أصدر يوليانوس الجاحد أوامره بنزع الصليب والمونوجرام (الحروف الأولى) ليسوع المسيح عن أعلام الجيش الذي أمر قسطنطين البار بوضعها، وطلب العودة إلى العلامة القديمة التي كانت مستخدمة في أيام الأباطرة الوثنيين. إذ سمع رجلان من كبار الموظفين في إنطاكية يدعيان بونوسيوس Bonosus ومكسيميان رفضا تنفيذ الأمر. فالتقى بهما خال (أو عم) الإمبراطور يدعى الكونت يوليان وأمرهما بتنفيذ الأمر الإمبراطوري والسجود للآلهة التي يعبدها الإمبراطور نفسه. أجابه بونوسيوس: "لا نقدر أن نعبد آلهة هي من عمل البشر"، ورفض أن يستبدل العلم، فأصدر الرجل أمره بربط بونوسيوس وجلده 300 مرة، أما بونوسيوس فتقبل الحكم ببشاشة وابتسامة. وإذ جاء دور مكسيميان، قال: "اجعل آلهتك أولا تسمع وتتكلم عندئذ نعبدها"، فحكم عليه أيضًا بالجلد. تعرض الاثنان لعذابات كثيرة، كانا يحتملانها بفرح، بل قيل أن الله كان يرفع عنهما الألم. اُلقيّ الاثنان في السجن وقُدم لهما من الطعام المذبوح للأوثان فرفضا الأكل، وأخيرًا حُكم عليهما بقطع رأسيهما في 21 أغسطس 363 م. يقال أن زوجة الكونت يوليان كانت مسيحية، وجدت رجلها يعاني آلامًا شديدة فسألته أن يرجع إلى الله لكنه مات في بؤسه.