رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تلذذ بالقدير
............... إِنْ رَجَعْتَ إِلَى الْقَدِيرِ تُبْنَى ... لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالْقَدِيرِ وَتَرْفَعُ إِلَى اللهِ وَجْهَكَ ( أيوب 22: 23 - 26) التلَّذذ بالرب ليس مجرد استمتاع بسماع عظة في اجتماعٍ، أو تعزيات بترنيمات عذبة اللحن والكلمات. وهو ليس مُطلقًا النشوة بإنجاز خدمة ناجحة ثمارها واضحة، يحظى صاحبها بالتشجيع وعبارات الإطراء والمديح. والتلَّذذ بالرب بالطبع ليس هو الشعور بالسعادة لدى مؤمن مغمور بخير زمني أكرمه به الرب. إنما التلَّذذ بالرب هو حالة قلب وجد كفايته وسروره في شخص الرب ذاته، ففاض بالفرح المجيد. هذا الفرح لا يتوقف على أي مؤثر خارجي على الإطلاق. إذ يُنشئه الروح القدس مِن الداخل، مهما كانت الظروف المحيطة بالخارج. التلذذ بالرب رغم الظروف: قد نجد مؤمنًا متلذذًا بالرب وهو في وسط التجربة، وهو على فراش المرض، أو حتى فى قلب السجن. هذا ما اختبره المرنم: «عند كثرة همومي، في داخلي تعزياتك تُلذذ نفسي» ( في 4: 4 ). ذلك النوع العجيب من الفرح المجيد الذي اختبره الرسول بولس وهو في السجن، وجعله يحث المؤمنين في فيلبي أن يفرحوا في الرب كل حين (في4: 4). ليس فقط عندما يتمتعون بالفرص الروحية المنعشة، أو عندما يحظون بخير في المعيشة، بل هو فرح في شخص الرب، كل حين. كان الرسول بولس يُتمِّم سعيه بفرح، رغم الشوكة والأتعاب، رغم التحديات والصعاب. لم يُعطل تدفق فرحه الداخلي أي نوع من الاضطهاد أو المقاومة سواء لخدمته أو لشخصه. ونلاحظ أنه كثيرًا ما شجع القديسين في سعيهم المسيحي على الفرح في الرب. مُراعاة القداسة هو سبيل اللذة الحقيقية: لكي نتلذذ بالرب ينبغي أن نراعي اعتبارات قداسة الرب في حياتنا «إن رجعت إلى القدير تُبنى. إن أبعدتَ ظلمًا من خيمتك ... يكون القدير تِبرك، وفضة أتعاب لك. لأنك حينئذٍ تتلذذ بالقدير وترفع إلى الله وجهك. تُصلي له فيستمع لك ... وتجزم أمرًا فيُثبَّت لك، وعلى طرقك يُضيء نورٌ» ( أي 22: 23 -27). إن كل أبطال الإيمان الذين أخلصوا الحب للسيد وكرَّسوا حياتهم من أجله لم يندموا بل رنموا، هتفوا وغنوا له، تمتعوا به وتيقنوا أن الخطية تجعل حياتهم شقية، والقداسة تضمن اللذة الحقيقية. هان عليهم كل شيء، وتركوا العزيز والثمين ليربحوه هو، فشبعت من الدسم أنفسهم، وأصبحت أفراحهم سر قوتهم. بقدر ما يكون الرب محبوبًا ومهيبًا يكون التلذذ كثيرًا. أيمن يوسف |
|