النقاوة
إنَّها العنصر الإيجابي في حياة التوبة، ثمر تغيير الحياة.
فيها تختفي شهوة العالم والجسد والخطية، وتصبح شهوة القلب مقدسة في حياة البر ومحبة الله. ولا يعود التائب ينفعل مرة أخرى بمحبة الخطية.
ومن علامات النقاوة أنَّ الإنسان يعمل الفضيلة بدون جهاد، بدون تعب، بدون صراع. لأنَّه لا يوجد داخله ما يقاومها.
إنْ كنت تجد صراعًا في داخلك بين الخير والشر، فأنت لم تصل إلى النقاوة بعد، ولكنك تجاهد لكي تصل. وإنْ كنت تتعب من أجل الوصول إلى حياة البر، فأنت ما تزال في فضيلة الجهاد، ولم تصل إلى النقاوة بعد.
بالنقاوة يملك السلام على قلبك، ويبطل الصراع بانتصار الخير.
بالنقاوة تصبح راحتك في الله، وشهوتك في الله، وسعادتك فيه. وتشمل النقاوة كل حياتك: ألفاظك، حواسك، جسدك، قلبك، أفكارك.. وتصير مسكنًا للروح القدس، تظهر منه ثمار الروح..
إنَّ موضوع النقاوة موضوع طويل، نظلمه إنْ جعلناه مجرد فصل من هذا الباب، كعلامة من علامات التوبة.
لذلك أستأذنك في أنْ نفرد له بابًا خاصًا.
نحدثك فيه عن النقاوة، وكيف تكون، وكيف تُختبر؟ وما هي عناصرها؟ وإلى أيّ حد تصل النقاوة على الأرض؟ وما هي النقاوة التي ننالها في الأبدية؟