النصرة على الشيطان
إن الله أعطانا سلطانًا على الشيطان، نقول له اذهب فيذهب.
ولكننا في أحيان كثيرة لا نشاء أن نقول له: اذهب.
أحيانًا نتراخى في حربه، ونعطيه فرصة فينا ومجالًا. وأحيانًا نرضخ ونتراخى ونؤجل طرده. وأحيانًا نفاوضه ونهادنه ولا نكون حازمين معه. بل أحيانًا نستسلم له، أو نتعاون معه... ولا نشاء مطلقًا أن نقول له: اذهب...
بل أخشى أن البعض يفتح له قلبه وحواسه، ويرحب به!
كثيرون لا يستطيعون أن يطردوا الشيطان بكلمة اذهب يا شيطان. لأن بينهم وبين الشيطان صداقات ومحبة وعشرة. وهناك قيود تربطهم به وتخضعهم لإرادته. بل لو انتهره الرب وذهب عنهم، قد يسعون هم إليه، ويتوسلون إليه قائلين: أرجع إلينا وأعنا...! هم لا يريدون أن يبتعد الشيطان عنهم! إن القلب النقي هو الذي ينتهر الشيطان ويقول له: اذهب. ويفرح بانتهار الرب له. ولكن البعض له حاجة عند الشيطان يستبقيه من أجلها، بل ويدافع عنه! تمامًا مثلما فعل أهل أفسس في دفاعها عن آلهتهم أرطاميس وتمثالها (أع19: 28). لذلك فإن الرب كان أحيانًا - قبل أن يشفي إنسانًا - يسأله أولًا: أتريد أن تبرأ (يو5: 6).
فإن شاء الرب أن يطرد الشيطان عنك، استجب له...
فلتتحد إرادتك مع إرادة الله في طرد الشيطان من حياتك، مهما كان ذلك سيكلفك، ومهما (أتعبك) ذهاب الشيطان بعيدًا عنك. لأن الكتاب يقول "أمينة هي جراح المحب. وغاشة هي قبلات العدو" (أم27: 6). فقد يقبلك الشيطان متظاهرًا بالحب، موهمًا إياك أنه يسعدك ويحقق شهواتك ورغباتك، لكي لا تطرده من حياتك، بينما هو يعد لك فخاخًا لهلاكك! فلا تصدقه.
أدخل إلى أعماق قلبك وفكرك، وقل: اذهب يا شيطان.
وحينما ينتهر الرب هذا الشيطان، انتهره معه بكل صدق وبكل حزم وحسم، مع إلغاء كل ما سبق من علاقات بينك وبينه. ولا تحاول أن تجمع بين الله والشيطان في حياتك. لنه "لا شركة بين النور والظلمة" (2كو6: 14).
لا تصادق عدوًا لله، ولا تشترك معه في أي عمل. واطرد كل متعلقاته في حياتك وفي بيتك وفي مكتبتك، كل صوره، وكل كتبه ومجلاته، وكل ملاهيه وأغانيه وقصصه، وكل أجهزته، وكل أعوانه. قل له: اذهب يا شيطان، ومعك كل ما ينتمي إليك. واقفل أمامه جميع الأبواب حتى لا يعود إليك.
وليكن طردًا، بكل جدية، طردًا نهائيًا، بتصميم...
لا طردًا متذبذبًا، مترددًا، قلقًا... كما يقول المثل العامي "عين في الجنة، وعين في النار"! وتأكد تمامًا أن بقاء الشيطان بكل حيلة خسارة لك. واحترس من أن تقبل ريحًا عن طريقه - لأن هذا (الربح) يكون ثمنًا لحياتك وأبديتك...