رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاعتراف على الأب الكاهن باعتباره وكيلًا لله أو خادمًا له، وليس بصفته الشخصية. فالذي يعترف عليه إنما يعترف على الله في سمع الكاهن. ويذكرنا هذا بقول يشوع بن نون لعخان بن كرمي "اعترف لله وأخبرني ماذا فعلت. لا تخف عنى" (يش 7: 9). والاعتراف على الكاهن معروف في العهدين القديم والجديد. كل الذين تقدموا إلى معمودية التوبة من يوحنا المعمدان الكاهن "إعتمدوا منه في الأردن، معترفين بخطاياهم" (متى 3: 6). والخاطئ في العهد القديم، كان حسب الشريعة "يقر بما قد أخطأ به، ويأتي إلى الرب بذبيحة لإثمه" (لا 5: 5، 6). وفي العهد الجديد "كان كثير من الذين آمنوا، يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم" (أع 19: 18). ويعترف المخطئ على الكاهن، لينال الحل والسماح بالتناول. والخجل أمام الأب الكاهن في الاعتراف، مفيد يساعد على عدم معاودة الخطية. لأن الخوف من خجل الاعتراف يجعله لا يرتكب الخطية مرة أخرى.. إلى أن يرتقى روحيًا فيتعود الخجل من الله الذي يراه ويسمعه أثناء خطيئته. كما أن التناول مع خجل الاعتراف، يذكرنا بأكل خروف الفصح على أعشاب مرة (خر12: 8). ويجب امتزاج الاعتراف بالتوبة، وقد سمى سر التوبة. إنه ليس تصفيه لحساب قديم، للبدء في فتح حساب جديد! إنما هو توبة، والاعتراف إحدى علاماتها. والاعتراف هو أن يكشف الإنسان ذاته، ويدين ذاته. لذلك يحتاج إلى اتضاع وانسحاق، وخشوع أيضًا. ولهذا لا يجوز أن يكون مجرد حكايات يحكيها المعترف للأب الكاهن. كما لا يجوز فيه أن يبرر المعترف ذاته، أو يدافع عن نفسه، أو يلصق مسئولية أخطائه بالآخرين، أو يحول الاعتراف إلى شكوى..! ففي كل هذا يكون الاعتراف قد خرج عن معناه كعلامة للتوبة، وجزء من عناصرها.. تحدثنا عن الاعتراف على الله والأب الكاهن. ننتقل إلى النوع الثالث. |
|