منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 08:47 AM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

من أحاديث الأب متى المسكين
حياة الرهبنة
أعماقها وطبيعتها
ما هى حياة الرهبنة؟؟
]+ [ أجرى الحديث (المرحوم) الدكتور فايق متى إسحق الذي كان يعمل أستاذاً للأدب الإنجليزي في كلية الآداب - جامعة القاهرة خلال الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي. وبعد أن هاجر إلى كندا سنة 1966، عَمِلَ رئيس قسم الأدب الإنجليزي في جامعة ليكهيد Lakehead بكندا. وقد انتقل إلى الأمجاد السماوية يـوم 30 أكتوبر عام 2006 عن عمر يُناهز الرابعة والثمانين.

وقد نُشِرَ الحديث باللغة الإنجليزية في مجلة مرقس - عدد مارس 1984].
هذا الحديث تم إجراؤه في دير القديس أنبا مقار (المضيفة) على مدى خمس ساعات، تخلَّلتها فترات استراحة قصيرة. وكان ذلك يوم الجمعة الموافق 25 يوليو 1980 من الساعة الخامسة بعد الظهر. (ويُرمز إلى آخذ الحديث الدكتور فايق بالحرف ”ف“، وإلى الأب متى المسكين بالحرف ”م“)]
1 - ف: ما الذي جعلك تترك حياة المدينة وتذهب إلى الصحراء؟
م: بالحق فإن هذا السؤال وثيق الصلة بحياتي الباطنية وما يتصل بدخائل وأعماق حياتي. ويمكنني الرد على هذا السؤال بكلمات قليلة. الأمر يتصل بالاستجابة للوتر الحسَّاس الذي أحسست به باطنياً داخل قلبي منذ طفولتي. هذه الاستجابة كانت نتيجة التوازن الداخلي بين الروحانية في معناها العام كما يُشير إليه الكتاب المقدس: من عفة، وطهارة الشباب، والتقارب مع الله، هذا من جانب؛ ومن جانب آخر، حياة الشباب بما فيها من لهو وحرية.
كانت حياتي المبكِّرة عبارة عن عملية تحصيل معرفة، وعلى الأخص معرفة الأعمال والأفكار، الخيِّر منها والخبيث. كانت عملية تطوُّر في التعرُّف على عقلية الناس العائشين في العالم، من جهة صفات الرجولة وإمكانية كسب المال وتأمين المستقبل الباهر والزواج.
كان هناك في داخلي عملية موازنة نشطة، كانت مستمرة ولكن بطريقة هادئة جداً. وفي هذه الموازنة رجحت كفَّة الروحانية والإحساس الباطني بحضور الله على الكفَّة الأخرى. ولم تتناقص غيرتي وهمَّتي أبداً؛ بل كانت الكفَّة الراجحة دائماً في الصعود، وعلى الأخص بعد أن أكملتُ دراستي الجامعية، ثم عملت صيدلانياً.
لقد كنتُ ناجحاً جداً، وكان دخلي عالياً، وبالتالي أرباحي. لكن كل هذا لم يُغيِّر أبداً من اتجاهاتي نحو العالم. حتى واجباتي وارتباطاتي بالأُسرة، لم تقف حائلاً ضد إمكانية رؤيتي لِمَا وراء حجاب المستقبل القريب. لقد تحقَّقتُ أن حياتي مع الله لابد ستكتمل قريباً.
الخطوة الأخيرة في طريق تقدُّمي، كانت تنامي اشتياقي نحو الله واستمرار إدراكي لمحبة الله داخل أعماق قلبي، كشيء يفوق إلى حدٍّ بعيد أي شيء في العالم. هذا الإدراك كان يُصاحبه دعوة باطنية في داخلي نحو الأبدية، ولكنها كانت ما تزال دعوة غامضة. ولكني تحقَّقتُ فيما بعد أنها دعوة حقيقية، وأنها بالنسبة لي هي جوهر الحق.
هذا الإدراك بأن الأبدية لها حضورها وكيانها في داخلي، كان يشدُّني دائماً، بالرغم من العلاقات الكثيرة جداً التي كانت لي مع العالم. كان الله يجذبني دائماً نحوه، بالرغم من أنه لم يكن في أسرتي من قبل أيُّ راهب أو أيُّ شيء يمتُّ للحياة الرهبانية بطريقةٍ أو بأخرى.
وكان انطلاقي للدير هو أول ”دعوة“ من نوعها في أسرتي. حينذاك عزمتُ، ومنذ دخولي الدير، ألاَّ أرجع مرة أخرى للعالم. وتدريجياً تحقَّقتُ بأن حياتي مع الله هي أكثر حقاً وأعمق عمقاً مِمَّا كنتُ أراه سابقاً من وراء حُجُب المستقبل القريب.
3- ف: هل يوجد - في رأيك - ثمة درجات أو مراحل في الحياة الرهبانية؟
م: ليس في الحياة الرهبانية من درجات، وهذا ينطبق على حياة المبتدئ في الرهبنة كما على حياة المتوحد.[/size]
وهنا قد نسأل: هل هناك أي اختلاف بين الحياة العلمانية (أي التي في العالم) وبين الحياة الرهبانية؟
إذا رجعتُ إلى الكتاب المقدس واستعداد الإنسان للخلاص والحياة الأبدية، فإني لا يمكنني أن أنظر إلى الحياة الرهبانية أنها نمط حياة مسيحية أعلى مرتبة، ولا حتى طريقاً في الحياة أفضل. الحياة مع ربنا يسوع المسيح ليس لها أشكال ولا درجات ولا مراحل. إنها حياة في العمق وفي طريق الاكتمال. فالمسيح يرسل هباته للناس بدون تفريق بين طريق في الحياة وآخر. الروح القدس لا يُفرِّق بين غير المتزوج والمتزوج لأن قدِّيسي الله يشملون الاثنين.
الحياة الرهبانية هي محاولة فردية للحياة بطريقة خاصة لها سجاياها (أو فضائلها) الخاصة لإشباع إمكانيات روحية معينة، حيث يمتلئ الشخص بالمعرفة الإنجيلية. فإن تهاون الراهب في بلوغ هذه الغاية يكون بالتأكيد قد فَقَدَ طريقه.
ولكن ثبت بالتجربة، بعيداً عن أي شك، أن الذين يغوصون في أعماق الحياة الروحية وهم في حياتهم الرهبانية يكونون أكثر قُرباً لهذه الأعماق من الذين يعيشون في العالم المادي.
ومن حيث إنه لا توجد ثمة درجات في الحياة الرهبانية، فيقتضي القول بأنه يوجد فقط انكشاف الحق الإلهي واستعلان الخلاص والفداء والإدراك الداخلي لمعنى المحبة الإلهية والحياة الأبدية السماوية. وهذه كلها لا يمكن بلوغها بالمشيئة البشرية؛ بل بإخلاص الإنسان في الالتصاق بكلمة الله ومحبته الصادقة لربنا. ومن هنا فإن إدراكه لابد سيرتقي، ويصير استعلان الحق الإلهي حقيقة بالنسبة له.
ما قلناه هنا لا يعني أن الآخرين لا يمكنهم أن يتكلَّموا عن درجات الروحانية الرهبانية. فأوريجانس، مثلاً، تكلَّم بعمق عن هذه الدرجات. ولكن ما أسهبتُ في شرحه هنا هو الرؤية القبطية الأرثوذكسية الحقَّة التي هي ترقِّي أو ارتقاء انكشاف الحقيقة الأبدية للإنسان.
3 - ف: أعتقد أن كثيرين من ذوي الدرجات الجامعية يحذَوْنَ حَذْوك. كيف يمكن لهذه النهضة الرهبانية أن تنفع الكنيسة؟
م: ككلمة حق أني لا أعتبر نفسي مسئولاً بأية طريقة عن تدفُّق هؤلاء الجامعيين إلى الرهبنة. فأنا راهب صرتُ - عن اضطرار - الأب الروحي للرهبان. وكواجب حتمي صار لزاماً عليَّ أن أتلقى اعترافاتهم. وفي نفس الوقت أحسستُ بأن جزءاً من واجبي أن أنقل للرهبان كل خبراتي الرهبانية.
أنا لم أفكِّر بتاتاً في مثل هذا السؤال. ولكني أعتبر أن هذا العمل صار فعَّالاً في مصر وفي الخارج، على قدر ما نكون قد بلغنا فعلاً هذه الخبرة الإنجيلية، ومعرفة الطريق إلى الله، والطريق إلى النسك الرهباني. والطريق الأول يلقى نوعاً من الأصالة على الطريق الثاني.
وأعتقد أن الإخلاص لهذا التقليد الرهباني قد عمَّق فعلاً فهم الرهبان للحياة الروحية. وهذا قد ارتقى فعلاً بالإدراك الروحي بين الرهبان. إنه يوجد الآن (1980) حوالي 60 كتاباً يُعالج هذه الأفكار، وقد غيَّرتْ هذه الكتب الوعي الروحي لجيلنا سواءً من شبابنا أو الشعب القبطي في الخارج. وهذه واحدة من أعظم الفوائد لهذا التقليد الرهباني. ولخبرات رهباننا هنا أمثالها في البلدان الأخرى حيث يحذون أو حتى يُطبِّقون نفس الأساسيات بعد زياراتهم المتكررة للدير.
أما رجائي فهو في تطلُّعات قد تبدو بعيدة المنال ومتسعة الحدود، وهي لم تتحقَّق بعد! فأنا لي آمال كبار في تكوين مجموعة من الرهبان من ذوي التفوُّق لكي يكونوا متضلِّعين ثقافياً في لغاتٍ عديدة، وبهذا يستطيعون أن ينقلوا الخبرات الروحية الأخرى المكتوبة بالألمانية أو اليونانية أو العبرية إلى العربية، والعكس بالعكس. مثل هذه الخبرات سوف تكون ذات نفع للمؤمنين في بلاد المهجر، وكذلك للأجانب الذين يهتمون بالتقدُّم الروحي.
وإني أتوسل إلى الله بإخلاص أن يفتح الأبواب المؤدية إلى هذا الطريق. وكواقع عملي، فالرهبان هنا يدرسون اليونانية الكلاسيكية والألمانية، وهذه اللغة الأخيرة يُدرِّسها بروفيسور من جوتنبرج.
4 - ف: بأية طريقة تعتبر فترات السكون وسهر الليالي أساسية للتقدُّم الروحي، أقصد التسبحة اليومية ومزامير السواعي؟
م: إن فترات السكون وسهر الليالي ليست كل شيء في الحياة الروحية. إنها تكوِّن جزءاً من العمل الرهباني الذي ينبع من الأعماق الداخلية للروحانية، إنها ثمارها. وبهذه الرؤية لا يمكنني أن أُجبِر أي راهب أن يقضي ليله ساهراً أو في سكون. لكن الراهب الذي يختبر السكون وسهر الليل، عادةً يرغب في المزيد. وهذه الخبرات هي عائد النُّضج الروحي. فالروح في مثل هذه الحالات ترغب بإخلاص أن تقضي فترات في السكون والسهر، مما يعطي للراهب فرصة لإدراك المعنى الحقيقي للمحبة الإلهية.
وما يهمني أن أقوله عن هذا التأثير، أنه لا يوجد أي عامل بشري يمكنه أن يُسعف إنساناً أو يُحسِّن حياته الروحية ولا خطوة واحدة تجاه النعمة.
هذا هو منطق الحياة الروحية. فالجسديات لا يمكنها أبداً أن تؤدِّي إلى أو تُحسِّن الروحيات. أما التسبحة اليومية أو الأبصلمودية فهي اللغة التي يستخدمها المُحبُّ ليُخاطب بها المحبوب.
فبعض الآباء يصرخون في فترات التسبيح والأبصلمودية، كانوا يحسون وكأنهم ليسوا على الأرض، إذ يشتركون مع القديسين والملائكة في التسبيح.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة الوحدة فى الرهبنة
مااجمل حياة الرهبنة
حياة الرهبنة
فخر الرهبنة (2) قصية حياة تماف ايرينى
ما بين حياة البتولية (الرهبنة أو التكريس) والزواج


الساعة الآن 10:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024