الخطية فساد للطبيعة البشرية
من أجل هذا قيل عن الخطاة أنهم "زاغوا وفسدوا" (مز 14: 3).. إن الإنسان هو صورة الله ومثاله. ولكنه في حالة الخطية لا يكون كذلك يكون قد فسد، وفقد صورة الله.. لذلك أنا لا أوافق ذلك الذي يسقط، فيدافع عن سقوطه قائلًا "هكذا شأن الطبيعة البشرية".. "أنا معذور، طبعي كده"!
كلا، ليست هذه هي الطبيعة البشرية كما خلقها الله الصالح، الذي بعد أن خلق كل شيء، نظر إليه فإذا هو حسن جدًا (تك 1: 31). طبيعتك البشرية يا أخي هي في أصلها صالحة جدًا. إنما أنت تشكو في سقوطك من طبيعتك بعدما فسدت بالخطية.. هذا الفساد هو الذي شكا منه الرسول قائلًا "أما أنا فجسدي مبيع الخطية.. ويحي أن الإنسان الشقي، من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو 7: 14، 24).. إن الخطية تتلف طبيعتنا، وتجعل مستواها السامي ينحط..
لذلك فالخطية انحطاط.. تصوروا إنسانًا في مركزه العالي كابن لله يحط نفسه إلي المستوي الذي يصير فيه ابنًا لإبليس.. ويبلغ من الحطة الذي يصير فيه إلي ظلام.. وينسي مركزه العالي، ويعمل كأحد أولاد الناس.. الخاطئ إنسان ينحط في نظر نفسه، وتقل قيمته أو تنعدم في نظر نفسه.. وسأضرب لكم مثالًا: هل يستطيع ابن ملك أن يجلس علي كوم من الزبالة؟ قطعًا لا يستطيع.. كم بالولي إذن ابن الله..؟!
والخاطئ أيضًا لا ينحط فقط في نظر نفسه، وإنما أيضًا في نظرته إلي الناس. مثال ذلك، شاب ينظر إلي أحد الفتيات نظرة شهوانيه.. لا شك انه لو كان ساميًا في تفكيره لقال في نفسه: هذه الفتاه هي هيكل للروح القدس كيف ألمسه أو أنجسه؟! لا يمكنني مطلقًا أن أفسد هيكل الله. لأن "إن كان أحد يفسد هيكل الله، فسيفسده الله لأن هيكل الله مقدس هو"(1 كو 3: 17).إنما ينظر الفتي إلي الفتاة بشهوة لأن مستواها قد انحط في نظره.. هذه هي الخطية التي تفسد الطبيعة البشرية، وتحولها من هيكل لله إلي أداة للفساد.. وهي لا تفسد الطبيعة البشرية فحسب. بل تفسد الأرض كلها.. ولذلك قيلا في سفر الرؤيا عن الزانية العظيمة إنها "أفسدت الأرض بزناها (رؤ 19: 2).