|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أرسل الله ابنَهُ
وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ ( غلاطية 4: 4 ) جاء ابن الله مولُودًا من امرأة، ولقد اشترك في لحمنا ودمنا ( مت 1: 21 )، جاء آخذًا صورة عبد، ووُجد في الهيئة كإنسان (في2: 7). ولكن بمقدار ما هو قدوس كابن الله الأزلي، هو قدوسٌ أيضًا في الناسوت، حيث لم يدخل الكيان الإنساني عن طريق التناسل الطبيعي. ولو أنه جاء عن هذا الطريق الأخير لصح أن يُقال عنه ما يُقال عن كل مخلوق بشري أنه ”مولود من الجسد“، «والمولود من الجسد جسدٌ هو». إن قداسته غير الطبيعية استلزمت مولدًا غير طبيعي، وهذا ما قاله النبي إشعياء: «ها العذراء تحبل وتَلِد ابنًا وتدعو اسمهُ عمانوئيل» (إش7: 14). وهذا أيضًا ما تحقق بالحرف كما نقرأ في بداية العهد الجديد (مت1: 21-23)، فلقد حلَّ الروح القدس على مريم عذراء الناصرة، وكوَّن فيها جسدًا مُقدّسًا خاليًا من الخطية. وذلك الابن المبارك قد تسربل ذلك الجسد الذي تكوَّن بقدرة الروح القدس. وابن الله لم يأتِ ليكون زعيم دين جديد. فهو عندما وُلد كانت هناك أديان كثيرة، ولم يكن الأمر يحتاج إلى ديانة جديدة. وهو لم يأتِ ليُعلِّم الجنس البشري شيئًا جديدًا، لأن العالم كان به قواعد كثيرة لتعليمه كيف يحيا، وكيف يعيش. ولم يكن غرض مجيئه إدخال حضارة تُعرف فيما بعد باسم الحضارة المسيحية. صحيح أنه علَّم وتكلَّم أفضل مما علَّم وتكلَّم أي واحد على الإطلاق، وكانت كل كلماته حكمة سَمَت عن أن تُقارن، وفاقت كل حكمة أخرى. ولكنه جاء لغرض آخر سام وجليل. لقد جاء ليصنع قنطرة الوصل فوق هوة خطية الإنسان وتعاسته، وليُصالح الإنسان المسكين الساقط مع الله القدوس. لقد جاء ليضع أساسًا عليه يستطيع الله الطاهر البار والعادل أن يسترجع لنفسه الإنسان الخاطئ من وهدة الإثم والفساد «قد أُظهِرَ مرة عند انقضاء الدهور ليُبطِل الخطية بذبيحة نفسه» ( عب 9: 26 ). هذا حدث مرة – ومرة واحدة فقط – بموت ابن الله المبارك على الصليب. إذًا فالصليب هو المكان الوحيد الذي يستطيع الإنسان الخاطئ أن يجد فيه سداد كل حاجاته، ومغبوط كل مَن يُؤمن بالمصلوب، لأن خطاياه قد غُسلت بدمه الكريم، وقد وُلد من فوق، وسكن فيه الروح القدس، وصار عضوًا في جسد المسيح، وابنًا لله، ووارثًا للمجد. لاسمِكَ القدوسِ نُهدي كل شكرٍ يا كريـمْ باختيارٍ جئتَ تفدي جنسنا العاصي الأثيمْ تشارلس ستانلي |
|