رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
" فَيَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ " (فيلبي 4: 19). ينعم الله على كل أبنائه ببركات أرضية وروحية. إن الله يرغب بإشباع أولاده من خيرات بيته الوفيرة، فهو إله الخير والبركة. وكما قرأنا في الآية السابقة أنه سيسدد احتياجاتنا بحسب غناه في المجد. أعتقد أنه من الطبيعي أن كل شخص منا يتمنى البركة لحياته وعائلته وكل أملاكه، وقد نحصل أحياناً على بركات وفيرة عندما نطلب من الله وبذلك يكون لدينا ثروة، ترقية بالمنصب أو الدخل. بالطبع هذا لا يحدث مع كل أبناء الله، ولا يمكننا قول أنه إذا لم يحصل ذلك فهناك مشكلة في إيمان هذا الشخص! وهذا يذكرنا بشخصية في الكتاب المقدس وهي "يعبيص" عندما صلى إلى الله قائلاً: "لَيْتَكَ تُبَارِكُنِي، وَتُوَسِّعُ تُخُومِي، وَتَكُونُ يَدُكَ مَعِي، وَتَحْفَظُنِي مِنَ الشَّرِّ حَتَّى لاَ يُتْعِبُنِي. فَآتَاهُ اللهُ بِمَا سَأَلَ" (أخبار الأيام الأول 4: 10). يقول الكتاب المقدس أنّ يعبيص كان أنبل إخوته وعندما سأل أجابه الله في الحال. يوجد بعض الناس الذين يطلبون بركات أرضية وروحية ويحصلون عليها، ولكن كيف يتعامل هؤلاء مع البركات التي بين أيديهم؟ نلاحظ في صلاة يعبيص أنه طلب البركة من الله، ثم بعد ذلك طلب من الله أن يحفظه من كل شر. هنا أدرك يعبيص أنّ البركة الأرضية يمكن أن تبعد قلبه عن الله. أيضاً إذا نظرنا إلى سليمان الحكيم نرى أنه كان من أغنى أغنياء سكان الأرض، ولكن مع هذا أدرك أن البركات الأرضيه قد تزيغ قلب الإنسان بعيداً عن الله، لهذا صلى: "لاَ تُعْطِنِي فَقْرًا وَلاَ غِنًى. أَطْعِمْنِي خُبْزَ فَرِيضَتِي، لِئَلاَّ أَشْبَعَ وَأَكْفُرَ وَأَقُولَ: "مَنْ هُوَ الرَّبُّ؟" أَوْ لِئَلا أَفْتَقِرَ وَأَسْرِقَ وَأَتَّخِذَ اسْمَ إِلهِي بَاطِلاً" (أمثال 30: 8، 9). إنّ الله يمنحنا البركة كي نتمتّع بها ونرى من خلالها محبته الفائقة وعطائه الوفير، وليس كي نتمسك بها وننساه هو، فتفتقر حياتنا الروحية ونصبح خدّاماً للمال إذ أنه "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ" (متى 6: 24). علينا أن نستخدم بركات الله لنا بشكل صحيح كما فعل أيوب، فإنه تمسك بالرب في اليسر والعسر. كان لدى أيوب كل ما يحلم به إنسان، ولكن هذا لم يبعد قلبه عن الله بل ظل متمسكاً بالله في أصعب لحظات حياته، فنال من الله الطوبى والإكرام والكثير من البركات الأرضية. صلاتنا إلى الله أن يزيد من بركاته علينا ويحفظ قلوبنا متواضعة لئلا تزيغ عن هدفنا الأساسي وهو اتباع السيد المسيح وخطة الله لحياتنا وأن نستخدم بركة الله لتمجيده، ومعرفة محبته لنا، وخدمة الآخرين وليس لمنفعتنا الشخصية وأغراضنا الأنانية. لتكن طلبتنا أولاً ملكوت الله وبره، ولنثق أنّ كل ما نريده سوف يكن متوفراً لنا كما وعدنا السيد المسيح قائلاً : " لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (متى 6: 33). آمين يارب أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
|