الرب باطلًا" (تث 5: 11) فلا يستخدم مثلًا في اللهو والعبث.. كما يستخدمه البعض في الأغاني، وفي الفكاهات، وفي الحكايات الماجنة. وحينما يسمعون أغنية تعجبهم، أو حتى فكاهات غير لائقة. فيستخدمون إسم الله في إظهار إعجابهم بأمور قد لا تكون روحية علي الإطلاق.. أو كما يستشهدون باسم الله كذبًا، أو في الضرر. كأن يقسم إنسان باسم الله أقسامًا مغلظة أنه سوف يؤذي إنسانًا أو ينتقم منه.. أو يستخدم اسم الله بأسلوب التهكم، وفي أمور تافهة.. أو يتعود النطق بهذا الإسم في كل أحاديثه، بغير خشوع وبغير إحترام.. ونحن نصلي أن يتقدس إسم الله في أفواه كل هؤلاء. فلا ينطقون به الإ بكل تقدير وإجلال. ونحن حينما نذكر إسم الله ننحني في خشوع. وبخاصة حينما نقول قدوس قدوس، أو حينما نقول باسم الآب والإبن والروح القدس. أو حينما نقول المجد للآب والإبن والروح القدس (ذكصابتري..). يقال أن أحد السادة كان له عبد مؤمن بار. وكان هذا السيد يحلف كثيرًا باسم الرب بلا مبالاة، ويستشهد باسم الرب في التافهات. ولم يكن عبده البار يستطيع أن ينصحه أو يبكته. وإنما كان كلما ينطق هذا السيد باسم الرب، ينحني العبد أو يسجد إلي الأرض. فتعجب السيد من ذلك، وسأله عن السبب، فأجاب: كيف لا أسجد وأنا أسمع إسم إلهي العظيم الذي خلق السماوات والأرض، الذي تسبحه الملائكة ورؤساء الملائكة وكل القوات السمائية..؟! فكان هذا العبد درسًا لسيده الذي تخشع، وأبطل النطق باسم الله باطلا. لعلنا أيضًا نتعود في تقديس إسم الرب، أن نمتنع عن الحلفان.. |
||||
|