كان الصبي بيفام خال الأمير يوحنا الهرقلي، الذي رافقه خاصة في فترة استشهاده بصعيد مصر. أبى الشاب الأمير يوحنا أن يكون شريكًا مع دقلديانوس في الملك بزواجه أخت زوجته، ووبخ دقلديانوس بقوة وشجاعة من أجل جحده الإيمان، وإذ أرسله إلى مصر ليهدم البرابي ويعيد بناء أفضل منها، هدمها دون أن يبني غيرها بل وشهد لمسيحه أمام إريانا والي أنصنا فنال عذابات كثيرة واستشهد. عندئذ صار خاله بيفام وهو صبي في العاشرة من عمره يبكي، قائلًا: "الويل لي يا حبيبي يوحنا لأن لي حزنًا عظيمًا من بعدك، لأنك لما كنت في الجسد كنت أتعزى بك، وكان قلبي ثابتًا لأني كنت أنظر وجهك، يا سلوتي في غربتي". خرج صوت من جسد القديس يوحنا، قائلًا: "يا حبيبي بيفام، إن كنت تريد أن تصير شهيدًا فدعْ جسدي هنا واسرع لتلحق الوالي في مدينة أسيوط، فيكتب قضيتك، وها قد أمر الرب أن يوضع جسدك مع جسدي، وأما نفسك فستكون معي، وأنا أخرج وأتلقاها مع صفوف القديسين". إذ سمع الصبي هذا الكلام أسرع ولحق بأريانا في مدينة أسيوط، فصرخ: "أنا مسيحي"، ورشم ذاته بعلامة الصليب. غضب أريانا وأمر بتعذيبه وقطع رقبته، وكان ذلك في الخامس من شهر بؤونة.