أنا ضعيف | الوصية صعبة
4-يعتذر البعض فيقول أنا ضعيف، والوصية صعبة..
قد تقول إنك ضعيف، إن لم تضع معونة الله في اعتبارك. فأنت لست وحدك قد تكون ضعيفًا، ومع ذلك تقول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقودني" (في4: 3). طالما صلاتك موجودة فأنت لست ضعيفًا لأن قوة الله ستعمل فيك تنصرك ضد كل خطية، وتقيمك من كل سقطة..
لو كان داود نظر إلى نفسه كضعيف، ما حارب جليات..
هذا الشعور بالضعف، كان مبررًا لكل رجال الجيش أن يبقوا في أماكنهم يقوموا لمحاربة جليات. أما داود، فلم يكن يسمح للمبررات أن تحميه من وصية الله وعمل الروح.
كانت هناك مبررات أمام داود تعفيه من منازلة جليات، لكنه لم يستخدمها:
أولًا: هو ليس من رجال الجيش، إنما جاء طعامًا لأخوته، وكان يمكن أ، يقتصر على هذه المهمة ويمضي، طالبًا لهم صالح الدعوات..
ثانيًا: كان جليات رجلًا مخيفًا في جسمه الهائل وأسلحته الجبارة. ولا يلوم أحد صبيًا صغيرًا مثل داود إن امتنع عن محاربته.
ثالثًا: إن أحدًا لم يطلب منه هذا الأمر أو حتى يفكر فيه!
رابعًا: كان كل قادة الجيش خائفين من الرجل، حتى الملك شاول نفسه لم يتقدم لمحاربته..
فما كان أسهل على داود أن يعتمد على هذه المبررات، ويقول "ما شأني بهذا الأمر. ولماذا أحشر نفسي في مسئوليات غيري؟! ويمضي. ولكن غيره داود دفعته أن يتقدم لمقاتلة جليات ويخلص الشعب منه.
الأعذار موجودة، ولكن رفض استخدامها والاحتماء بها..
وصعوبة العمل يشهد بها الكل، ولكنه انتصر عليها بالإيمان.
لقد عاقب الرب الذين أضعفوا معنويات الشعب بالحديث عن المصاعب.
أولئك الذين رأوا الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا، ولكنهم قالوا "غير أن الشعب معتز، والمدن حصينة.. لا نقدر أن نصعد إلى الشعب لأنهم أشد منا.. وقد رأينا هناك الجبابرة بنى عناق.. فكنا في أعيننا كالجراد، وهكذا كنا في أعينهم" (عد13: 27-33).
وبهذا الحديث الذي يحطم الروح المعنوية "رفعت كل الجماعة صوتها وصرخت. وبكى الشعب تلك الليلة وتذمر" (عد14: 1). ورفض الرب أولئك الذين صعبوا الأمر وشرحوا استحالة تنفيذه.