منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 05 - 2012, 05:08 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

المســيح المعــلم
بقلم: البابا شنودة الثالث

المســيح المعــلم

يسرني في هذا اليوم المبارك أن أهنئكم جميعا بعيد ميلاد السيد المسيح‏.‏ أهنئ به أخوتي المسلمين كما أهنئ أخوتي المسيحيين‏.‏ ذلك لأن السيد المسيح هو للكل‏,‏ ويؤمن الجميع بميلاده البتولي المعجزي‏.‏

وأود هنا أن أحدثكم عن صفة واحدة من صفاته المتعددة‏,‏ وهي صفته كمعلم‏.‏ فقد كانو ا يخاطبونه أحيانا بعبارة يامعلم‏..‏ وأحيانا أيها المعلم الصالح‏.‏ وقد نادته مريم المجدلية مرة بعبارة ربوني التي تفسيرها يامعلم‏..‏

لقد اهتم بالتعليم اهتماما فائقا‏,‏ بخاصة لأنه كانت في أيام بشارته أخطاء كثيرة بين معلمي اليهود‏,‏ وانحرافات في فهم وصايا الله‏,‏ وقد أراد أن يصححها لهم‏..‏ لذلك عمل علي توعية الشعب وتعليمه‏,‏ وتقديم المفاهيم الروحية السليمة ليدركها الجميع‏.‏

وهكذا وردت كثيرا في عظته علي الجبل عبارة سمعتم أنه قيل للقدماء‏..‏ أما أنا فأقول لكم‏..‏

كان اليهود يهتمون بحرفية الوصية وليس بروحها‏,‏ ويركزون علي مظهرية التدين دون جوهره‏.‏ فنقلهم السيد المسيح في تعليمه‏,‏ من الحرف الي الروح‏,‏ ومن المظهر الي الجوهر‏..‏

ومن أمثلة ذلك ان اليهود كانوا ينفذون بحرفية عجيبة وصية تقديس يوم السبت باعتباره يوم الرب في ذلك الحين‏..‏ من حيث انهم لايعملون فيه أي عمل‏,‏ بل يخصصونه كله لله‏..‏ فكانوا يعتبرونها خطية يعاقب الشخص عليها‏,‏ إذا حمل في يوم السبت شيئا يزيد عن وزن معين‏,‏ أو إذا مشي خطوات معينة أكثر مما يسمح به يوم سبت‏!!.‏

بل أكثر من هذا دخلوا في صراع مع السيد المسيح‏,‏ حول أمر كانوا يعتبرونه مشكلة وهو‏:‏ هل يجوز فعل الخير في السبوت‏,‏ أم يعتبر ذلك كسرا للسبت؟‏!‏

أما السيد المسيح فلكي يثبت فساد تعليمهم‏,‏ كان يقوم بعمل معجزات فائقة للعقل في يوم سبت‏.‏ فقد أقام لعازر من الموت في يوم سبت‏,‏ ومنح البصر للمولود أعمي‏,‏ وكان ذلك في يوم سبت‏.‏ ومريض بيت حسدا الذي كان ملقي الي جوار البركة منذ‏38‏ سنة‏,‏ شفاه في يوم سبت‏,‏ وقال له‏:‏ قم احمل سريرك وامش‏.‏ فكان السيد المسيح موضع انتقادهم وهجومهم لهذه الأسباب‏,‏ ولكنه أصر علي تعليمه بأنه يجوز فعل الخير في السبوت‏..‏

وكان يعلم في كل مكان يطوف المدن والقري يكرز ويبشر‏:‏ كان يعظ فوق الجبل‏,‏ وكان يعظ في البرية‏,‏ وعلي شاطئ البحيرة‏,‏ ووسط الحقول‏.‏ بل كان يعلم وهو سائر في الطريق‏,‏ أو وهو في البيوت‏,‏ أو في لقاءات أو زيارات خاصة‏..‏ وأحيانا كان يدخل الي الهيكل ويعلم‏..‏ لم يكن له مكان محدد للتعليم‏,‏ بل في كل مكان كان يشرح ويفسر ويلقي كلمات المنفعة‏.‏ وهكذا اشتهر بالتعليم‏,‏ وبلقب المعلم الصالح‏...‏

وفي تعليمه كانت له شعبية كبيرة‏,‏ وكان رجل الجماهير‏..‏ حتي كان الناس يزدحمون حوله ازدحاما هائلا‏.‏ ففي العظة علي الجبل كان يخاطب الجموع وفي معجزة إشباع الجموع‏,‏ كان الذين سمعوا وعظه حتي الغروب خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال‏,‏ أي حوالي عشرة آلاف‏,‏ وفي هدايته لزكا رئيس العشارين‏,‏ كان الزحام شديدا جدا‏,‏ حتي ان زكا صعد فوق جميزة لكي يراه‏.‏

وعندما شفي المفلوج في كفر ناحوم‏,‏ سمع أنه في بيت‏,‏ فاجتمع الناس حوله من كل مكان‏,‏ حتي إن البيت لم يكن يسع الناس‏,‏ ولاحول البيت‏,‏ وفي إحدي المرات وهو يعظ علي الشاطئ‏,‏ ازدحم الناس حوله فاضطر إلي ان يدخل في سفينة ويعظهم فيها‏...‏ والأمثلة كثيرة‏.‏

وفي تعليمه‏,‏ كان له تأثير عميق علي سامعيه‏...‏ حتي كتب في الانجيل انه كان يعلمهم بسلطان وليس كالكتبة وقيل أيضا ان الناس بهتوا من تعليمه‏.‏ وانهم قالوا لم نسمع من قبل كلاما مثل هذا‏!!‏ ولهذا لم يكتف بسماعه‏,‏ إنما كانوا يتبعونه أيضا‏.‏ وصار المؤمنون به يدعون تلاميذ‏,‏ لانهم كانوا يتتلمذون عليه‏.‏

ومن اهتمامه بالتعليم ارسل تلاميذه الخصوصيين ليعلموا‏.‏ وقال لهم‏:‏ اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم‏..‏ وعلموهم ان يحفظوا جميع ما أوصيتكم به‏.‏ اكرزوا بالانجيل للخليقة كلها‏..‏ وهكذا جعل التعليم والكرازة والتبشير لكل الأمم‏,‏ وليس لشعب معين بمفرده‏..‏

ورفع أفكار الناس من الأرض إلي السماء‏,‏ ومن الملكوت الأرضي الي الملكوت السمائي‏..‏ وما أكثر أحاديثه وأمثاله عن ملكوت السموات‏..‏

وقال لموعوظيه لاتكنزوا لكم كنوزا علي الأرض‏,‏ بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء وشرح ذلك بما يقدمه الانسان من أعمال الرحمة ومن عطاء للفقراء والمساكين‏.‏ وربط المؤمنين بالسماء أيضا عن طريق الصلاة الدائمة‏.‏ فقال‏:‏ صلوا كل حين ولاتملوا‏.‏ وأوصي باهتمام كل انسان بمصيره الأبدي والاستعداد لذلك‏.‏

وقدم للناس في تعليمات مستويات عالية في الروحيات‏:‏ حتي إنه قال لهم كونوا كاملين كما ان أباكم الذي في السموات هو كامل‏.‏ ويقصد بذلك الكمال النسبي‏,‏ بقدر ما يمكن أن يصل اليه كل شخص‏,‏ حسب قامته الروحية‏,‏ وحسب عمل النعمة معه‏..‏

ودعاهم أيضا الي حياة القداسة ونقاوة القلب‏,‏ والي السلام مع كل الناس‏,‏ حتي انه قال عبارته الخالدة‏:‏ أحبوا أعداءكم‏,‏ باركوا لاعنيكم‏,‏ أحسنوا إلي مبغضيكم‏,‏ وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم‏.‏ وقال في ذلك لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم‏,‏ فأي أجر لكم؟‏!‏ أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك‏!!.‏

وقدم السيد المسيح للناس قيما روحية عالية‏,‏ تعتبر جديدة علي عصرهم‏:‏ مثل عبارات الوداعة‏,‏ والاتضاع‏,‏ وانكار الذات‏,‏ وعمل الخير في الخفاء‏,‏ وبذل النفس لأجل الآخرين‏.‏ وهكذا قال ليس لأحد حب أعظم من هذا‏:‏ أن يضع نفسه لأجل أحبائه‏.‏ وارتفع بالعطاء فوق مستوي العشور الي قوله من سألك فاعطه‏.‏ وهكذا صارت العشور هي الحد الأدني في العطاء وليست هي كل الواجب في العطاء‏.‏

ومن التعاليم السامية التي علم بها‏,‏ هي قوله كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم‏,‏ افعلوا انتم هكذا أيضا بهم‏.‏

واهتم السيد المسيح بالقلب من الداخل‏,‏ وليس مجرد الفضيلة من الظاهر فعلم الناس أن يحبوا الله من كل القلب ومن كل الفكر‏,‏ ليسوا كمجرد عبيد يخافون عقوبة سيدهم‏,‏ إنما كأبناء يحبون أباهم السماوي ويهابونه‏.‏

وكل العبادة التي تقدم اليه تكون من القلب أيضا‏.‏ وهكذا ذكر اليهود بما قاله الرب عنهم في سفر اشعياء النبي هذا الشعب يكرمني بشفتيه‏,‏ أما قلبه فمبتعد عني بعيدا

وهكذا الكلام ـ جيد ورديئه ـ أرجعه الي القلب أيضا‏.‏ فقال لهم‏:‏ من فيض القلب يتكلم اللسان الانسان الصالح من الكنز الصالح الذي في قلبه يخرج الصالحات‏.‏ والانسان الشرير من الكنز الشرير الذي في قلبه يخرج الشرور‏.‏ وكل كلمة بطالة يتكلم بها الناس‏,‏ يعطون عنها حسابا يوم الدين‏,‏ كذلك من جهة العفة قال من نظر الي امرأة ليشتهيها فقد زنا بها في قلبه‏.‏ ومن جهة محبة الناس جعلها للكل‏,‏ بلا حدود ولاقيود‏.‏

ومن جهة تعليم السيد المسيح‏,‏ شدد علي العمل وليس علي مجرد المعرفة‏:‏ فقال من عمل وعلم‏,‏ فهذا يدعي عظيما في ملكوت السموات وقال أيضا من يسمع أقوالي ويعمل بها‏,‏ أشبهه برجل عاقل بني بيته علي الصخر‏..‏ ومن يسمع أقوالي ولا يعمل بها‏,‏ يشبه برجل جاهل بني بيته علي الرمل

نطلب من الرب أن يعطينا كيف نعمل في كل مجالات الخير‏,‏ ولا نقتصر علي مجرد المعرفة‏.‏ كما نصلي أن يحفظ الله بلادنا العزيزة سالمة من الخارج والداخل‏,‏ وأن يحفظ قائدها الرئيس مبارك وكل العاملين المخلصين في مصر ولإلهنا المجد الدائم إلي الأبد آمين‏..‏
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا يوجـد بعد حب المســيح ،
يايســوع المســيح !
آلام المســيح!!!
شهود مـوت المســيح للراهب كاراس المحرقي
تحذيرشديد وهـــام لبنات المســيح


الساعة الآن 05:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024